أكد محللون سياسيون وخبراء نفط على وجود مؤشرات قوية لارتفاعات جديدة لأسعار النفط الخام ، والتي ستتجاوز أكثر من 130 دولارا للبرميل خلال الأيام المقبلة خاصة بعد أن أدت تداعيات الضربة العسكرية الأمريكية الموجهه للنظام السوري إلى تراجعات حادة بأسواق المال العالمية بعد ان اخترق خام برنت حاجز ال112 دولاراً للبرميل خلال تداولات الثلاثاء والأربعاء. وكشف المحللون خلال حديثهم ل «اليوم»: ان الدول العالمية التي تعتمد على النفط الخام اتخذت احتياطات لشراء النفط الخام الأمر الذي أدى إلى رفع الطلب بشكل عال تحسباً لاي توقف بإمدادات النفط إليها وعدم تأثر اقتصادياتها جراء إحداث وتداعيات الشرق الأوسط واوضح ممثل المملكة في المكتب التنفيذي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» سابقاً والمستشار النفطي الدكتور خالد العقيل ان أسواق النفط العالمية تشهد حالة عدم استقرار بالأسعار حيث ان الأسعار مرشحة للارتفاع وان تتجاوز حاجز 130 دولارا للبرميل نتيجة استمرار المخاوف السياسية والاقتصادية بدول الشرق الأوسط جراء توجيه قوات التحالف ضربة عسكرية محتملة على النظام السوري خلال الايام المقبلة. أحداث الشرق الأوسط تؤثر بشكل كبير على الاستقرار السياسي والاقتصادي العربي والعالمي كون ثلث انتاج العالم للنفط يمر عبر مضيق هرمز الذي يطل على ايران وان صوبت القوات الامريكية وقوات التحالف ضربة عسكرية سترد القوات الايرانية العسكرية بتدمير ناقلات النفط العملاقة وضرب مراكز الانتاج وقال الدكتور العقيل: إن الاقتصاد العالمي بحاجة الى نمو متسارع وعامل لامداد النفط الى الاسواق العالمية عبر الدول المنتجة للبترول وحال التوقف سيؤدي الى انكماش بالاقتصاد وارتفاع مؤكد بالاسعار كون اقتصاديات الدول العالمية ومنذ عام 2008 تشهد حركة تصحيحية في اسواقها نتيجة التعافي بعد الازمة المالية العالمية وحال استمرار التوتر السياسي بمنطقة الشرق الاوسط لن تتراجع الأسعار كسابق عهدها حيث الملاحظ من السوق العالمية ان الذهب ارتفع الى اعلى مستوى وعزز مكاسبه ليسجل منذ 15 أيار» مايو» عند 1430 دولارا. وبين الدكتور العقيل ان حجم استهلاك العالم من النفط يبلغ 40 مليون برميل يومياً ويمثل الوقود الأحفوري 80 بالمائة من الاستهلاك العالمي مشيراً إلى أن زيادة عدد سكان العالم والحركة الاقتصادية تزيد من استهلاك العالم من الطاقة سنوياً. ورأى العقيل أن الاستهلاك العالمي من النفط سينخفض خلال الفترة من 2010 إلى 2030 بنسبة تصل إلى 30 بالمائة بسبب الاعتماد على الفحم والغاز الطبيعي وسيكون اعتماد العالم على النفط من منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً من السعودية والعراق وسيكون هناك تنافس دولي على الطاقة الأحفورية مستقبلاً. من جهته تحدث الخبير السياسي وأستاذ العلوم السياسة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سرحان العتيبي عن وجود مخاوف سياسية حقيقية جراء إغلاق مضيق هرمز من قبل القوات العسكرية الايرانية رداً على الضربة العسكرية على النظام السوري حيث ان الاحداث الاخيرة التي برزت في دول الشرق الاوسط وبالاخص سوريا واستخدام قوات النظام السلاح الكيماوي ضد المدنيين اعطى الموقف الدولي قرارا صائبا نحو توجيه ضربة عسكرية مع قوات التحالف الامريكي والدول الاوربية خاصة بعد عدم رغبة الموقف الروسي بالمشاركة بالحرب والدفاع عن النظام السوري نتيجة ارتكابه مجزرة الغوط الشرقية والتي راح ضحيتها مدنيين من نساء واطفال. واشار الدكتور العتيبي إلى أن احداث الشرق الاوسط تؤثر بشكل كبير على الاستقرار السياسي والاقتصادي وعلى الاقتصاد العربي والعالمي كون ثلث انتاج العالم للنفط يمر عبر مضيق هرمز الذي يطل على ايران وان صوبت القوات الامريكية وقوات التحالف ضربة عسكرية سترد القوات الايرانية العسكرية بتدمير ناقلات النفط العملاقة وضرب مراكز الانتاج والتخوف من انتقال الصراعات على المنطقة بشكل عام وتأثيرها على الإنتاج النفطي الأمر الذي يؤدي الى بروز تأثر الاقتصاد العالمي بشكل عام. وبين الدكتور العتيبي ان أسواق النفط العالمية سترتفع تلقائياً حال تمت الضربة الأميركية لسوريا ومن ثم تعاود طبيعتها تدريجياً حيث انه ومن المتوقع وجود قوات أمريكية بمضيق هرمز سيعرقل ما ستقوم به القوات الإيرانية العسكرية نحو المضيق حيث ان قوات التحالف ستستخدم قواتها البحرية ولن تستخدم البرية كونها سترسل صواريخ من خلال بارجاتها البحرية وطائرات دون طيار في مواقع محددة الأهداف للتقليل من خسائر القوات في الضربة العسكرية. من جهة أخرى كشف رئيس ملاك السفن التجارية بغرفة جدة محمد بابيضان عن أن اغلاق مضيق هرمز حال تنفيذ قوات التحالف الضربة العسكرية ضد النظام السوري ستعمل المملكة ووفقا لخطط الطوارئ والبديلة لتحويل امدادت النفط الخام عبر ميناء ينبع غرب المملكة حيث إن أسعار النفط مرشحة للارتفاع بأكثر من 129 دولارا للبرميل كون الارتفاع سيؤثر على اقتصاديات الدول العالمية وبورصاتها وأسواق المال حيث إننا لاحظنا ذلك منذ أمس الأول. يشار إلى أن أسعار النفط ارتفعت في الآونة الأخيرة بسبب التوترات التي شهدتها مصر والمخاوف من أن تمتد إلى قناة السويس أو تؤثر في حركة الإمدادات عبر القناة وقبل أن تهدأ المخاوف بشأن مصر اندلعت المخاوف بشأن عزم الولاياتالمتحدة وحلفائها شن ضربة عسكرية ضد مواقع سورية.
