من نافذة القصيدة يبتغي هادي آل حيدر الإجابة التي تمتلكها أحرفه، فالدخول المهيب لماضي الحدث يجبر مرايا الصبح على أن تحدث نفسها عن طيحة الذيب التي لا تشبه سوى عثرة الحصان. الإيقاع يوحّد نفسه في قافية الصدر نحو مثلث متساوي الأضلاع تنكسر أمامه ثورة الجياع، والرتم نفسه يتجلّى في قافية العجز ما بين الوازع الإنساني والرازف النجراني ليتوجع خفوق الأرض بصوت جداني. ومع كل نزف يسترسل شاعرنا بالبوح ليفوح شذى العشق وعبق أصالة الفرسان حتى وإن تسلل التعب فاستراحة المحارب لا تعني الابتعاد، وتلك المشاعر تتجدد كالجمر الوقّاد. عنفوان الشموخ يمسك بأطراف القصيدة وصدى السنين الحاكي ما زال يهذي بالأرض، بالمعشوقة، بالاختلاف، بالصدق، وبالزمن، وشاعرنا يموت من الغلا، والغلا يأتي من أقصى المدينة ليفداه. إنه الغيم يجاذب الصوت الرخيم وإن انسكبت الحرقة بين محاني الأضلع فإنها الحقيقة تلهج بالصدق؛ لتخبرنا بأن العشق هنا والألم هنا والأرض هنا، وقبل هذا وذاك فالإبداع هنا. يطيح الذيب وصغار الذياب جيَّاع يضج البوح في صدري ووجداني تصير انصاف لا بالله تصير ارباع عزوم الفارس اللي لو تحداني ضربت الأرض باقدامي لأجل تنصاع وينشدني بياضي.. من هو الجاني؟ هنا علمت من يجهل علوم القاع بأن الأرض مخلوقه على شاني فجوج الأرض دايم للكرام وساع واذا شح الكلام تزوره الحاني يناديني الشعور اللي حسبته ضاع افز من التعب واطيح من ثاني مضى عمري معه حب ورضا واقناع ومضى عمره معي مشتاق ويعاني هنا الأشواق تنبت والهوى ذعذاع وهنا الحب الكبير اللي تمثناني يحب الغيم يعشق ريحة النعناع أموت من الغلا ويقول يفداني هنا حبي هنا عشقي هنا الإبداع هنا نبض الحياه وصوت جداني