"سكني" يُسجّل أكثر من 580 ألف حجز كأكبر منصة للبيع على الخارطة    الأطباء يقاطعون مرضاهم بعد 11 ثانية فقط رغم أن مدة الموعد نصف ساعة    أزمة دبلوماسية بين فرنسا وأميركا بسبب اتهامات بمعاداة السامية    نائب أمير منطقة جازان يعزي في وفاة شيخ شمل قبائل قوز الجعافرة    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى نحو مليون و76 ألفا و940 فردا    لا تتجاوزوا حافلات النقل المدرسي حفاظاً على سلامة الطلاب    ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت إلى 67.79 دولار    أستراليا تعلن إدماج الذكاء الاصطناعي في البرامج الجامعية    فانس: روسيا قدمت "تنازلات كبيرة" لإنهاء الحرب    نائب أمير منطقة جازان يعزي في وفاة شيخ شمل قبائل قوز الجعافرة    كأس العالم للرياضات الإلكترونية شاهد على ريادة المملكة والنهضة الشاملة فيها    رغم موافقة حماس على صفقة جزئية.. نتنياهو يصر على التصعيد العسكري    وهم الديموقراطية    12 قتيلاً في هجوم استهدف قائد ميليشيا في ليبيا    114 طفلاً قتلهم الجوع في غزة    تسلما تقريرها السنوي.. أمير الشرقية ونائبه يثمنان إنجازات"مدن" الصناعية    وزير الاستثمار يبدأ زيارة رسمية إلى بكين.. السعودية والصين تعززان الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية    تداعيات السوبر لم تهدأ.. الأهلي.. طلبوه فعاد بطلاً وكان صمته ذهباً    خادم الحرمين يتلقى رسالة من الرئيس المصري    أزمة ايزاك تسيطر على مواجهة ليفربول ونيوكاسل    ارتفاع سوق الأسهم    وجه رسالة للطلاب مع انطلاقة العام الدراسي.. البنيان: منظومة التعليم تواصل تجديد التزامها بقيم الانتماء الوطني    فهد بن سعد: حملة «الدم» تجسد أسمى معاني التكافل والمسؤولية الاجتماعية    62 مليون ريال لنظافة أحياء بريدة    «الحرس»: إنقاذ مقيمين من «غدر» البحر    «النيابة» : نظام حماية الطفل يكفل صون جميع حقوقه    أمير الباحة: مستقبل الأوطان يُصنع بعقول أبنائها    وفد طلابي صيني يزور قرية جازان التراثية    المواهب الحرة بين الحلم والواقع    «بلد سوشل» ينطلق في «جدة التاريخية»    ناهد السباعي بين «هيروشيما» و«السادة الأفاضل»    المسافر سفير غير معلن لوطنه    نصح الطلاب باستثمار الوقت.. المفتي: التعليم أمانة عظيمة.. كونوا قدوة صالحة    «البلديات والإسكان»: تطوير نظام موحد لصيانة الطرق    بريطاني.. لم ينم منذ عامين    عروس تصارع الموت بسبب حقنة تجميل    أول علاج من نوعه يتم اعتماده..«الغذاء والدواء»: تسجيل«تيزيلد» لتأخير مرض السكري من النوع الأول    الأنظمة التصحيحية تغلق 120 ألف منشأة    غدًا.. ختام المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025    بلغ السيل الزبا!    ولي العهد يُتوّج "فالكونز" بلقب كأس العالم للرياضات الإلكترونية للمرة الثانية    هجمات إسرائيل تلاحق الجوعى    منسوبو إمارة جازان يشاركون في الحملة الوطنية السنوية للتبرع بالدم    موسم العمرة يشهد تدفقًا متزايدًا للمعتمرين والقاصدين للمدينة المنورة    جيسوس يريح لاعبيه    تعليم جازان يستقبل أكثر من 351 ألف طالب وطالبة مع بداية العام الدراسي 1447ه    توثيق أكثر من 84 ألف طائر و 1200 كائن بحري في المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل مدير الدفاع المدني بالمنطقة السابق    نجاح عملية تحويل مسار نوعية لمريضة بسرطان متقدم في تخصصي بريدة    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تترجم 24 قصة للأطفال إلى 3 لغات عالمية    الصندوق العقاري يودع مليارا و42 مليون ريال في حسابات مستفيدي برنامج الدعم السكني لشهر أغسطس    نائب أمير مكة يؤدي صلاة الميت على والدة الأمير فهد بن مقرن بن عبدالعزيز    وزارة الشؤون الإسلامية واثقة الخطوات    محمد أسد بين النسخة الأوروبية والتجديد الإسلامي    6808 قضايا نفقة خلال شهرين.. المحاكم تنصف المطلقات وتحمي الأبناء    نائب أمير الشرقية يعزي الشيخ عبدالرحمن الدوسري في وفاة شقيقه    أحداث تاريخية في جيزان..انضمام جازان للحكم السعودي    قصة كلمة خادمنا من الملك سلمان إلى أمير عسير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إزالة قناع الأنا
نشر في اليوم يوم 21 - 03 - 2016

ما الذي يمكن أن يكون أكثر مقاومة للتغير من صلابة الصخرة؟ فبالرغم من أنها الأكثر كثافة وتماسكا في الجزيئات إلا أن بعضها يرضخ لتحول تقدمي في بنية جزيئاته بسبب ارتفاع الضغط والحرارة، فتنتج عنه كريستالات متوهجة شفافة تجاه الضوء.
وماذا عن بريق الألماس الذي لا يضاهي روعته شيء؟ انه نتيجة حالة تحول ثوري لجزيئات الكربون تحت ظروف هائلة، كشأن بقية الأحجار الكريمة الفاتنة الروعة.
انها شواهد قوية لحالات من التفتح الجذري العميق الذي يتحدى قوة الجاذبية المادية ويسمو فوق الشكل والواقع لمستوى أعلى وأجمل.
ألا يلهمنا ما سبق أن نتساءل عما يمكن فعله لإحداث مثل هذا التحول في النفس البشرية؟
وهل يحفزنا ذلك للبحث عن منطلقات تكون الوعي الجديد وتحلل الوعي القديم؟
إنها رحلة تنوير لإدراك بعد ذاتي أرحب، تستلزم المرور بتجربة انعتاق تبدأ من (الأنا) أكثر الكلمات تضليلا، حيث يجسد هذا الضمير المتكلم الخطأ الأكبر باختزاله فهمًا خاطئا للكينونة وإحساسا متوهما بالهوية.
يكمن خداع الأنا في ميلها إلى المساواة بين الملكية والكينونة؛ أنا أمتلك إذن أنا موجود، وكلما زاد ما أمتلكه زادت أناي أكثر، فالأنا تحيا على المقارنة، حيث تصبح الكيفية التي يراك فيها الآخرون هي مرآة رؤيتك عن نفسك، وإحساسك بالقيمة الذاتية مرتبط بالقيمة التي لديك في عيون الآخرين، فإذا كان الجميع ثريا فلن تصبح ثروتك مهمة في تعزيز إحساسك بذاتك، ويمكنك حينها ان تنتقل لكوخ صغير لتستعيد أناك تضخمها برؤيتك لنفسك أكثر روحانية من الآخرين.
تتماهى الأنا مع الامتلاك، لكن شعورها بالإشباع بعد التملك سريع الزوال، ويظل مكتنفا بصورة خفية بعدم الرضا واللا اكتمال، ولهذا فإن التملك هو وهم تخلقه الأنا لكي تجعل نفسها أكثر بروزا وخصوصية، وينطوي تحته دافع أكثر انسجاما مع شراهة الأنا وهو التطلب والشعور بعدم الاكتفاء. وليس القلق والاضطراب والضجر والامتعاض الا نتائج التطلب الذي لا يتحقق، فليس مهما ماذا تملك أو علام تحصل، فستظل تبحث عن شيء آخر يعدك بإشباع أكبر ويكمل إحساسك الناقص ويملأ ذلك الشعور الداخلي بالحرمان.
لا تستطيع أن تجعل هدفك المستقبلي هو بلوغ حالة انعدام الأنا، فكل ما ستجنيه هو المزيد من الصراع الداخلي، ولكن قرارك باللا مقاومة والتواجد في اللحظة الراهنة هو نهاية الأنا، فالأنا لا يمكنها التناغم مع هذه اللحظة، لأن طبيعتها تجبرها على الحط من شأن الآن، فالزمن هو ما تقتات عليه، وكلما ازدادت قوة الأنا هيمن الزمن على حياتك، فكل فكرة تفكرها تقريبا تصبح متعلقة بالماضي من أجل هويتك أو بالمستقبل من أجل زيادة الإشباع، ولن تكون ابدا بالكامل هنا لأنك مشغول دوما بمحاولة الوصول لمكان آخر.
يبدأ التحول التنويري للنفس بتكرار هذا السؤال دوما؛
ما علاقتي باللحظة الراهنة؟
هل أعاملها كوسيلة لبلوغ غاية ما؟ هل أراها كعائق؟ فاللحظة الراهنة هي كل ما لديك، وبما أن الآن هو الحياة، فما يعنيه السؤال حقا هو؛ ما علاقتك بالحياة؟ وهذه هي الطريقة الأقوى لإزالة قناع الأنا ولبلوغك أعلى حالات التحول التنويري المسماة "الحضور"، حيث تتغلب على تشظي الأنا بين الأشكال والأزمنة، وتصبح واعيا بفضاء الآن، وحينها تستشعر فرح الكينونة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.