اعتمدت أرامكو السعودية برنامجاً متميزاً لترشيد استهلاك المياه في جميع المرافق التابعة لها على مستوى المملكة، وذلك لما تشكله جهود ترشيد المياه من أهمية بالغة وملحة يتم طرحها في أغلب دول العالم نظراً لتراجع موارد المياه وزيادة أعداد سكان العالم بصورة مطردة. وبعض البلدان ومنها المملكة العربية السعودية تجد نفسها في أشد الحاجة إلى تطبيق هذه البرامج. فالمناطق المجدبة لا يجب عليها فقط تأمين مصادر مياه نوعية ولكن أيضاً إدارة إمداد المياه النظيفة والطلب عليها للأجيال القادمة. وفقاً لمسؤولين في إدارة حماية البيئة في أرامكو السعودية فإن برنامج ترشيد استهلاك المياه في أرامكو السعودية يتضمن عدداً من الإجراءات منها: وضع قيمة اقتصادية للمياه الجوفية تعادل تكلفة مياه البحر المحلاة أو المعالجة التي يتم نقلها إلى مناطق الاستخدام في المشاريع، وتطبيق أفضل الممارسات والمعايير الهندسية بالإضافة إلى تقنيات كفاءة التكلفة، في رسم وتصميم المشاريع لضمان تحقيق المرافق أهداف الشركة المتعلقة بترشيد استهلاك المياه. كما تتضمن الإجراءات التأكد من التزام جميع مرافقها بخطط ترشيد استهلاك المياه في أعمالها، وإلزام المشاريع الاستثمارية التابعة لها بإجراء دراسة تقييم تحسين شبكات المياه للمحافظة على المياه، وتحسين الطلب، وإعادة استخدام مياه الصرف إلى أقصى حد ممكن. وقال مسؤولو إدارة حماية البيئة في أرامكو السعودية: إن الشركة التزمت منذ سنوات بتخفيف الضغط على المياه الجوفية غير المتجددة وكذلك زيادة توفرها مستقبلاً إلى أقصى حد ممكن. ولتقليل استخدام المياه الجوفية، تعمل الشركة على تعزيز الاستخدام الأمثل للمياه، والحد من هدرها، وتوسيع مجالات إعادة استخدام مياه الصرف، وتحفيز استخدام البدائل المستدامة للمياه الجوفية. خارطة طريق وأضاف المسؤولون: إنه وكجزء من مساعي ترشيد استهلاك المياه، تطلب إدارة حماية البيئة في أرامكو السعودية من كل مرفق تابع للشركة إعداد خارطة طريق لترشيد استهلاك المياه لمساعدة المرافق كي تصبح مساعيها في مجال المحافظة على المياه منسجمة مع الاستراتيجية الشاملة التي وضعتها لترشيد استهلاك المياه. وتهدف خارطة الطريق لترشيد استهلاك المياه إلى وضع الأهداف التي تدعم وتحقق الاستدامة البيئية الشاملة في مكانها الملائم، وتتكون من سبعة عناصر تشمل: إعداد دورة حركة المياه (موازنة الكتلة)، وتحديد تدفقات المياه ومياه الصرف الرئيسية، وتركيب أجهزة قياس التدفق، وتطبيق آليات إبلاغ عن استهلاك المياه، وتولد مياه الصرف، وإعادة الاستخدام، وتقييم فرص ترشيد استهلاك المياه، وإجراء تقييمات تقنية وتنفيذ أفضل الممارسات التي حددها التقييم، وتعزيز الوعي بترشيد استهلاك المياه بين الموظفين. بالإضافة إلى ذلك، تضع إدارة حماية البيئة في الشركة مؤشرات أداء رئيسية جديدة لقياس أداء مرافق الشركة فيما يتعلق بترشيد استهلاك المياه. وتهدف هذه المؤشرات إلى تقليل الطلب على المياه العذبة، والحد من هدرها، والاستفادة القصوى من إعادة استخدام مياه الصرف، وتعزيز استخدام مصادر المياه المتجددة. جهود مميزة ونتائج مبهرة وأشار المسؤولون إلى أن الجهود التي قامت بها أرامكو السعودية أثمرت في تحقيق نتائج مبهرة تتمثل في معالجة وإعادة استخدام نحو 75% من مياه الصرف الصحي وتوريد نحو 27 مليون متر مكعب سنوياً من مياه الصرف المتدفقة المعالجة التي تمدها شركة المياه الوطنية. كما تم تركيب أجهزة قياس للتدفق في جميع مرافق الشركة لمراقبة دورة حركة المياه ووضع موازنات كتلة المياه، وتحديد فرص إضافية لترشيد الاستهلاك. وبين المسؤولون أيضا أن الشركة تراقب عملياً مستويات المياه الجوفية الضحلة في نحو 60 مرفق تشغيل على نطاق المملكة، وبصورة أولية من خلال شبكة تضم أكثر من ألف بئر لمراقبة المياه الجوفية. وفي الوقت الراهن، تساعد عينات الفحص وتحليلات المختبر السنوية في تتبع التغيرات والمخاطر المحتملة لإمدادات المياه. وتعتبر مساعي الترشيد، على مستوى الشركة والأفراد، وسائل أكثر فاعلية لمعالجة نقص المياه في المملكة. كما أكد مسؤولو إدارة حماية البيئة في أرامكو السعودية أهمية إبراز خيارات إدارة المياه المستدامة وتوضيحها للإدارات والأفراد. وتعمل الشركة باستمرار على تعزيز برامج ترشيد استهلاك المياه من خلال رفع الوعي لدى الأشخاص فيما يتعلق بنقص المياه، والتي تعد مشكلة خطيرة في المملكة. وبالرغم من ذلك، فإنه لا ينبغي أن تكون الحلول سراباً في الصحراء. قوة التوليد المشترك تعتمد أرامكو السعودية تقنية التوليد المشترك، وهي تقنية ابتكارية، لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة. ويتم في عملية التوليد المشترك، أو أنظمة الحرارة والكهرباء المجمعة، استخلاص حرارة عادم معامل الإنتاج وتحويلها إلى طاقة حرارية مفيدة. وفوائد أنظمة التوليد المشتركة كثيرة، حيث تحتاج إلى وقود أقل لإنتاج الطاقة. ولأن الطاقة منتجة في المعمل فإنه لن يكون هناك فاقد فيها أثناء النقل عبر خطوط الكهرباء، فضلًا عن أن كمية الوقود المحروق الأقل تؤدي، كنتيجة طبيعية، إلى انبعاثات أقل. وتُعد أنظمة التوليد المشترك عنصرًا رئيسًيا في استراتيجية أرامكو السعودية لتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل في توليد الكهرباء اللازمة لتشغيل معاملها، كما يمكننا التوليد المشترك من إنتاج الكهرباء كمنتج طبيعي ثانوي لأعمالها ويقلل من استهلاك الطاقة المستمدة من شبكة الكهرباء الوطنية. وتشمل مرافق التشغيل الجديدة أنظمة مستقلة للتوليد المشترك. كما تقوم بتزويد المعامل القائمة بمثل هذه الأنظمة. ففي مرفق الشيبة، على سبيل المثال، تقوم بتحسين قدرة توليد الكهرباء في المعمل لتصل إلى أكثر من 1 جيجا وات من خلال تركيب أربع وحدات للتوليد المشترك. ويساعد تبني تقنية التوليد المشترك في رفع كفاءة استهلاك الطاقة وخفض كثافة هذا الاستهلاك في معامل الشركة العاملة وإضافة الفائدة إلى مواردنا الهيدروكربونية، عدا عن دورها في حماية البيئة. أجهزة قياس سرعة وارتفاع تدفق المياه توفر كثيرا من الوقت والجهد