جامعة الملك سعود تُنظّم المؤتمر السعودي الدولي للأبحاث الصيدلانية والابتكار "مسير"    "خيرية العوامية" تحقق إيرادات 10.6 مليون ريال خلال 2024    اتفاقية جديدة بين مؤسسة سلطان الخيرية واليونسكو لتعزيز اللغة العربية عالميًا    "مركزي القطيف" ينظم ندوة تقييم وعلاج اضطرابات النطق واللغة    أمير الحدود الشمالية يدفع أكثر من 4000 خريج من جامعة الحدود الشمالية لسوق العمل    رؤية السعوية 2030.. من الطموح الى التحقق    أمير الجوف يواصل زياراته لمراكز محافظة صوير ويزور مركزي طلعة عمار وزلوم ويلتقي الأهالي    "مينا للصحة" تفتتح أول مركز متخصص بالصحة المهنية في الرياض    عمادة شؤون الطلبة بجامعة الإمام عبد الرحمن تقيم حفل ختام الأنشطة الطلابية    برعاية نائب أمير مكة.. مُحافظ جدة يفتتح المؤتمر الدولي للابتكار في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء    استشهاد 15 فلسطينيًا في غارتين للاحتلال الإسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين شرق مدينة غزة    تحويل الدراسة الحضورية إلى منصة البلاك بورد بجامعة الطائف    رياح نشطة وأمطار رعدية على عدة مناطق في المملكة اليوم    إنفاذًا لتوجيهات القيادة.. بدء عملية فصل التوأم الطفيلي المصري محمد عبدالرحمن جمعة    وزير الشؤون الإسلامية يصل المغرب ومندوب الشؤون الإسلامية المغربي في استقباله    تراجع الذهب إلى 3383 دولارًا للأوقية    68.41% من الموظفات الجامعيات حصلن على تدريب عملي    عمدة كييف: مقتل شخصين على الأقل إثر سقوط حطام طائرات مسيرة في المدينة    رفع الوعي المجتمعي حول الصدفية والتهاب الجلد التأتبي    كبير آسيا    دشن مرحلة التشغيل الفعلي لمشروع النقل العام.. أمير تبوك: القيادة الرشيدة حريصة على تعزيز جودة الحياة واحتياجات المجتمع    8.4 مليار تمويل سكني    الرياض تستضيف النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية    ولي العهد موجهًا "الجهات المعنية" خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء: العمل بأعلى درجات الكفاءة والتميز لخدمة ضيوف الرحمن    التعليم عن بعد في متناول الجميع    تسري أحكام اللائحة على جميع الموظفين والعاملين.. إجازة "فحص المخدرات" بما يتناسب مع طبيعة العمل    أمانة جدة تضبط 9.6 أطنان من الغذاء الفاسد    الخريف زار "إيرباص هيليكوبترز" بفرنسا.. السعودية تعزز توطين صناعة الطيران    مسيرات "الدعم السريع" تصل بورتسودان وكسلا.. حرب السودان.. تطورات متلاحقة وتصعيد مقلق    ميليشيا الحوثي تدفع البلاد نحو مزيد من التصعيد .. ضربات إسرائيلية متتالية تعطّل مطار صنعاء    هل الموسيقى رؤية بالقلب وسماع بالعين ؟    أزمة منتصف العمر    اغتيال المعلّم بدم بارد    قصف عنيف بين الهند وباكستان عند خط المواجهة في كشمير    المرأة السعودية تشارك في خدمة المستفيدين من مبادرة طريق مكة    "صحي مكة" يقيم معرضاً توعويًا لخدمة الحجاج والمعتمرين    «طريق مكة» تجمع رفيقي الدرب بمطار «شاه» الدولي    خالد بن سلمان يبحث مع بن بريك مستجدات الأوضاع في اليمن    في ختام الجولة ال 30 من دوري روشن.. كلاسيكو يجمع النصر والاتحاد.. ومهمة قصيمية للهلال والأهلي    في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. سان جيرمان يأمل بضم آرسنال لضحاياه الإنجليز    في ختام الجولة 32 من دوري" يلو".. النجمة للاقتراب من روشن.. والحزم يطارده    إصابات الظهر والرقبة تتزايد.. والتحذير من الجلوس الطويل    «فيفا» يصدر الحزمة الأولى من باقات المونديال    «أخضر الصالات» يعسكر في الدمام    ..و مشاركتها في معرض تونس للكتاب    القادسية بطل المملكة للمصارعة الرومانية    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    أمير الرياض يستقبل سفير إسبانيا    اتفاقيات بالعلا لتدعيم السياحة    الحوثي يجر اليمن إلى صراع إقليمي مفتوح    القيادة.. رمانة الميزان لكلِّ خلل    بيت المال في العهد النبوي والخلافة الإسلامية    ولي العهد.. عطاء يسابق المجد    بحضور وزير الرياضة .. جدة تحتفي بالأهلي بطل كأس النخبة الآسيوية 2025    الداخلية: غرامة 100 ألف ريال لنقل حاملي تأشيرة الزيارة إلى مكة ومصادرة وسيلة النقل المستخدمة    رشيد حميد راعي هلا وألفين تحية    وزير الدفاع يلتقي رئيس مجلس الوزراء اليمني    أمير منطقة تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. بكر: يوجد صراع بين التيارات الدعوية وهذا أدى إلى تقسيم المسلمين
عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة الأسبق ل آفاق الشريعة :
نشر في اليوم يوم 13 - 02 - 2015

أوضح الدكتور بكر زكي عوض، العميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والمشرف على المراكز الثقافية ومراكز إعداد الخطباء والإشراف على التدريب، أن بواعث الإلحاد تتمثل في الصراع بين الحق والباطل، والخير والشر، والإنسان والشيطان، والبيئة التى يولد فيها الإنسان والأسرة وظروفها الدينية والاجتماعية والاقتصادية، والسلوك المخالف للدعوة من قبل الدعاة وأزمة الشعارات الدينية المرفوعة بهدف الاستغلال السياسي وغياب فقه الدعوة فى عالمنا العربى.
مشيرا إلى أن مَن لديه وعى دينى وسياسى مطالب شرعا بتبيان موقف الدين فى بعض الأمور دون الانحياز لطائفة. ولو كان منتمياً إلىها، فانتماؤه خارج المسجد. فالإسلام ليس دين كهنوت أو رهبنة، إنما هو دين صالح للدنيا، فيمكن الحديث عن الشورى فى الإسلام أو حث الناس على المشاركة.
مبينا أن الفضائيات الدينية ضررها أكبر من نفعها، وتجارة بالدين بشكل كبير. وضرورة إنشاء مجلس أعلى للدعوة الإسلامية لتصحيح مسار الخطاب الدينى؛ يضم هذا المجلس كل التيارات بإشراف الأزهر الشريف، ويتم من خلاله وضع قواعد وآداب وضوابط معينة يتم الالتزام بها على المنابر. وفى إطار هذا الموضوع كان لنا الحوار التالى:
 في البداية سألناه... تعلىقك على سيل الفتاوى التي تُذاع على الهواء مباشرة من أناس غير متخصصين؟
 إن هذه الفتاوى تضر أكثر مما تنفع، مؤكداً أن أئمة الاسلام العظام وضعوا شروطاً تبلغ حداً في الكثرة فيما يتعلق بالمفتي، يمكن الوقوف علىها، لا أقول العلم بالكتاب أو العلم بالسنة أو لغة العرب أو الواقع. بل أقول فقه الكتاب وفقه السنة وفقه الواقع وتوسيع دلالة الكلمة في اللغة ومراعاة مقتضى الحاجة ومعرفة الزمان والمكان وما يتناسب مع الأزمنة والأمكنة. فضلاً عن إدراك الأثر المترتب على صدور الفتوى. فقد كان- صلى الله علىه وسلم- يترك أشياء لما يترتب علىها من آثار سلبية؛ كتركه هدم الكعبة وإعادتها إلى ما كانت علىه زمن إبراهيم، وتركه كذلك قتل المتظاهرين خشية أن يقال إن محمداً قتل صاحبه.
العالم الجليل
 هل يُدرك كل مفتٍ الآثار المترتبة على فتواه؟
 إن أئمتنا قد كتبوا بعض الأعمال العلمية وأوصوا بعدم نشرها أو قراءتها إلا من أهل الاختصاص. وليس كل ما يُعرف يُقال، ولا كل ما يُقال جاء أوانه. مؤكدا أن الورع في الفتوى قيد لا بد منه، لهذا كان كثيرون يحجمون عن الافتاء، بل ويرفضون تولّي منصب الافتاء. وخير دليل على ذلك، ابن عباس العالم الجليل الذي رأيناه لا يجيب في بعض المواطن، مردداً على آذان سائليه: أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسوراً في جهنم وتقولوا أفتانا بهذا ابن عباس.
كما ضرب لنا الإمام أبو حنيفة أروع الأمثلة في الزهد والورع والخوف من الله، حيث سُجن لرفضه تولّي القضاء وقال: لست أهلاً لذلك. فقيل له: أنت كذاب. فقال: فكيف تولون القضاء كذاباً؟
والإمام أحمد، كانت تُعرض علىه المسائل التي يصل عددها إلى أربعين مسألة، فلا يجيب إلا على واحدة أو اثنتين، فقيل له ماذا نقول للناس قال: قولوا لهم إنه قال لنا «لا أدري».. فلم تمنعه المنزلة العلمية من أن يعترف بعجزه عن إبداء الحكم الشرعي في كثير من المسائل، إنما منعه ورعه من أن يقدم على مثل هذا.
نصوص القرآن
 هل الإلحاد موجّه ضد الدين الإسلامى؟
 إن الإلحاد ليس موجّها ضد الدين الإسلامى بخاصة، ولكنه موجّه ضد سائر الأديان، فهو رفض لكل العقائد بلا استثناء، ثم إن الإسلام لا يتخوّف من عقائد الآخرين، ونصوص القرآن دلّت بوضوح على أن جميع الناس لن يكونوا مؤمنين، وكذلك لن يكونوا كافرين، وإنما هو تفاوت نسبى. مع أن نصوص القرآن تؤكد أن الأكثرية قد عدلت عن الحق.
ولنعلم أن الأديان جميعها، عبارة عن عقيدة وشريعة وأخلاق. فالملحد إذن الذى لا يؤمن بوجود الله، وإنما يتفلّت بالتبعية من مستلزمات الإيمان؛ العقيدة والشريعة والأخلاق.
وإن بواعث الإلحاد تتمثل في الصراع بين الحق والباطل، والخير والشر، والإنسان والشيطان، والبيئة التى يُولد فيها الإنسان والأسرة وظروفها الدينية والاجتماعية والاقتصادية، والسلوك المخالف للدعوة من قبل الدعاة وأزمة الشعارات الدينية المرفوعة بهدف الاستغلال السياسي، وغياب فقه الدعوة في عالمنا العربى، وأبرز أمثلته الترهيب المستمر أو نشر اليأس أو التعميم في إصدار الأحكام بالكفر أو العجلة بإصدار الأحكام بالكفر على الآخر أو الأخذ بظواهر النصوص. وعجز العلماء عن وضع حل مقنع لبعض الأشياء، والحضارة الغربية المادية ودعوى تعذّر استيعاب الدين فضلا عن فهمه وإهمال الدين في التنشئة الاجتماعية. والدعاية المضادة للدين ورجاله وعلمائه والحرية المنفلتة. ووسائل الاتصال الحديثة والحرب السرية بين الدول وإلحاد بعض الأعلام الغربيين.
تراث مصر
 والحديث عن مصر ومنزلتها ومكانتها في الكتب السماوية؟
 أمر يُحمد، وإن الربط بين بعض الرسل وبينها أمر يُذكر فيُشكر. وإن التغنّي بحضارتها في هذا العمل لم يكن لاجترار الماضي أو المعية فيه، بل لاستنهاض الهمم وشحذ العقول وإقامة الدليل من المنقول- تراث مصر الحضاري- والمعقول على أن المصريين قادرون على فِعْل الكثير إذا خلَصَت النية وسلِمت الطوية.
دين صالح
 ما دور الداعية في خضم تلك الأحداث السياسية؟
 مَن لديه وعي ديني وسياسي مطالب شرعا بتبيان موقف الدين في بعض الأمور دون الانحياز لطائفة، ولو كان منتمياً إلىها، فانتماؤه خارج المسجد. فالإسلام ليس دين كهنوت أو رهبنة، إنما هو دين صالح للدنيا، فيمكن الحديث عن الشورى في الإسلام أو حث الناس على المشاركة وعدم السلبية أو نقد الديمقراطيات في ضوء القرآن. وفي نفس الوقت سياسة القطيع مرفوضة، فالمسلم لا يكون إمعة، بل لديه رأى ويُعمِل الفكر، وعلى الأئمة ألا يفرضوا آراءهم على الناس.
المذاهب الفقهية
 هل يوجد صراع بين التيارات الدينية؟
 بالتأكيد، يوجد صراع بين التيارات الدعوية، وهذا أدى إلى تقسيم المسلمين منذ معركة صفّين بغض النظر عن أسبابها سواء سياسية أو دينية، وأن كل تيار دينى يسعى بكل قوة لتدمير ما يدعو إلىه الآخر، ولا يقبل إلا نفسه فقط. بينما نرى أن المذاهب الفقهية بها توافق كبير واختلاف من باب السعة وليس صراعا كما يدور حاليا.
وبدلا من أن توجّه- تلك التيارات- طاقتها إلى دعوة المخالف في الفكر كالبهائيين أو غيرهم، صاروا مشغولين بأنفسهم فقط، ولو جمعوا طاقاتهم ووجّهوها صوب الآخر لكان أفضل.
أجهزة الدولة
ما رأيك في جماعة الأمر بالمعروف التي تظهر من حين لآخر؟
 ليس لأحد الحق في أن يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر، أما الجائز فهو الأمر بالمعروف باللسان وفق ضوابط معينة كأن أدعو الناس للصلاة بالحسنى، أما أن تقوم جماعة بالتطاول باليد على مواطن بدعوى النهى عن المنكر فهذا لا يجوز لأنه يؤدى لفتنة لا يعلم مداها إلا الله تعالى. ولو كل واحد اشتغل بالأمر بالمعروف فسيصبح الشعب في نظره مذنباً، وبالتالى الأمر موكّل إلى ولي الأمر وأجهزة الدولة، وبالتالى مَن يدّعي الأمر بالمعروف باليد فلابد من محاسبته.
سياج الأمن
 مبدأ السلام في الرسالات السماوية وكيف يمكن تطبيقه في المجمتع؟
 دعوة الرسالات الثلاث إلى السلام ومنهجها في التطبيق
هذا يتجلّى في أن الإسلام كفل له الأمور الأساسية التى تتوقف سعادته على وجودها، وأقام له سياج الأمن حول هذه الأمور، حتى تتيسر للفرد أسباب السعادة وهذه الأمور تتمثل في: حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ النسل وحفظ المال وحفظ العقل وسلام المجتمع «الأسرة– المدينة– الدولة» لمنهج الإسلام في اهتمامه بالأسرة كمصدر للأمان والطمأنينة. وهو منهج يظهر أن الإسلام قد شرّع للأسرة ما يكفل لها السلام والاستقرار. فإذا اتبعت الشرع عاش أهلها في هدوء واستقرار.
وسلام المجتمعات من وجهة نظر الإسلام إلى المجتمع من خلال بيان حق الفرد المسلم داخل المجتمع، وعلاقة المسلمين بعضهم ببعض في ضوء الشرع، والعلاقة بين أفراد المجتمع والحاكم، ووضع مبادئ تساعد على استتباب الأمن والسلام وحقوق غير المسلمين داخل دار الإسلام وعلاقة الدولة الإسلامية بغيرها من الدول، ومن المبادئ التى تحقق الأمن والاستقرار: العدل والشورى والاجتهاد في إقامة توازن اقتصادى.
صلاة الفجر
 ماذا تقول عن مستوى خريج الأزهر بشكل عام وخريج أصول الدين بشكل خاص؟
 غير راضٍ تماما عن مستوى خريجي الأزهر عموما، ومنهم بالطبع خريجو أصول الدين بالكلية التي تشرّفت بعمادتها، وهذا ليس كلاما جديدا بالنسبة لي، فموقفي واضح وقد أعلنته بمجلس الجامعة عام2008 عندما طلبت من رئيس الجامعة آنذاك- وكان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي- أن يعطيني250 طالبا فقط للالتحاق بالكلية، واشترطت أن يكونوا ممن يحصلون على80% على الأقل في الثانوية الأزهرية ويحفظون القرآن الكريم كاملا حفظا جيدا وسليما لأطبق علىهم المنهج المتبع في كلية الشرطة أو الكلية الحربية بأن يسكنوا جميعا بالمدينة الجامعية تحت إشراف نخبة من الأساتذة داخل المدينة بحيث يجمع الطالب بين الدراسة النظرية والتطبيقية ويجعل صلاة الفجر في جماعة بالإضافة إلى قيام الليل والتهجد.. وبذلك يمكنني أن أخرج250 داعية بعد أربع سنوات لكني فوجئت بأن أرسلت إلى الجامعة2750 طالبا مما ترتب علىه العجز عن تحقيق المشروع الذي كنت أتطلع إلىه.. لذلك فإنني أدعو لتقليص العدد في الكليات التي يكون الكم فيها على حساب الكيف.
حساب موازنة
 الهدف من إدخال الكليات العلمية لجامعة الأزهر؟
 كانت أهدافه نبيلة لتخريج الطبيب الداعية والمهندس الداعية، وحينما دعا إلى ذلك الإمام الراحل عبد الحليم محمود بحكم دراسته في أوروبا، كان يريد محاكاة فعل المنصّرين في أوروبا؛ حيث كان الواحد منهم يحصل على الدكتوراه في الطب مثلا ثم يقوم بدراسات في اللاهوت ويأتي إلى دول آسيا أو شمال إفريقيا ويعمل في الطب في الظاهر وفي التنصير في الباطن.. وكانت الغاية من إدخال الكليات العلمية لجامعة الأزهر، هي إحداث شيء مضاد لم يتم تطبيقه على الواقع، اللهم إلا حالة أو بضع حالات تُعد استثناء، والاستثناء لا يُقاس علىه.. فليس معقولا أن يخرج طبيب واحد داعية من بين نحو ألف طبيب تخرجهم كلية الطب. فكم كلف هؤلاء الأزهر على حساب موازنة الكليات الشرعية؟! فإذا تم تطبيق الفكرة جيدا، كان المفروض أن يكون لدينا70% على الأقل من الأطباء دعاة. أما الواقع فهو أن 99% أطباء ولا يشتغل بالدعوة سوى 1% أو أقل. وبذلك خرّجنا الطبيب والمهندس ولم نخرّج الداعية.
فرصة عمل
 هل نجحت جامعة الأزهر بوجود المعاهد فوق المتوسطة؟
 المعاهد فوق المتوسطة، لم تكن محاولة للإصلاح بقدر ما كانت أشبه بفكرة فصل الشوائب عن النفائس. وهي تجربة ثبت فشلها في جامعة الأزهر، فضلا عن أن معاهد مقيمي الشعائر مثلا لا يوجد درجات للحاصلين علىها في وزارة الأوقاف. ولو حدث وتوافرت درجات، لكان الأولى بها الحاصلون على الليسانس الذين لم تُتح لهم فرصة عمل على الإطلاق.
تشويه صورة
 ما تأثير المظاهرات وأحداث الشغب بالجامعة على الوافدين؟
 بالتأكيد، يوجد تأثير سلبى على الوافدين حيث تراجعت الأعداد بنسبة 10% لأن بعض الدول رفضت استقدام طلاب جدد للدراسة بالأزهر خوفا على حياتهم. وهناك تقليص في عدد بعثات ماليزيا وإندونيسيا إلى حد ما. وجامعة الأزهر بها طلاب من أكثر من 100 دولة، وهم منتشرون في كليات الجامعة. وبالتالى حينما يحدث اضطراب أو فوضى بالجامعة سيؤثر ذلك سلبا على الطلاب الوافدين، وينعكس على سفاراتهم ودولهم وأولياء أمورهم. بالإضافة إلى أن أموال البعثات التى تصل للدراسة بالأزهر تُنفق على أغلب جوانب العملية التعلىمية بالجامعة. وبالتالى يريد الإخوان تشويه صورة الجامعة والضغط علىها من خلال ضرب الموارد في مقتل.
مواقف ثابتة
 تعلىقك على ما يحدث يومياً من طلاب الإخوان؟
 الحقيقة أنهم أعلنوا الحرب على الجامعة، لما لها من خصوصية وسمعة عالمية ومواقف ثابتة ضد نمو فكرهم وانتشاره. كما أنهم كانوا يتطلّعون للوصول إلى المشيخة ومنصب شيخ الأزهر ووزير الأوقاف والمفتى ورئيس الجامعة، ولكن أحلامهم ذهبت سدى مع عزل الرئيس السابق محمد مرسى. وبالتالى، فإن الإخوان يستخدمون كل أدواتهم للانتقام من الدولة وهدمها وتركيعها.
إن عدد طلاب جامعة الأزهر 30 ألف طالب، بينما عدد المحتجين من الإخوان لا يتجاوز ال250 فردا. وأن ما يحدث من الإخوان الآن ضد جامعة الأزهر، مقصود لأن مردوده عالمى لوجود طلاب من مختلف أنحاء العالم. وجماعة الإخوان يريدون الانتقام من الأزهر بسبب موقف شيخ الأزهر المتضامن مع 30 يونيو. كما أن التربص الحالى ضد جامعة الأزهر من الإخوان، هو تصفية حسابات بسبب مشاركة شيخ الأزهر في خارطة الطريق.
روح العصر
 بما يطالب عميد كلية أصول الدين الأسبق؟
 بضرورة إنشاء مجلس أعلى للدعوة الإسلامية، لتصحيح مسار الخطاب الدينى. ويضم كل التيارات بإشراف الأزهر الشريف، ويتم من خلاله وضع قواعد وآداب وضوابط معينة يتم الالتزام بها على المنابر؛ حتى يتم منع كل من يسب أو يشتم أو يبدع أو يكفر الناس.
بينما تقسيم جامعة الأزهر يُراد به تدمير الأزهر وليس تطويره. فجامعة الأزهر وحدة واحدة، وهذا ما يميزها عن غيرها من الجامعات. لذا لا يمكن تقسيمها إلى جامعتين أو ثلاث أو غير ذلك، وإلا لو أقدمنا على هذه الخطوة فما الذي يمنع بعد ذلك من المطالبة بفصل الكليات الشرعية عن العلمية في جامعات مستقلة وفصل قطاع قبلي وتقسيمه إلى جامعات مستقلة..وهكذا.
وهذا في الحقيقة تدمير، وليس تطويرا، فإعطاء الصلاحيات الكاملة لنواب الفروع هو الحل الأمثل، وقد تحقق لهم ذلك خلال الأشهر الماضية.
كما أطالب بإعادة النظر في المناهج، بما يتناسب مع روح العصر ولغة العصر. فلا يلائم الآن أن نركّز على تفسير الطبري والثعلبي وغيرهما من التفاسير التي تمتلئ بالإسرائيليات، ونترك التفسير العلمي للآيات الكونية. فلو دققنا في بعض أمهات كتب التفاسير التي تناولت الآيات الكونية لرددنا أكثر ما كتب فيها.
فمثلا، كتاب مفاتيح الغيب للفخر الرازي نجده تأثر بالفلسفة اليونانية، وهو بذلك يكون قد فسر نصوص القرآن في عصره بما كُتب قبل الميلاد بثلاثة أو أربعة قرون. فنحن بحاجة إلى تفسير عصري يتحدث بمنطق العلم الحديث وإظهار إعجاز القرآن نفسه وتحريره من أساليب الخرافات التي أُلصقت به..
ولو أن شخصا أوروبيا، قرأ في تفسير ضاد أو نون وقرأ أن نون تعني الحوت والبهموت وغيرها، في الوقت الذي توصل فيه العلم إلى رؤية الأرض والقمر والكواكب والمجموعة الشمسية.. لانصرف عن الإسلام قبل أن يفكر في اعتناقه.
تجارة بالدين
 ماذا عن الفضائيات الدينية؟
 تلك الفضائيات ضررها أكبر من نفعها وتجارة بالدين بشكل كبير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.