كما يؤلمك وقوف المؤسسة، فإنه يفرحك تحركها عندما تتحرك، وتتمنى أن يركب معها أصحاب الرأي والفكر لكي تصل إلى الوجهة الصحيحة التي يتمناها كل محب لهذا الوطن! إحدى مؤسساتنا الوطنية التي رأينا حراكاً جميلاً لها الأسبوع الماضي، النادي الأدبي في المنطقة الشرقية حيث افتتح نشاطه الثقافي المنتظر بفعاليتين مهمتين: الأولى: لمسة وفاء برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، حيث تم تكريم الشيخ الأديب أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، بحضور جميل ونقاش وطني أدبي يستحق التقدير. الثانية: خطوة بناء، بتجديد ملتقى الكتّاب السعوديين الثاني الذي غاب عن الوطن أربع سنوات، وقد ضم الملتقى نخبة من كتّاب الوطن، بمحور نقاش نحن بأمس الحاجة إليه «الكاتب والأحداث الوطنية الكبرى» وقد قدمت فيه أوراق مهمة وخرج بتوصيات جميلة، كل منها تنافس أختها في الأهمية حيث أوصى الملتقى بمنح الكاتب حرية مسؤولة أكثر، وإيجاد مراكز تدريب للكتّاب، بالإضافة إلى تشجيع التنافس من خلال جوائز صحفية تكون وطنية (على سبيل المثال) جائزة الملك عبد العزيز للصحافة. وهو ما اقترحته في مقال سابق بتاريخ 6 / 8 / 1436 ه، كما أوصى اللقاء بالاهتمام بقيمة المواطن وقضاياه في تناول الكتّاب فكل قضية تتعلق به هي قضية كبرى، وكذلك التماهي مع الأحداث وعدم الانشغال بالجزئيات والاحتراب الداخلي والأحداث تموج من حولنا والحفاظ على القواسم المشتركة للمجتمع من قبل الكتّاب ومحاولة عدم خسران أي منها، وضرورة أن يتنبه الكاتب المُجيد إلى أنه يكتب لفئات مختلفة عمرياً واجتماعياً واقتصادياً -فلابد أن يعد لها العدة، والتنبه إلى أهمية إيجاد وسائط تأثير تواكب الواقع وعدم الاكتفاء بالصحافة فحسب، كما تمت الدعوة من خلال هذا اللقاء إلى فتح الملتقى الثالث للكتّاب السعوديين لحضور الجمهور حتى لا يكون الملتقى حواراً مغلقاً بين الكتّاب أنفسهم. أتمنى أن ترى هذه التوصيات النور من الكتّاب أنفسهم قبل غيرهم، فالوطن بحاجة إلى أقلامهم ليبني بها، لا أن ينشغل بها عما هو أهم، كما أتمنى أن يغادر بعض الكتّاب والأندية الأدبية أبراجهم العاجية سريعاً، فقد اقتحمهم السيل وهم لا زالوا يتناقشون في وسط الوادي، ولعل هذا الملتقى كان فرصة ورسالة. وأخيراً بدأت بالجمال وأختم بالجمال، فمن جمال الملتقى زيارة جزيرة دارين، الجميلة بجمال رجالها وكرم أخلاقهم وضيافتهم، وكم أتمنى أن تهتم هيئة السياحة والتراث الوطني بهذه الدرّة، فقد سمع أهل دارين وعوداً وينتظرون تنفيذاً، ليس من أجلهم فقط بل من أجلنا نحن كذلك. لا حرمنا المولى العاملين، فنحن بأمس الحاجة إليهم!