أحيانًا.. الغياب أفضل

عندما يغيب الإحساس الصادق عن القصيدة، ويصبح الأمر مجرد صف كلام موزون فإنها حتمًا ستفتقد إلى أهم المقوِّمات التي تدفعها للوصول إلى المتلقي، والأَمَرّ هنا عندما يدافع الشاعر عن هذه القصيدة ويصفها بأنها من أجمل قصائده، وطبعًا هو غير مقتنع بذلك ولكن الأمر مجرد دفاع لا أكثر. نعم هنالك شعراء معروفون ومشهود لهم بالحضور القوي والمميّز، ولكن ليس شرطًا أن كل ما يكتبونه يندرج تحت مسمّى الإبداع،
فمستويات القصائد تتفاوت من قصيدةٍ إلى أخرى، فلو أبدع الشاعر اليوم في كتابة قصيدة رائعة فليس شرطًا أن تكون قصيدة الغد في نفس المستوى، خصوصًا إذا كان يحرص على الكتابة وتكثيف نتاجه الشعري، ولديه فهم خاطئ ساهمت كلمات الإطراء والمديح في تكوّنه بأن كل ما يكتبه من شعر هو استثنائي ويستحق أن ينال الإعجاب.
مطلوب من الشاعر خصوصًا المعروف جماهيريًا ألا يستعجل في طرح قصائد ربما تغيّر من نظرة الجمهور والإعجاب بما يطرح إلى نظرة أخرى.مطلوب من الشاعر خصوصًا المعروف جماهيريًا ألا يستعجل في طرح قصائد ربما تغيّر من نظرة الجمهور من الإعجاب لما يطرح إلى نظرة أخرى يكون هو فيها الخاسر، وأن يقتدي بالعديد من الشعراء المعروفين الذين قلّ تواجدهم ولكن لم يقلّ عطاؤهم الشعري، فهم حريصون على المحافظة على مكتسباتهم التي حققوها طوال سنواتٍ طويلة، لذلك تجدهم يبحثون عن الظهور الجميل والمشرّف وفي الوقت المناسب وبقصائد رائعة تترك لها أثرًا بعد النشر.

تويتر @AbdullahShabnan
abdullah-shabnan@hotmail.com