كشف تقرير حديث أن نتائج الأداء المحققة ضمن قطاع شركات البتروكيماويات المتداولة لدى السوق السعودي، أظهرت في نهاية العام تراجعاً على مستوياتها، متأثرة بحالة التذبذب وعدم الاستقرار التي تواجهها أسواق النفط العالمية، لتتراجع أرباح سبع شركات وترتفع أرباح ست شركات، فيما استقرت أرباح شركة واحدة من الشركات المتداولة. والجدير ذكره هنا أن نتائج الأداء المحققة جاءت سلبية إلى حد كبير، وتجاوزت كافة التوقعات المسبقة. وأشار التقرير الصادر عن «نفط الهلال» إلى أنه رغم ثبات سعر اللقيم لدى المملكة عند 0.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية، منذ العام 1998، وبغض النظر عن أسعار النفط، فإنه لا يوجد تأثير مباشر على تكلفة إنتاج البتروكيماويات، في المقابل فإن أسعار اللقيم لدى المملكة قد انخفضت بما يزيد على 50%، الأمر الذي سيكون سبباً لتحسن نتائج أداء الشركات، رغم انخفاض أسعار المنتجات، على العكس مما سجلته النتائج. وتأثرت نتائج الأداء سلباً في نهاية العام 2014، مقارنة بمستواها في نهاية العام 2013؛ نتيجة حزمة من العوامل الداخلية ذات العلاقة بالشركات، وخارجية تتصل بحالة التراجع التي تظهرها أسواق الطاقة ومستويات النمو للاقتصاد العالمي، وبالتالي تأثرت الأرباح التشغيلية؛ نتيجة الانخفاض المسجل على أسعار بعض المنتجات وانخفاض أسعار البترول، بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار والركود التي أظهرها الاقتصاد العالمي وبشكل خاص خلال الربع الرابع من العام الماضي. كما تباينت الأسباب المكملة لهذا الانخفاض بين ارتفاع المصاريف الإدارية والعمومية، وارتفاع تكلفة المبيعات، وانخفاض هامش الربح؛ بسبب تحمل مصاريف الإهلاك لدى بعض الشركات، وانخفاض الكميات المباعة، وزيادة مخصص الزكاة، وانخفاض الإيرادات، وإعادة تقييم أسعار مخزون المنتجات النهائية لدى الشركات التابعة، لتتلاءم مع انخفاض الأسعار الحاصل لدى الاسواق العالمية، وزيادة تكاليف الاستهلاك وتكاليف التمويل والمصروفات المالية على بعض المشاريع، بالإضافة إلى عمليات الصيانة المجدولة وغير المجدولة، الأمر الذي كان له تأثير مباشر في حالة التراجع على الأداء التشغيلي المسجل خلال العام الماضي، مقارنة مع نتائج الأداء المحققة في نهاية العام 2013. في المقابل فقد تأثرت نتائج الأداء لشركات البتروكيماويات المتداولة لدى السوق السعودي في نهاية العام 2014 إيجابا بتحسن الأداء التشغيلي للمشاريع الحديثة، بالإضافة إلى ارتفاع الكميات المنتجة والمباعة وتحسن أسعار بعض المنتجات وانخفاض أسعار المواد الخام المستخدمة لدى عدد من الشركات، في حين نجحت عدد من شركات البتروكيماويات في تقليص المصروفات المالية ومصروفات البيع والتوزيع والمصاريف الإدارية والعمومية، بالإضافة إلى استقرار العمليات الإنتاجية وتحسن هوامش التكرير، والتي كان لها أثر إيجابي على تحسن نتائج الأداء التشغيلية في نهاية العام الماضي. وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة التي تواجهها صناعة البتروكيماويات في المملكة؛ نتيجة استمرار الضغوط وحالة عدم الاستقرار لدى أسواق البيع والتوزيع لمنتجاتها، وتأثرها بحالة أسواق النفط والطاقة ومعدلات النمو والتراجع للاقتصاد العالمي، إلا أن صناعة البتروكيماويات لدى المملكة حافظت وستحافظ على تنافسيتها على المستوى العالمي، ذلك أن أسعار اللقيم في المملكة ستبقى الأرخص على مستوى العالم، وبالتالي ستحافظ شركات البتروكيماويات على الميزة التنافسية لها، نظرا لتأثير ذلك مباشرة على تخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة أرباحها، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي الخاص بتواصل الدعم الحكومي المباشر لهذا القطاع.
