تجد اسر سعودية حرجا في الإبلاغ عمن اعتدى جنسيا على بناتهن تحت ذريعة ( الستر) على إعراضهن والحفاظ على سمعة الفتاة والعائلة وعدم فضح بناتهن أمام الآخرين ويرى هؤلاء أن الإحجام عن إبلاغ الشرطة عن هذه الجرائم هو أفضل من نشرها وان ذلك يعكس التركيبة النفسية والاجتماعية للمجتمع المحافظ ويعتقد هؤلاء انه من غير الضروري إبلاغ الجهات المعنية عن تعرض بناتهن للاختطاف أو الاغتصاب من قبل مجهولين , حفاظا على الصورة التي رسمتها الأسرة عن بناتها وخوفا من تشويه هذه الصورة التي قد تصبح وصمة عار تلازم الأسرة على مدى التاريخ والفتاة الضحية طيلة حياتها , تاركين بتسترهم الجناة يفرون بلا عقاب ولا حساب , هذا إن لم يكن حافزا لهم لتكرار جريمتهم . وقال أحد أقارب فتاة ( 14 ربيعا ) تم اختطافها منذ أسابيع عندما افترقت عن زميلاتها أثناء خروجهن من المدرسة بعد أن اتفقن على الذهاب إلى منازلهن سيرا على الأقدام لمنازلهن بدلا من ركوب الحافلة المدرسية كتغيير للروتين اليومي , إلا أنها وبمجرد ابتعادها عن زميلاتها وعند مرورها بإحدى البوفيات القريبة من منزلها , تقدمت نحوها سيارة بشكل سريع وخرج منها شابين يحمل أحدهما منديلا مخدرا , أفقدها وعيها .
وبعد يوم من اختطافها عثرت عليها الأسرة وهي ملقية في ساحة بمحاذاة منزلها فاقدة الوعي , ولم يبلغ ذويها مركز الشرطة عن اختفائها وتعرضها للإيذاء الجسدي , بل اكتفوا باجتهادهم الخاص في البحث عن الجناة للثأر والانتقام لانتهاك عرضهم وشرفهم , إلا أن محاولتهم للبحث باءت بالفشل لعدم تمكن الفتاة من تذكر أي شيء حدث لها , أو معرفة أوصاف الجناة .وهذه الحالة لا تعد الأولى في المجتمع السعودي الذي عرف بمحافظته وتكتمه على قضايا الشرف وانتهاك الحرمة , وهناك الكثير من القصص وأكدت مصادر مقربة من إحدى الفتيات اللاتي وقعن ضحية للاغتصاب انه لم يتقدم احد لارتباط بها بسبب معرفتهم بقصتها . لابد من التوعية لأخذ الحقوق ويؤكد اللواء عوض الحربي المستشار الأمني في الأمن العام ندرة ما يحدث من هذه الحالات والتي لم ترتقي لمستوى الظاهرة و أنه لا يرد لمراكز الشرطة الكثير من نوعية هذه القضايا , بالرغم من حدوثها , وقال أ:ن البلاغات هي التي تكشف الحالات لأي عنف يتعرض له أي شخص وتدل عليه التحقيقات , مستدركا أن الجريمة أصلا موجودة منذ عهد أبينا آدم حتى يومنا هذا . وأضاف أن التوعية من أهم الحلول لمعالجة مثل هذه القضايا , وأن الاختطاف هو قرين الاغتصاب , ودعا إلى العمل على تكثيف توعية الأسر بكافة أفرادها حتى يتمكنوا من أخذ حقوقهم , مؤكدا على ضرورة أن تصل مثل هذه الحالات للسلطة والجهات العليا سواء من حقوق الإنسان أو الحماية الاجتماعية , حتى تتخذ بحقها الإجراءات القانونية , منوها أنه لا يمكن غض النظر عن طبيعة المجتمع السعودي المحافظ بعاداته وتقاليده لاداعي لاخبار الخاطب و يرى عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور طارق الحواس أن المصلحة تقتضي الستر وعدم الإعلام عن تعرض الفتاة للاختطاف ملمحا أن الإعلام لا يرحم , أخذا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( استتر بستر الله عليك ) ,وقال الدكتور الحواس: هذه المسألة تتعلق بسمعة عائلة كاملة وليس على الضحية فقط , وفيها أذية شاملة , مشيرا إلى أن الإسلام لا يحب إظهار مثل هذه الفضائح ويسعى للستر , خاصة إن لم يعرف الجاني , ويرى الحواس إنه إذا عرف الجاني فيجب أن يأخذ حقه من العقاب وأن يحال للتحقيق و أضاف :إن كانت الفتاة المختطفة مظلومة وضحية وعرف عنها الستر والعفاف فينبغي إخفاء أمر تعرضها للاعتداء على من تقدم لخطبتها – طالما الله ستر عليها لا داع لإخباره – وحتى لا تحمل عقدة الخطأ طوال حياتها , وأن يخبره ذويها بأنها أي الفتاة قد تعرضت لحادث اغتصاب نتج عنه فض بكارتها , أما أن كانت الفتاة منحرفة أو كانت سببا لما تعرضت له من إيذاء واعتداء فيجب إخبار المتقدم للزواج منها بأمرها وإلا اعتبر غش وخداع بحق الخطيب .