المؤمن كيّسٌ فطنٌ

تعصف بنا الدنيا .. نبحر في تجاربها .. نواجه أمواجها العاتية وتركد رياحها .. فنصطاد من خيرات بحارها تجارب حياتنا الجميلة.
لكل مرحلة رحلة عمرية كفيلة بتجاربها ومتاعبها وتساهيلها ...
فالقائد المحكنك الفطن ... هو من يقود هذه السفينة رغم العواصف وعلو الأمواج ... لترسو على شاطئ الأمان ...
أما الكابتن السائر بلا هدف ... بلا مبادئ .. بلا أولويات حياتية فقد يضيع خارطة الطريق .. وقد يهوي بها غرقا بسبب قلة حنكته .. فانتم السفينة .. وعقولكم الكابتن .. ولكم حرية الاختيار ...
تخطوا الصعاب مهما كانت .. وواجهوا المواقف بأدب وحنكة .. فخلقكم الحسن حجتكم القوية...
لا تسمحو لأي شخص بأن يؤثر على شخصيتكم الجميلة فكوني انت .. وكن انت ...
واجبروا انفسكم على التأثر بمن يفوقكم بحسن خلقه .. كوني انت .. شجرة لا يهزها ريح...
وكن انت كالجذور الراسخة في أرض الحياة .. مثمرة رغم عوامل التعرية ...
لن أطيل الحديث اكثر .. كي لا يصبح كسياق روتيني في اي مقال أو لقاء مدرسي أو سطور محاضرة ووصية تربوية ... فقط من القلب للعقل ...
كوني انت .. وكن انت سواعد تمد يدها لتساعد من حولها ... فلا تترددوا.
جزى الله الطاقمين التعليمي والاداري في جميع انحاء المملكة كل خير، فالجميع تحت صروح العلم لاداء أمانة، ولبناء جيل متعلم مثقف فطن وواع ... ليس للدرجات فقط والحصول على مراكز، بل لنغذي عقله الذي أحسن الله خلقه، فتبارك الله أحسن الخالقين.
ولبناء شخصية لتبني مجتمعا .. دون مراعاة فوارق العمر ..
ابنتي واختي .. ابني واخي.. القوي قوي الخلق .. قوي الاحسان قوي الاحترام ...
وما دون ذلك إن كان في رأيك قوة .. فهو - للاسف - لا يدل الا على النقص ..
وكما تفضل قائدتنا بتوضيح انواع الاساليب .. فكونوا ذوي اساليب توكيدية لا عدوانية ولا سلبية.
اتمنى ان تصل حروفي، كي تروي عقولكم وأرواحكم .. فنحن نحتاج اليكم انتم .. لتكونوا ..اولا، ثم لتكونوا لمن حولكم .. ثم لبناء أجيال تكونون لهم قدوة ومثلا أعلى يحتذى به ..
انطلقوا .. وكونوا فطنين .. وكونوا انتم .. ولا تسمحوا للتيارات المبطنة والافكار الملغمة بأن تهوي بكم .. فانتم السند، وانتم اللبنة الاساسية لجيل الغد.