لم يخف المواطن ناصر سالم الناصر الغلث ( 65 عاماً ) رغبته الجامحة في ايجاد جهة رسمية تتبنى مشروعه الذي لطالما انتظره منذ حوالي العامين، التصميم جاء على هيئة حقيبة إطفاء حرائق توضع داخل المنازل، و يرى الغلث بأن هذا المشروع على وشك أن ينال شهادة براءة اختراع من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وأنه سوف يقلل من نسب الخسائر في الارواح والممتلكات عندما يتم اقتناؤها من قبل كل أسرة في المملكة. وحول فكرة المشروع تحدث لنا الغلث فقال:» لقد راودتني فكرة ابتكار حقيبة إطفاء حريق تقريباً قبل سنتين، وقد ازددت إصراراً على تنفيذها عندما تحدث لي أحد أقاربي عن موقف تعرض له داخل بيته عند نشوب حريق في عداد الكهرباء بسبب الضغط، وعندما هم بإخماد الحريق لم يكن حينها لديه أدوات السلامة المفروض تواجدها داخل البيت لمواجهة الحريق، حيث كانت ردة فعله في ذلك الوقت غير طبيعية، مما زاد الأمر سوءاً حيث لم يكن أمامه حلاً سوى استخدام الماء لإخماد الحريق بأسرع وقت ممكن، وقد كان استخدامه فيه شيء من الخطأ، لأن الماء في بعض الأحيان ربما يزيد من قوة الحريق. ووصف الغلث:» أن مشروع الحقيبة المنزلية لأدوات إطفاء الحرائق تتكون من خمسة أدوات رئيسية وهي: كاشف دخان، و بطانية حريق طولها « 5 متر» تستخدم لإخماد الحريق، وصندوق إسعافات أولية، و صمام أمان عبارة عن أنبوب «غاز»، وقرص مدمج داخل الحقيبة يوضح كيفية طريقة استخدام الأدوات . وعن أهمية الحقيبة قال الغلث:» أن ابتكار مثل هذه الحقيبة سوف يقلل من تزايد نسب الخسائر البشرية سواءً في الأرواح أو الممتلكات أثناء نشوب حريق داخل أي بيت لا - قدر الله -، لأنها ستحد من امتداد ألسنة اللهب إلى أرجاء البيت أولاً، وسوف تخفف على رجال الدفاع المدني عند مجيئهم لموقع الحادث وسرعة إطفائهم للحريق. وأشار الغلث:» أنه اطّلع على العديد من الدراسات العلمية التي أجريت حول أسباب تزايد نسب الخسائر في الأرواح والممتلكات الناجمة عن الحرائق وقد اتضح له بأن بسبب ضعف الثقافة والمعرفة في كيفية مواجهة هذه المواقف، والتعامل معها لدى الكثير من الناس مما يؤدي إلى تزايد نسب الخسائر بشكل عام». وعن مدى ثقافة أفراد المجتمع لدينا حول مواجهة خطر الحريق قال الغلث :» لقد أجريت استبيانا حول معرفة ثقافة كل فرد لدينا في المجتمع من خلال قدرته على مواجهة مخاطر أي حريق قد يقع داخل منزله، وقد تبين لي أن نسبة 90 بالمائة من الذين شاركوا في الاستبيان لا يملكون أي ثقافة، وأن نسبة 95 بالمائة ليس لديهم طفاية حريق داخل منازلهم، وبأن من ضمن هؤلاء رجال يعملون في الدفاع المدني، هذا وقد وجدت أن حوالي 150 بالمائة من الأشخاص الذين شاركوا في هذا الاستبيان رحبوا بفكرة المشروع ويؤيدون العمل فيه لحمايتهم وحماية أسرهم من نشوب الحرائق». وأوضح الغلث بأن المشروع على وشك أن يحصل على براءة اختراع من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وأن فكرة المشروع تم تقديمها إلى إدارة الدفاع المدني بوزارة الداخلية والتي قامت بتحويل كل ما يتعلق بتنفيذ المشروع إلى قيادة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية وذلك بعد أن تمت الموافقة عليه من جهتها، وأضاف الغلث:» تم أعطائي الضوء الأخضر لكي أبدأ بتصميم الحقيبة المنزلية، وسوف تقوم إحدى الشركات المتخصصة في مجال الأمن والسلامة بتوفير كل أدوات الحقيبة اللازمة». وعن ميزانية المشروع أكد الغلث:» بأنه وضع ميزانية للمشروع بحدود 4 مليون ريال، وأن شركة أرامكو السعودية هي من ستتبنى المشروع وتدعمه، وستقوم على تسويقه عبر وسائل الإعلام المختلفة وذلك من خلال بث رسائل توعية وتثقيفية لكافة شرائح المجتمع، كما ستقوم بتنظيم زيارات للمدارس للجنسين لإيضاح أهمية وجود حقيبة الإطفاء داخل المنزل مع أهمية كيفية استخدامها». يذكر بأن ناصر الغلث أحد المواطنين السعوديين الذين خدموا قرابة (30 سنة ) في القوات المسلحة الكويتية، حيث تدرج خلالها في العديد من المناصب حتى أصبح رئيس مكتب القوات المسلحة في السفارة الكويتية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة 10 سنوات، وبعد أن تم إحالته إلى التقاعد انتقل للعمل لدى شركة سابك وأمضى فيها قرابة ( 15 سنة )، هذا وقد حصل الغلث ومن خلال مسيرته العملية على العديد من الشهادات والدورات التدريبية صادرة من أرقى الجامعات العربية و الأمريكية.