أكد المشاركون في ندوة «اليوم» حول أسبوع المرور على ضرورة أن يكون الأسبوع انطلاقة لأجندة تثقيفية وتوعوية متكاملة تستمر بقية أيام العام، وذلك عطفا على أهمية تجاوز مرحلة إيصال الرسائل إلى إقناع الفئة المستهدفة التي تشمل اضافة لقائدي المركبات المرافقين لهم والمشاة وكل من له علاقة باستخدام الطرق بشكل يومي، فهي مسؤولية مشتركة يفترض أن يستوعب الكل حساسيتها وارتباطها بأرواح الناس ناهيك عن الممتلكات العامة والخاصة. وأضاف المشاركون في الندوة انه رغم أن أسبوع المرور كانت له آثاره الإيجابية بدليل ان الاحصائيات الخاصة بالنصف الأول من العام الحالي تشير إلى انخفاض نسب الحوادث بشكل عام وأضرارها سواء الوفيات أو الاصابات أو التلفيات بنسب تفاوتت بين 28 و 41% وهو ما يجده المشاركون مؤشرًا جيدًا، الا انه لا يزال أمامنا الكثير من العمل في هذا الخصوص. ويفترض اعادة النظر في تطوير اساليب التوعية المرورية، خاصة إذا علمنا انه ومع تحسن نسبة السيطرة على بعض مظاهر القيادة السلبية في السنوات الاخيرة؛ نظرا لتطوير أنظمة الرصد والمخالفة المرتبطة بها مثل السرعة و قطع الاشارة إلا ان المستشفيات لم تشهد انخفاضًا في عدد حالات اصابات الحوادث، بل التأثير كان في مدى خطورتها فقط وهو مؤشر آخر يجعلنا نعود بالذاكرة لنجد أننا وصلنا لعام 2017 ولا يزال حزام الأمان رغم أهميته ومعرفة كافة الشرائح بارتباطه بشكل مباشر بالتخفيف من أضرار الحوادث بنسبة قد تصل الى 75%، إلا انه لا يزال و بعد 33 عاما من انطلاق أسبوع المرور هو المحور الرئيس للتوعية؛ كون هناك الكثير من قائدي المركبات لا يزالون غير ملتزمين بربط حزام الأمان، بل ان نسبة ربط حزام الأمان تتفاوت بين 50% وتنخفض إلى 5% في بعض المناطق البعيدة عن المدن، ما يستدعي طرح العديد من التساؤلات المتعلقة بأساليب التوعية ومدى انتشارها، ايضا المؤثرات النفسية والثقافة المجتمعية، وكذلك الوضع الراهن لمدارس تعليم قيادة المركبات. وطالب المشاركون في الندوة باشراك المؤسسات التعليمية في هذا المشروع، وتوسيع مهام المسؤوليات المشتركة ليس فقط مع ادارة المرور بل كافة الجهات الأخرى سواء الحكومية أو الاهلية. الشكرة: شعار «حياتك أمانة» استكمال لمسيرة 34 عاما قال المقدم منصور الشكرة من ادارة المرور بالمنطقة الشرقية: إن أسبوع المرور لهذا العام يحمل شعار «حياتك أمانة» استكمالا لمسيرة بدأت منذ عام 1983 حين أقرت قيادات المرور في الخليج تاريخا ثابتا لتناول مشكلة ارتفاع معدلات الحوادث بوضع حملة مرورية كل سنة مع بداية شهر مارس بعنوان معين في حملة تنطلق بهذا التوقيت وتستمر أنشطتها بقية العام مع امكانية اضافات للخطة. وانطلق الأسبوع الأول في 1984 بشعار «حزام الامان» بهدف رفع الوعي المروري لدى السائق ولتقليص اعداد الحوادث التي ترتفع مع تجدد اجيال السائقين وارتفاع اعداد المركبات وهي امور تتطلب مواكبة وتوعية مستمرة، والمحاور الرئيسية لاسبوع المرور هذا العام هي السرعة وحزام الامان واستخدام الهاتف فهي أمور أساسية يفترض التقيد بها، وكذلك البعد عن الانشغال اثناء القيادة. ومؤخرا كان التركيز على السرعة والهاتف لما لهما من ادوار واضحة في وقوع حوادث مما ادى لانخفاض نسب الحوادث في 1438 بنسبة 31% للاصابات و41% للخسائر المادية، فيما انخفضت الوفيات بنسبة 21%، ويعود الفضل ايضا للجهات ذات العلاقة ورجال المرور المتواجدين على مدار الساعة؛ لتسهيل وضبط حركة السير سعيا لتخفيض الحوادث لان الحادث ايا كان وراءه مخالفة مرورية صريحة. وأشار الى استمرار إدارة المرور هذا العام في التوعية والزيارات والتواصل مع 14 جهة ابدت استعدادها للمشاركة في أسبوع المرور. د. المعجل: قيمة المخالفات بالمملكة لا تزال الأقل خليجيا قال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام د. عبدالحميد المعجل: ان فكرة اسبوع المرور رغم روعتها كونها دليلا على ادراك دول الخليج لحجم المشكلة وعليه يفترض أن تحظى باستمرارية في العام بأكمله لتفعيل الحلول الخاصة بها، والنداء هنا لكافة افراد المجتمع للمشاركة في ذلك لان الكل عليه مسؤولية تقليل الحوادث، وأن يشارك بها اكبر قدر من اصحاب المبادرات والجهات غير المرتبطة بالقضية بشكل مباشر، ومثال ذلك لجنة امهات وضحايا الحوادث التي تقدم التوعية للطالبات وكيف تكون راكبة ايجابية داخل المركبة خاصة الحالات التي تكون مع سائقي الاسر باعتبار التركيز على ان يكون وجودهن معززا للسلامة المرورية وليس مشتتا كما يحدث في كثير من مسببات الحوادث عندما تعطيه توجيها خاطئا بالانعطاف او ان تدعه ينشغل بالهاتف وغير ذلك من السلوكيات الضارة، وهناك ايضا سفراء السلامة الذين سيتبنون موضوع التثقيف لطلاب الابتدائي والمتوسط والثانوي عن اهمية حزام الامان، وايضا لجنة «مستقبل شبابنا امانة» وغيرها من الجهود. وأضاف د. المعجل ان الانظمة المرورية والضبط المروري بلا شك هي الاساس، خاصة وان الاحصائيات تشير الى ان السائق سبب نسبة تتراوح بين 80 الى 95% من الحوادث، ويجب ان نلزمه ونغير سلوكه بشكل يكون له تأثير في تخفيض الحوادث، ولعل الانظمة الموجودة وزيادة المخالفات ساهمت في ذلك. وأشار د. المعجل الى ان المملكة لا تزال الاقل في قيمة المخالفات المرورية مقارنة بدول الخليج التي تصل الى اضعافها، معربا عن امله في تفعيل نظام النقاط والذي سيكون له عند تطبيقه تأثير واضح على التقيد بالانظمة المرورية، خاصة وأن ثقافة المواطن قبل اربع سنوات كانت ضعيفة للغاية بدليل ان قطع الاشارة وصل الى 50% من اجمالي المخالفات، اضافة لعدم الدراية بالانظمة ولغة الاشارات. د. الجنيد: حوادث السيارات السبب الأول في الوفاة بالمملكة أكد استشاري طب الطوارئ في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د. ثامر الجنيد، أن اصابات حوادث السيارات منذ الستينيات كانت المسبب الأول للوفاة، ولا تزال كذلك في المملكة، رغم انخفاض تلك النسب في بلاد اخرى وتراجع ترتيب الحوادث فيها إلى المسبب السادس للوفاة، وهو ما يستلزم سرعة اعادة النظر والبحث عن طرق افضل يمكن الاستفادة منها في أسبوع المرور. واضاف ان المرور يجب ان يكون له ذات التأثير الواسع لتفاعل أبناء الوطن مع المواسم المختلفة سواء أكانت دينية او اجتماعية مثل الاختبارات ورمضان والاعياد، ويجب ان يستوعب الجميع حجم المشكلة وأولها تفاعل البيت وكذلك مختلف القطاعات والشركات من خلال تخصيص برامج ورش عمل وفعاليات توعوية بالمدارس والدوائر الحكومية. وقال د. الجنيد: ان الملاحظ في الآونة الاخيرة ان نسب الحوادث لم تنخفض وقد تكون ارتفعت بنسبة مواكبة لزيادة عدد السكان والمركبات، وانما الذي حدث هو تراجع خطورة الاصابات واعداد الوفيات، ومن هنا ادعو كافة الجهات المعنية الى الحرص على المشاركة في أسبوع المرور؛ لوضع خطط التقاء تستنبط الحلول اللازمة من خلال اجتماعات دورية وتبادل معلومات. د. دسوقي: حزام الأمان محور التوعية خلال ثلث قرن قال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام د. وائل دسوقي: إن حزام الأمان لا يزال منذ 33 عاما هو العنوان والدليل على أن التوعية تحتاج أن تتخذ منحى مختلفا يرتبط بمسألة تفعيل قوانين العقوبات المرتبطة به، كما هو معمول به في الدول المتقدمة، التي تربطها بأمور كالتأمين وصلاحية الرخص وغيرها. وأوضح د. دسوقي أن الدراسات أثبتت أنه مع حزام الأمان يمكن تلافي نسبة 75% من الإصابات و52% من الوفيات. والشرقية النسبة معقولة، ولكن لعل المناطق الأخرى لا يتجاوز التزامهم 5% لأنه مرتبط بفاعلية الأنظمة والضبط المروري والمخالفات والثقافة، وعموما المواطن لا ينقصه الوعي والدليل على ذلك أنه يتقيد بالأنظمة حين يكون مسافرا لبلاد أنظمتها المرورية أكثر صرامة، ولكنه لا يزال لا يعطي ذات الجدية هنا بنفس الموضوع، وتحديدا في حزام الأمان، وهناك الجانب التوعوي لنصف المجتمع الآخر، فالأمهات والزوجات داخل المركبة لهن تأثير في التأكيد على أهمية الأنظمة وسلامة الأسرة. وأشار د. دسوقي إلى وجود فجوة في مدارس تعليم القيادة. السعيد: التهاون بالأنظمة يؤدي لعواقب وخسائر بالأرواح أوضح الأخصائي النفسي أحمد السعيد، أن الإنسان يفترض أن يكون هو المحور الرئيسي في قضية التوعية بأهمية السلامة على الطرق، مؤكدا أن إدارة المرور تحاول ضبط تلك المسألة عن طريق المخالفات، ولكنه وحده لا يكفي إذا كان الآباء لا يستوعبون أهمية أن يكونوا القدوة في هذا المجال، وعليهم ألا ينتظروا أن يشكل ابناؤهم جيلا منضبطا في قواعد السلامة المرورية. وأضاف إن الحل مع الجيل الراهن لن يتجاوز رفع تكلفة بعض المخالفات والإجراءات التي تضمن عدم التهاون في مسألة أرواح الآخرين، لأن الحفاظ على حياة الإنسان أهم وأغلى وهو ثروة الوطن التي يسعى من خلال تلك الأنظمة إلى المحافظة عليها وسلامتها. وأشار السعيد إلى أن التهاون بالأنظمة يؤدي لعواقب وخيمة وخسائر بالأرواح والممتلكات تستدعي المحاسبة، وقد يكون التغيير صعبا الآن والدليل هو انضباط المواطن في مؤسسة تربط أنظمتها المرورية بالترقية أو الحسومات وهو نفسه المواطن الذي لا يربط حزام الأمان أو يتجاوز الإشارة خارج تلك المؤسسة. ضيوف الندوة: المقدم منصور الشكرة إدارة المرور بالمنطقة الشرقية أحمد السعيد أخصائي نفسي د.عبدالحميد المعجل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. وائل دسوقي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د.ثامر الجنيد استشاري طب الطوارئ بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر