لا تزال الفكرة القائمة لدى كثير من المتعاملين أن التحليل الفني غير موثوق به رغم الكثير من الاثباتات والتأكيدات التي نطرحها وبالأدلة القاطعة، ولكن دون جدوى رغم أننا في الطرح دائما ما نشير إلى أن الدمج بين التحليلين الفني والمالي هو الخيار الأمثل، حيث ان نسبة المخاطرة تكون عند أدنى مستوياتها على الاطلاق، ففي التحليل المالي يتم تحديد الاتجاه القادم وقوة السلعة أو العملة وما إلى ذلك وبناء عليه يحدد المتعامل من خلال التحليل الفني أفضل مناطق الدخول الشرائي أو البيعي وغالبا ما تكون تلك المستويات قريبة من أدنى نقطة سعرية هذا إن كان التحليل جيدا ويتمتع بمصداقية كبيرة ورؤية عميقة. قد لا تنطبق الحالة أثناء الانهيارات السعرية حيث تتراجع الأسعار بشكل عام وتكون فرصة أكثر من رائعة لمقتنصي الفرص حيث انهم يشترون أسهمهم أدنى من القيمة الحقيقية ب 50 بالمائة وهو ما يعتبر صفقة رابحة ومميزة دون أدنى شك، وقد رأينا أمثلة حدثت أثناء الهبوط الحاد الذي حصل في الأسواق المالية خلال الأزمة المالية الأخيرة. الدولار مقابل الفرنك السويسري بعد أن فشل الدولار الأمريكي في أن يصل إلى مستويات مقاومته الأولى أمام الفرنك السويسري وذلك في الأسبوع ما قبل الماضي عاد ليغلق على شكل شمعة سلبية، رغم أنها ليست بالمكان المطلوب لتكون ذات فاعلية إلا أنها تشير إلى تغلب البائعين عن المشترين في ذاك الوقت وهو ما دفع المتعاملين للخوف مما هو قادم الأمر الذي دفعهم للتخلي عن مراكزهم الشرائية على المدى القصير الأجل، وكان السبب في تراجع الدولار أمام الفرنك لخمس وسبعين نقطة حيث كان افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 0.9155 وهبط في اليوم الأول ومن ثم صحح بشكل عرضي في الثلاثة الأيام الباقية ومن ثم عاد ليهبط في اليوم الأخير ليغلق عند مستويات 0.9080 وعليه فإن ما يعتقده الكثيرون أن الأسعار في هبوط إلى مستويات الدعم الرئيسي الأول والواقع على مناطق تلامس السعر مع الضلع السفلي للقناة السعرية الأخيرة المائلة للصعود والتي بدأت قبل ستة أشهر تقريبا والواقعة على مناطق 0.9014 ومن ثم مناطق الدعم الرئيسي الواقع على مستويات 0.8845 والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي من المتوقع أن تكبح جزئيا الهبوط الحاصل حاليا ولكن إن هبط السعر دونها فإن هدفه الثالث يقع عند مستويات 0.8566 أما عن المقاومات الحالية فيأتي أولها عند مستويات 0.9396 المتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها، وما يمكن أن يحصل لاحقا هو ثبات السعر في ذات المسار الجانبي الواسع النطاق على الإطار الزمني الأسبوعي، إلا أن يتم تحديد الاتجاه القادم من قبل صناع السوق ولكن لا ننسى أن المسار الجانبي هذا عبارة عن صعود وهبوط على أطر زمنية أدنى. الدولار مقابل الين الياباني انخفض الدولار الأمريكي أمام الين الياباني خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث لم يستطع أن يتجاوز قمة الشمعة الأسبوعية ما قبل الماضية والتي كانت عند مستويات 84.16 وما ان افتتحت الشمعة الأسبوعية الماضية حتى ذهب في الأيام الثلاثة الأولى وذلك في محاولات لاختبار تلك المناطق إلا أنه تعرض في اليوم الثالث إلى موجة بيع كبيرة نسبيا عند مستويات 84.08 دفعت به للهبوط في الأيام الباقية من تداولات الأسبوع إلى مستويات 81.96 التي كبحت هبوط الزوج ودفعته لأعلى في محاولة لتقليص الخسارة وهو ما أسفر عند ارتفاع بلغ ثلاثا وأربعين نقطة ليغلق عند مستوياته الأخيرة المتمثلة ب 82.39 ين لكل دولار أمريكي الأمر الذي قد يدفع المتعاملين الى التريث قليلا حول الإقدام على الشراء خوفا من دخول الأسعار حالة تصحيح للصعود المتواصل لستة أسابيع متتالية ارتفعت بها الأسعار قرابة الستمائة وخمس وسبعين نقطة وهو ما وصلت نسبته قرابة التسعة بالمائة من أسعار انطلاقته الأخيرة، وبهذا الإغلاق يتوجب علينا الانتباه جيدا، حيث انه من الممكن أن يتراجع السعر إلى مستويات الثمانين ين لكل دولار وربما أقل بقليل وهذا ما نستطيع أن نستنتجه من خلال مراقبة سلوك السعر عند وصوله إلى مستويات متوالية فيبوناتشي الحاسبية للموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي. وما يجب أن نعلمه جيدا أن الإغلاق الشهري في غاية الأهمية حيث من الأفضل أن يغلق فوق أعلى سعر لشمعة الشهر الماضي والتي كانت عند مستويات 81.64 مما يعطي انطباعا للمتعاملين بأن المشترين تغلبوا في نهاية الأمر على البائعين مما يشجع المتعاملين للإقدام على الشراء مجددا وسيكون الهدف الأول يقع عند أول مستوى مقاومة رئيسية متمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والواقعة على مستويات 87.09 ين لكل دولار.. ويبقى السؤال الأهم يدور حول المستوى المستهدف أولا .. الدعم أم المقاومة؟ اليورو مقابل الين الياباني رغم محاولات الصعود التي يفعلها اليورو أمام جميع العملات إلا أنه فشل أمام الين الياباني وأغلق على تراجع في نهاية التداولات متراجعا بخمس وخمسين نقطة وذلك بعد أن وصل بصعوده إلى مستويات 111.41 ين لكل يورو في اليوم الثالث من التداولات، إلا أنه تعرض لموجة بيع دفعته للتراجع إلى مستويات 108.47 التي كبحت هبوطه لتعيده إلى مستويات إغلاقه الحالي عند مستويات 109.31 والتي تبتعد قرابة الخمسمائة نقطة عن مستوى أول مقاومة للزوج عند مناطق 114.23 الواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي. وهنا لابد لنا أن نشير بوضوح إلى أهمية إغلاق الشمعة الشهرية الحالية حيث انه من المتوقع أن تستمر في الصعود خلال الأيام الباقية من الشهر الحالي وتتجه إلى مناطق المقاومة الأولى ولكن فيما لو لم يتم ذلك فإن دخولا في مسار جانبي على الإطار الأسبوعي سيكون هو الأكثر ترجيحا إلى أن يستقر السعر قليلا وتخرج مؤشرات التشبع من مناطق التشبع البيعي لتعود مرة أخرى إليها ولكن بموجة دافعة جديدة. وكل هذه التوقعات من الممكن أن تتحقق ولكن ما يبدو على الإطار الزمني الشهري أن مؤشر ال MACD يتجه لتكوين نموذج Positive Divergence مع السعر وعليه فقد تكون الشرارة الأولى لانطلاقة قد يكون هدفها آلاف النقاط فهل يمكن أن يتم استغلالها مبكرا أم أن التريث في ذلك يعد من الحكمة ؟؟؟ إن المقتنعين في الدخول يجب أن يحموا عقودهم الشرائية بأوامر لوقف الخسارة دون القاع الحالي تحسبا لأي طارئ . هبوط الذهب هبطت أسعار أونصة الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي إلى مستويات الدعم الأول الواقع على مناطق 1627 دولارا للأونصة والتي تتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي ولكنها كبحت هبوطه الذي بلغ اثنين وثلاثين دولارا حيث تعرضت الأسعار لموجة شراء جيدة دفعت به إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مستويات 1662 دولارا وبهذا الإغلاق يكون الذهب قد حافظ على مستويات الدعم الرئيسية الأول وحافظ أيضا على مستويات الدعم المتمثل بخط الميل السعري الصاعد من نهايات العام 2008 إلى الآن والموضح بالرسم البياني المرفق ونلاحظ أيضا الانخفاض الكبير في مستوى مؤشر ال MACD على الإطار الأسبوعي على الرغم من عدم هبوط الأسعار بشكل يوافق ذاك الهبوط وهو غالبا ما يعني أننا في موجة تصحيحية وما هو إلا وقت بسيط تستغرقه المؤشرات كي تخرج من مستويات التشبع الشرائي حتى يعود لينطلق مجددا إلى مستويات القمة الماضية الواقعة على مستويات 1920 دولارا للأونصة. من أهم المناطق حساسية هي مستويات 1522 دولارا والتي إن كسرها فسوف تفتح الباب أمام الهبوط إلى مستويات الدعم الأول حينها عند 1446 دولارا والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة المذكورة أعلاه، لذا علينا أن نصبر ونراقب جيدا سلوك السعر عند اقترابه من مستويات الدعم والانتباه من التسرع في أي دخول شرائي إلا عندما تظهر بوادر فشله في تجاوز المستوى وكسره مع التأكيد على أهمية وضع أمر لوقف الخسارة تحسبا لأي انزلاق سعري.
