تزايدت معاناة سكان «ضاحية الملك فهد» بالدمام، من انتشار "الفئران" في الشوارع، وحتى بالمنازل وتحولها الى هاجس مؤرق لهم خاصة سكان الأدوار الأرضية. "اليوم" تجولت ميدانيا والتقت بعدد من السكان، ورصدت معاناتهم بعد محاولاتهم التغلب على المشكلة بمحاولات فردية، وأصبحوا يحتاجون حلولا جذرية.. وقال المواطن شديد الدوسري إنه يسكن في ضاحية الملك فهد بالدمام في الدور الأرضي، ويعاني منذ أكثر من سنتين من الفئران بشكل كبير وتسبب له في قلق كبير دفعه لتنفيذ أعمال إضافية؛ لمنع دخولها البيت وخاصة عند مداخل المنازل، وقدم عدة شكاوى إلى الأمانة دون جدوى. مشيرا إلى أن الفئران تكثر في فترة الصيف وخاصة بالمستنقعات، وايضاً تقفز في احيان كثيرة الى داخل ماكينات السيارات، مما يضطرنا الى التأكد من خلوها من الفئران قبل تشغيل السيارة. وشدد المواطن نادر مستور العتيبي على مضايقة الفئران له وخاصة انه يسكن في شقة أرضية رغم قيامه برش سم الفئران عند مخارج البيت، ثم يعثر عليها بعد ذلك نافقة بشكل مقزز يضر بالصحة العامة، واضاف أنه أخطر صاحب العقار لإبلاغ الأمانة بهذه الشكاوى التي تتطلب إبلاغ صاحب العقار بنفسه، وطالب بانهاء هذه الظاهرة المنتشرة في الضاحية بشكل كبير. وأوضح المواطن محمد الصبيحي الذي يسكن في الضاحية منذ أكثر من عام، أنه يعاني من الفئران لاسيما انه في الدور الأرضي، وحاول علاج المشكلة بحلول فردية دون إبلاغ البلدية بذلك. وقال المواطن سعيد القحطاني: أسكن في الحي الثاني بضاحية الملك فهد منذ أكثر من سنتين وأشاهد الفئران باستمرار عند خروجي من المنزل واثناء ذهابي للمسجد، مشيرا الى انه اقل تضررا من الأدوار الارضية لانه يسكن في الدور الثاني. وأشار المواطن مبارك محمد إلى انه يسكن في المنطقة منذ اكثر من عامين وتصله الفئران الى داخل بيته في الدور الثاني ولم يستطع تحديد مصدرها، وهل تدخل من المجاري أم من ابواب البيوت؟! ويشاهدها بكثرة عند حاوية الخبز بالقرب من المسجد والمستنقعات والأراضي الفضاء. فيما أكد يحيى محمد حيدر "مؤذن مسجد الحي" انه يصادف الفئران باستمرار داخل المسجد عند دخوله لرفع الأذان؛ مما اضطره الى الحرص على إغلاق مداخل المسجد بإحكام، مشيرا إلى أن البلدية تقوم برش المبيدات في الهواء دون تدخل فعلي لمعالجة مشكلة الفئران والقضاء عليها. الفئران النافقة أصبحت مشهدا مألوفا بشوارع الضاحية أمانة الشرقية: برنامج شهري لمكافحة البعوض والقوارض ذكر المتحدث الاعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان ل"اليوم"، ان الامانة ممثلة بإدارة صحة البيئة لديها برنامج لمكافحة القوارض والفئران والكلاب الضالة، وايضاً برنامج شهري لمكافحة البعوض والقوارض بشكل عام في الاماكن التي تكثر وخاصة التي تنعدم فيها شبكة الصرف الصحي. واشار لقيام الامانة بدورها على اكمل وجه من خلال ردم المستنقعات باستمرار، ولكن ذلك لا يعد حلاً جذريا، دون انشاء شبكة للصرف الصحي في ضاحية الملك فهد. وشدد الصفيان على اهمية وعي المواطن بوضع النفايات في مكانها الصحيح، وهو المسؤول الاول عن ذلك، ويوجد لدينا تجربة سابقة بهذا المجال للقضاء على الفئران في الكورنيش من خلال رمي الناس بقايا الاكل والاطعمة بين الصخور، وقمنا بجهود جبارة ومميزة في ذلك الوقت للقضاء عليها وبالفعل تم ذلك بنجاح. ودعا المواطنين في حالة وجود فئران بضاحية الملك فهد بالدمام الى ابلاغ غرفة العلميات "940" وسيتم انهاء المشكلة خلال فترة من 24 إلى 48 ساعة، داعيا في الوقت نفسه الى الالتزام بوضع النفايات في اماكنها، معتبرا ان وعي المواطنين هو الاساس في المحافظة على البيئة، ويوجد لدى الامانة مشروع قائم حالياً اسمه "اماطة" لنشر الوعي بين المواطنين بأهمية المحافظة على البيئة العامة ونأمل من المواطنين التعاون معنا لتحقيق هذا الهدف. ..وأصدقاء البيئة: المردم القديم السبب والمستنقعات بريئة قال رئيس جميعة أصدقاء البيئة المهندس طلال الرشيد، إن ضاحية الملك فهد، كانت مردما للنفايات ومخلفات البناء مما تسبب في انتشار الفئران التي تتعايش مع الورق والخشب. مرجعا انتشارها بشكل اكبر في فصل الصيف الى عدة أسباب منها انشقاق الارض والتفاعلات الكيميائية. ورفض الرشيد اعتبار المستنقعات سببا لانتشار الفئران لأنها تلوث بكتيري ، بينما تراكم الانقاض والاخشاب والورق هو السبب الحقيقي لانتشارها والاخشاب تحديدا. واشار الرشيد الى ان معالجة الامانة التي تتم حالياً لن تقضي عليها، لأنها تقوم برش المبيدات والسموم في منطقة الفئران عند استلام بلاغا بذلك دون تدخل على عدة مراحل كيميائية، وكذا استحداث فرق طورائ للقضاء على القوارض حفاظا على البيئة، ودعا الى الاستفادة من خبرات دول قطر والكويت والامارات التي عملت على القضاء على مثل تلك الظواهر باستخدام السموم.
