"إذا كنت تقرأ هذا الكتاب الآن، فاعلم أنك الرجل الأكثر بؤسا في التاريخ، لا تقل ربما، أو لكن..فأنت بالفعل الرجل الأكثر بؤسا من أي وقت مضى في تاريخ الإنسان العاقل الذي مشى على سطح هذا الكوكب". كان هذا جزءا من مقدمة كتاب جديد لعالم الإنثروبولوجيا (علم الإنسان) الأسترالي بيتر مكاليستر بعنوان (علم الرجل المعاصر الأكثر ضعفا). ويدعم مكاليستر مزاعمه بأدلة على أن رجل العصر الحديث أقل من أسلافه، بما في ذلك في الألعاب الرياضية الأولمبية الأساسية مثل الجري والوثب العالي، وذلك بالاعتماد على آثار أقدام من 20 ألف سنة كانت تخص ستة صيادين من السكان الأصليين لأستراليا. وتثبت هذه الآثار أن هؤلاء السكان عدوا أسرع بكثير من أوستين بولت عداء ال 100 و ال 200 متر. ويقول المؤلف إن التحقق من خطوات أحد السكان الأصليين يثبت أنه وصل إلى سرعة 37 كيلو بالساعة على التربة الطينية اللينة، وفي المقابل، فإن السرعة القصوى التي سجلها أولمبياد بكين كانت 42 كيلو مترا في الساعة عندما قطع العداء مسافة 100 متر في 9.69 ثانية. ووفقا لمكاليستر فإذا ما كان لدى هؤلاء الصيادين ساحات للجري وأحذية حديثة، فقد كانوا يستطيعون الوصول إلى سرعة 45 كيلو مترا في الساعة.وعلاوة على ذلك فإن الجنود الرومان تجاوزوا سرعة الماراثون والنصف (الماراثون هو اختبار تحمل في رياضة ألعاب قوى، يكمن في الركض لمسافة 42.195 كيلومتر). فعل الجنود ذلك وهم يحملون معدات تفوق أوازنهم!! كذلك الأمر بالنسبة للوثب العالي ، الذي لا يجيده الرجل المعاصر وفقا للمؤلف الذي يقول إن الصور التي التقطها عالم الإنثروبولوجيا الألماني في بداية القرن الماضي تظهر صغار قبيلة التوتسي في رواندا يثبون لارتفاع 2.52 متر، خلال مراسم كانت تقام لإثبات دخولهم عالم الرجال. الأغرب في هذا الكتاب المثير للجدل ما أكده المؤلف أن امرأة الإنسان البدائي العادية كانت تستطيع التغلب على حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزينجر في مصارعة الأذرع (الرست) دون صعوبة. وفقا لأطروحة مكاليستر فإن الرجل الحديث تدهور جسديا ويرجع ذلك أساسا إلى حقيقة أنه خلال ال 200 سنة الأخيرة انخفض مستوى النشاط البشري.ويقول العالم الأسترالي:"نحن لسنا نشطين. توقف نشاطنا منذ بداية الثورة الصناعية، هناك أرقام تثبت أن الناس عملت حتى ذلك الوقت بجد أكبر، إن جسم الإنسان مرن جدا ويستجيب للضغط، ونحن لم تتعرض للتحديات نفسها التي تعرض لها الناس في الماضي البعيد وحتى الماضي القريب، لذلك فإن جسدنا توقف عن التطور وحتى في ذروة اللياقة البدنية فإن رياضيينا لم يقتربوا أبدا من اللياقة التي كانت موجودة سابقا". ويختتم مكاليستر قائلا: "لا نريد العودة إلى وحشية تلك الأيام، ولكن هناك أشياء لن يضرنا أن نتعلمها منهم".