محافظ محايل يزور مستشفى المداواة ويطّلع على مشاريع التطوير والتوسعة الجديدة    البرازيل تمدد محادثاتها بشأن قضايا خلافية في قمة المناخ    المنتخبات السعودية ترفع رصيدها إلى 22 ميدالية في دورة ألعاب التضامن الإسلامي    تحذير فلسطيني من تهجير قسري في قلنديا ينتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف    تراجع أسعار الذهب 0.1 %    عقد شراكة بين فرع الهلال الأحمر السعودي وبيت الثقافة بمنطقة نجران    المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المملكة    ورشة استراتيجية مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة 2026–2030    كمبوديا وتايلاند تتبادلان الاتهامات بالتسبب بمواجهات حدودية جديدة    محافظ القطيف يرعى انطلاق فعالية «منتجون» للأسر المنتجة    الرياض تحتفي بانطلاق البطولة العربية للجولف للرجال والرواد    كريستيانو رونالدو: المونديال القادم هو الأخير لي    رئيس برشلونة ينفي تقارير عودة ميسي    100 ألف وظيفة تستحدثها بوابة الاستثمار في المدن    صندوق الفعاليات الاستثماري يعزز قطاعات الرياضة والثقافة والسياحة والترفيه في المملكة    المرور يستعرض أحدث التقنيات في إدارة الحركة المرورية بمؤتمر ومعرض الحج    «أفواج جازان» تقبض على مخالفَيْن لنظام أمن الحدود    ستة معايير سعودية تقود عملية تطوير مؤسسات التعليم العالي عربيًا    ذاكرة الحرمين    الشلهوب: الرسائل المؤثرة.. لغة وزارة الداخلية التي تصل إلى وجدان العالم    وفد رفيع المستوى يزور نيودلهي.. السعودية والهند تعززان الشراكة الاستثمارية    الصادرات السعودية في معرض جاكرتا    وزير الخارجية يستعرض مع نظرائه الأمريكي والهندي والألماني المستجدات    في دور ال 32 لكأس العالم للناشئين.. مواجهات صعبة للمنتخبات العربية    في الميركاتو الشتوي المقبل.. الأهلي يخطط لضم الألماني«ساني»    وسط مجاعة وألغام على الطرق.. مأساة إنسانية على طريق الفارين من الفاشر    وسط جدل سياسي واسع.. الرئيس الإسرائيلي يرفض العفو عن نتنياهو    أوروبا وكندا تدعوان لتنفيذ اتفاق غزة    الوكالة الذرية تفقد القدرة على التحقق من مخزون اليورانيوم الحساس    خادم الحرمين يدعو لإقامة صلاة الاستسقاء اليوم    يجتاز اختبار القيادة النظري بعد 75 محاولة    شهدت تفاعلاً واسعاً منذ إطلاقها.. البلديات: 13 ألف مسجل في مبادرة «الراصد المعتمد»    تجربة الأسلحة النووية مرة أخرى    تعزز مكانة السعودية في الإبداع والابتكار.. إطلاق أكاديمية آفاق للفنون والثقافة    «مغن ذكي» يتصدر مبيعات موسيقى الكانتري    160 ألف زائر للمعرض.. الربيعة: تعاقدات لمليون حاج قبل ستة أشهر من الموسم    نوّه بدعم القيادة لتمكين الاستثمارات.. أمير الشرقية يدشن أكبر مصنع لأغشية تحلية المياه    القيادة تعزي رئيس تركيا في ضحايا تحطم طائرة عسكرية    نفذتها "أشرقت" بمؤتمر الحج.. وكيل وزارة الحج يدشن مبادرة تمكين العاملين في خدمة ضيوف الرحمن    القيادة تعزي الرئيس التركي    فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية كندا يستعرضان العلاقات وسبل تعزيزها    تعزيز التعاون الإعلامي بين كدانة وهيئة الصحفيين بمكة    فرحة الإنجاز التي لا تخبو    أمير جازان يشهد انطلاق أعمال ورشة الخطة التنفيذية لمنظومة الصحة 2026    "تنظيم الإعلام" تقدم مبادرة "التصريح الإعلامي المبكر" ضمن مشاركتها في مؤتمر ومعرض الحج    وزيرا الثقافة والتعليم يدشنان أكاديمية آفاق للفنون والثقافة    جلسة حوارية حول "الاتصال الثقافي بين السعودية والصين" في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود    خادم الحرمين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء بجميع أنحاء المملكة يوم غدٍ الخميس    وزير الصحة السعودي: الاستطاعة الصحية شرط الحصول على تأشيرة الحج    تحسين متوسط العمر في ضوء رؤية 2030    المفتي يحث المسلمين على أداء صلاة الاستسقاء غداً    «محمية الإمام» تطلق تجربة المنطاد    دراسة: فيروس شائع يحفز سرطان الجلد مباشرة    بدء التسجيل لجائزة سلامة المرضى    أمير نجران يستعرض تقرير "التجارة"    أمير المدينة يتفقد محافظة المهد    علاج جيني واحد يخفض الكوليسترول    أقراص تطيل العمر 150 عاما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذريعة الإرهاب لعدم تطبيق الشريعة ليست موجودة في المملكة
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. عبدالله التركي ل اليوم:
نشر في اليوم يوم 24 - 08 - 2014

حذر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، أبناء المملكة العربية السعودية، من التأثر أو انتمائهم لأي حزب أو جماعة أو طائفة من تلك المنتشرة في المجتمعات الأخرى، أو الولاء لمرجعية أو دولة غير مملكتهم وولاة أمرهم، الذين بايعوهم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، مؤكدا أن شعب المملكة مدرك لخطورة الجماعات والأحزاب والطوائف (في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المسلحة في العراق والشام واليمن وغيرها من البلدان التي تشهد اضطرابات سياسية وأعمالا مسلحة)، وما أحدثته في مجتمعاتها من خلاف وتفرق وصراع، وأن أي مبرر لقيامها في مجتمعاتها، وبخاصة عدم تطبيق شرع الله فيها، غير موجود وبفضل الله في المملكة، بل هي السباقة والمبادرة لتطبيق الشريعة، والاحتكام إليها، وتعزيز مكانة العلم والعلماء، وأن الجميع مع ولاة أمرهم جسد واحد. وقال التركي في حوار مع "اليوم": إن الأمة الإسلامية بحاجة لمشروع حضاري، تنطلق منه القيادات السياسية والشرعية والثقافية والإعلامية برؤية واضحة، في كيفية الخروج من المشكلات التي تواجهها الأمة بشكل عام.
وأضاف أن الإرهاب وجماعاته والداعمين له من أكبر التحديات والمخاطر التي تواجه المسلمين اليوم، مشيراً إلى ان بعض الوسائل الاعلامية تسهم في إثارة الفتن والفرقة والنزاع، مؤكداً على ان المملكة تقف مع علمائها ضد كل الفتن الداخلية والخارجية، مشيداً بالنتائج المحققة من الأجهزة الأمنية لمكافحة الارهاب والارهابيين.
وأكد "التركي" أن كلمة الملك -حفظه الله- للعلماء، بقوله: "فيكم كسل وصمت" أتت لغيرته على العلماء والعلم الشرعي وإدراكه بمكانة العلماء، وما ينبغي أن يقوموا به، وفهمها العلماء بأنها شد لأزرهم؛ لمضاعفة الجهود. وأشار إلى أن الرؤية الصحيحة لوزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، سيكون لها بصمات ايجابية في التقدم، مشدداً على أهمية تحصين أبناء المملكة من التأثر أو الانتماء لأية جماعة أو فرقة طائفية، أو حزبية، مهما كانت، وأن يكون انتماؤهم لربهم ودينهم وولي أمرهم ووطنهم.
وفيما يلي نص الحوار:
 في البداية.. كيف ترى حال المسلمين في العالم؟
* أولاً: أشكر لكم جهدكم، وأقدر لجريدة (اليوم) اهتمامها بالشأن الإسلامي، وإسهامها فيما يخدم الإسلام والمسلمين، ويعين المملكة وشعبها على أداء رسالتهم تجاه وطنهم وأمتهم العربية والإسلامية. والإجابة على هذا السؤال تستدعي الإشارة إلى الرسالة التي يحملها المسلمون لأمتهم وللبشرية أجمع، رسالة عالمية عظيمة، فقد ورثت الحضارة الإسلامية، وتاريخ المسلمين من عهد الرسالة النبوية إلى العهد الحاضر.
وهذا الإرث مسؤول عنه المسلمون في كل عصر، وقد مرت بالأمة الإسلامية مشكلات عديدة وتحولات منذ مئات السنين وتضاعفت في الوقت الحاضر، ولا ينبغي أن نتشاءم كثيراً، وفي نفس الوقت لا نتغافل عن السلبيات الموجودة . إن الأمة الإسلامية تواجه اليوم تحديات كثيرة من الداخل والخارج، ومن أبرز التحديات الداخلية أن ارتباط المسلمين بالدين وتطبيقهم للشريعة ليس على المستوى المأمول، والدولة الوحيدة التي تطبق الشريعة الإسلامية في العصر الحاضر هي المملكة التي قامت على كتاب الله وسنة نبيه، ولا تزال تتعامل في كل شؤونها وفق الشرع الاسلامي، ومعظم الدول العربية والإسلامية ليست لديها الرؤية الصحيحة للتعامل وفق الإسلام وتطبيق شريعته. ومن هنا، نشأت مشكلات كثيرة، سواء أكانت داخلية أم خارجية، وكون الأمة الإسلامية تواجه تحديات من الخارج هذا أمر ليس بالغريب؛ لوجود من يثير الصراع بين المجتمعات والحضارات والثقافات مما لا ينبغي أن يكون، إذ ان الأصل في العلاقات الحضارية التفاهم والحوار واستفادة الامم بعضها من بعض.
إن الأمة الإسلامية في الوقت الحاضر تواجه مشكلات جوهرية من التفرق والنزاعات الطائفية البغيضة التي انتشرت في كثير من مناطق العالم الإسلامي، ومن أخطر ما يواجه المسلمين الطائفية والحزبية الضيقة التي تستغل أحيانا الجانب الديني لمصالح سياسية، إضافة إلى ما يتعلق بالتنمية والاقتصاد والتربية والتعليم وغيرها، والأمة بحاجة إلى مشروع حضاري تنطلق منه القيادات السياسية والشرعية والثقافية والإعلامية برؤية واضحة في كيفية الخروج من المشكلات التي تواجهها الأمة الإسلامية بشكل عام، وهذا ما نادى به الكثير من المخلصين والمتابعين من الزعماء خصوصاً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في أكثر من مناسبة، والذي يركز في لقاءاته مع زعماء الأمة العربية والإسلامية على التضامن والحوار ومكافحة الإرهاب.
 هل للرابطة أهداف سياسية تمارسها في مجال قضايا الأمة الإسلامية؟
* الرابطة كما هو معروف منظمة شعبية إسلامية عالمية، وتمثل الشعوب والأقليات المسلمة، وليست معنية بالجانب السياسي، ومنظمة التعاون الاسلامي هي التي تختص في هذا المجال باعتبارها تضم الدول الإسلامية، وهذا لا يعني أن الرابطة لا شأن لها بالجانب السياسي نهائيا، بل بينها وبين الجهات الرسمية في الدول الإسلامية وغير الإسلامية تعاون وصلات، وهي تحرص على التكامل بين الجهود الرسمية والشعبية. وتركز في الدرجة الأولى على الأقليات المسلمة ومشكلاتها، وليس هناك تعارض، بل بينهما تكامل فالرابطة رسالتها الأساسية موجهة للمستويات الشعبية وللأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، وتركز على توضيح حقائق الإسلام وتصحيح صورته التي شوهها أعداؤه في وسائل الإعلام، ومحاربة الارهاب والتطرف، أما منظمة التعاون الاسلامي فعملها يتركز في معالجة مشكلات الأمة الإسلامية وتحقيق التعاون بين دولها، وهناك تعاون مستمر فيما بين المنظمة والرابطة.
 ما موقف الرابطة من المنظمات والميليشيات الإرهابية التي انتشرت بشكل كبير في الوطن العربي؟
* الرابطة تنظر نظرة عامة للمسلمين، وهي تحرص على ما يجمع كلمتهم، ويبعد عنهم أضرار الطائفية والإرهاب والتطرف والنزاع، وكل دولة لها ظروفها ومشكلاتها وأوضاعها الخاصة بها، وهذا لا يعني أن الأمة الإسلامية تفقد مكانتها باعتبارها أمة واحدة، ولقد عقدت الرابطة العديد من الندوات والمؤتمرات وأصدرت المنشورات والأبحاث، التي تركز على ما يجمع كلمة الأمة الإسلامية ويقيها من أخطار الفتن والنزاع، وقد برزت في السنوات الأخيرة مظاهر من الانحراف في داخل الأمة، من الطائفية والتطرف والجماعات الإرهابية، التي تحظى بدعم من بعض القوى الرسمية وغير الرسمية، والرابطة تعتبر الإرهاب وجماعاته والداعمين له أكبر تحد وخطر يواجه المسلمين اليوم، وتعمل ما تستطيعه من تحذير المسلمين منه، وتسهم بإمكاناتها ومجالات عملها في معالجته، سواء في المجتمعات الإسلامية أو خارجها، ومعظم مؤتمراتها ومناسباتها يصدر عنها بيانات تحذر منه، وتدين المنظمات والمليشيات الإرهابية.
 الرابطة تعقد المؤتمرات والندوات التي تصدر عنها مجموعة من التوصيات.. فهل ترون أنها فعّلت بالشكل المطلوب؟
* المؤتمرات لها أهدافها وليست كلها تطبيقية، بل أحيانا يكون من أهدافها الجانب الإعلامي وتوضيح الرؤية وتعميق الثقافة بالموضوع الذي يتطرق له المؤتمر، بحيث يكون لدى عامة الناس رؤية واضحة في شأنه، ومثل هذه الأهداف تتحقق بنشره في وسائل الإعلام، أما التوصيات والقرارات التي تتطلب إجراءات لتطبيقها فإن الرابطة تكون لجاناً لمتابعة نتائج كل مؤتمر، وتجري اتصالاتها بالدول والمنظمات العالمية، رسمية أو شعبية، وتبلغها بما صدر عن المؤتمر، وتدعوها إلى التعاون فيما يخدم الإنسانية جمعاء، وتجد الرابطة -والحمد لله- الكثير من التعاون والتجاوب الإيجابي.
 كيف ترون تعاطي الإعلام مع قضايا الدول الإسلامية.. وموقف الرابطة من وسائل الإعلام التي تثير الفتن بين الدول؟
* لدينا هيئة عالمية للإعلام، وهي تعقد مؤتمراً عاماً كل عامين، وتركز على ما ينبغي أن يجتمع عليه الإعلام الإسلامي والعربي، وخاصة في الأسس والمنطلقات، وعلى الرغم من صدور العديد من القرارات من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ومن عدة جهات لا يزال التطبيق ضعيفاً، وكثير من القنوات تخدم فئات معينة أو أحزاباً وطوائف معينة، وتسهم في إثارة الفتن والفرقة والنزاع، وهذا الأمر من أخطر ما يكون، وينبغي أن تركز عليه الجهات المعنية في البلاد العربية والإسلامية لإصلاحه، ونحن في الرابطة نتابع ذلك باهتمام.
 ماذا تقولون لمن يتهم المملكة والمؤسسات التعليمية والمناهج فيها بأنها تخرج الإرهابيين؟
* من المؤسف أن نجد بعض الآراء التي تسيء للمملكة ومؤسساتها، وندرك أن المقصود الإساءة للإسلام والشريعة التي تتبناها المملكة، ومن يقول ذلك لا يملك رؤية واضحة عن المملكة، ولا عن الواقع الذي تتعامل معه، والمملكة منذ أن قامت وهي حريصة على الأمن والاستقرار في داخلها وفي الدول الأخرى، ولذلك أي موقف يؤدي إلى فتنة أو خلل في المملكة، أو في الدول الأخرى تقف قيادة المملكة وعلماؤها ضده، ومع الأسف نرى الذين لا يرتاحون للمملكة ومنهجها وعلمائها ومؤسساتها الشرعية والتعليمية، يسيؤون إليها ويروجون لهذه الإساءات، وهذا يوجب علينا أن يكون بيننا وبين الآخرين تواصل عبر اللقاءات والمؤتمرات؛ لإيضاح الحقائق ومنهج المملكة الصحيح المواجه للإرهاب والتطرف.
 كيف ترون مواقف العلماء والقضاة من قضايا الأمة خصوصاً بعد مقولة الملك الشهيرة «فيكم كسل وصمت»؟
* الملك -حفظه الله- لديه غيرة على العلماء والعلم الشرعي، وهو ينطلق من منهج المملكة في التعامل مع العلماء، والمملكة منذ أن قامت وهي تسير على تكامل بين العلماء والقادة منذ اللقاء الأول الذي جمع بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمهما الله-، إلى وقتنا الحاضر، وسيستمر سياسة ومنهجاً، وهناك تكامل بين العلماء والقادة حيث إن القادة والملوك والزعماء لهم مهماتهم ورسالتهم، والعلماء كذلك لهم ما يخصهم من الأعمال، والكل يخدم الدين والمجتمع ويحرص على الأمن والاستقرار، والملك -حفظه الله- لديه إدراك لمكانة العلماء وما ينبغي أن يقوموا به، ولذلك فهم العلماء كلمته بأنها شد لأزرهم واهتمام بالعلم وأهل العلم ومطالبة بمضاعفة جهودهم.
 كيف ترون إطلاق الفتاوى في تسييس المنابر وأثرها على المجتمع؟
* تسييس المنابر واستغلال الفتاوى والدين لأغراض سياسية أو شخصية لا يجوز، والفتوى بيان للحكم الشرعي والذي يجب أن يستند إلى كتاب الله وسنة نبيه، وأى فتوى بدون دليل شرعي لا قيمة لها، ومع الأسف نجد بعض من يفتي في قضايا شرعية وهو غير متخصص أو لم يكتمل تأهيله بعد، وقد عقدت الرابطة مؤتمراً عالميا للفتوى، تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ونصر به الدين-، واستقبل المشاركين فيه، وأثنى على ما صدر منه، وقد صدر عن هذا المؤتمر بيان وقرارات وتوصيات أوضحت أسس الفتوى الصحيحة، والعلماء الذين يقومون بها، وضوابطها، وأهميتها في الأمة الإسلامية، وترجمت إلى العديد من اللغات ووزعت على مختلف الدول والمنظمات الإسلامية، ولا يزال مجمع الرابطة الفقهي يتابع نتائج ذلك المؤتمر ويعقد المؤتمرات والندوات في مناطق عدة من العالم الإسلامي في شأن الفتاوى وأهميتها وضوابطها، وعدم الانحراف فيها عن المنهج السوي، الذي كان عليه سلف هذه الأمة الصالح. وتسييس المنابر كما في سؤالكم أمر لا يقره الشرع، لأن المنبر مكان لدعوة الناس إلى إخلاص العبادة لله وابتغاء مرضاته، والابتعاد عن المنكرات، وبيان الأحكام الشرعية في العقيدة والعبادة والتعامل، وليس منبراً للسياسة وأحزابها وقضاياها.
 كيف ترون جهود المملكة في الحوار ومكافحة الإرهاب؟
* المملكة متميزة في هذا الجانب، وتعتبر الدولة الأولى والرئيسة التي اهتمت بهذا الموضوع، وبخاصة الملك عبدالله ومبادرته في الحوار، والرابطة أقامت مؤتمراً عالمياً للحوار في مكة ومؤتمراً عالمياً بين أتباع الديانات والثقافات في مدريد، وعقدت العديد من المؤتمرات في أنحاء العالم انطلاقاً من مبادرة خادم الحرمين بشأن الحوار، وأقيم العديد من المراكز للحوار داخل المملكة وخارجها، أما مكافحة الإرهاب، فالمملكة متميزة في ذلك، ودعم خادم الحرمين الشريفين للمركز العالمي لمكافحة الإرهاب أكبر دليل على ذلك، وهذه الجهود لم تقم بها أي دولة في العالم، اضافة الى إن المملكة متميزة في مكافحة الإرهاب بمختلف صوره وأساليبه، وبخاصة ما يتعلق بالأمن فالأجهزة الأمنية بتوجيه واهتمام وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز -وفقه الله- واجهت الإرهاب والإرهابيين، وحققت نتائج بحمد الله لا نجدها في كثير من دول العالم، وللمملكة جهدها العالمي في مواجهة الإرهاب والتطرف، عبر المنظمات الدولية والمؤتمرات المتخصصة، وما تبذله وزارة الخارجية من جهود بمتابعة متميزة من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل -وفقه الله-، والكل ينطلق من توجيهات قائد مسيرة المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله وأعانه-.
 لكم إسهامات على مستوى التربية والتعليم.. كيف ترون مستوى التعليم بالمملكة وهل يواكب تطلعات طلاب العلم؟
* مناهج التعليم في المملكة بدون أي تعصب تعتبر من أفضل مناهج التعليم في العالم العربي والإسلامي، وهو يتميز بميزتين: الأولى الأسس التي قام عليها، وهي الجانب الديني وألا يكون هناك ما يتعارض مع نصوص كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- والتركيز فيها على تأهيل أبناء المملكة تأهيلا يحصنهم من المشكلات التي تواجههم، والميزة الثانية: أنه منفتح على تجارب الآخرين وما لديهم من رؤى في كثير من البرامج.
ولا نقول إن العمل كامل في التربية والتعليم، فهو في حاجة إلى مزيد من البرامج لتقوية المعلمين وتأهيلهم تأهيلاً متميزاً في المجال الاجتماعي والنفسي والتربوي، وفي مجال التخصص، وإلى مزيد من الوسائل المعينة في المباني والمرافق، وإلى مراجعة البرامج التي تعتبر إضافية وليست أساسية.
إن مستوى التعليم في المملكة وبرامجه، والخدمات المهيأة له، يعتبر أفضل من أي دولة إسلامية أخرى، وبخاصة في برامج العلوم الشرعية والعربية، والتربية الوطنية، والتي من شأنها أن تؤهل الشباب لمستقبل واعد، وتجعلهم قادرين على خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم، وفق رسالة المملكة ومنهاجها الصحيح، إضافة إلى تمكن أبنائها من العلوم العصرية التي تحتاجها تنمية بلادهم وتقدمها، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وستكون بإذن الله للأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم بصمات إيجابية في ذلك؛ لما لديه من الرؤية الصحيحة، وما يتمتع به من تجربة متميزة وسيكون بإذن الله لجامعات المملكة والتعليم العالي الجهود المتميزة في التطور والتعاون مع جامعات العالم ومراكزه البحثية، التي تعود عليهم وعلى وطنهم بالخير إن شاء الله.
 ما أفضل الطرق لتعامل أبناء المملكة مع الجماعات والطوائف الإسلامية خارجها؟
* لقد منَّ الله على شعب المملكة بنعمة تميزت بها، ولا توجد متكاملة في غيرها، ألا وهي قيام دولتهم المباركة على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وفق فهم السلف الصالح، وتطبيقها شرع الله، وحرص قادتها على العدل والوسطية، ورعاية مصالح الناس، وذلك مقتضى البيعة التي في عنق كل مواطن لولاة الأمر في المملكة.
لقد نشأنا في مجتمع وبيئة بعيدة عن الطائفية والجماعات والفرق، والأحزاب والتجمعات المتنازعة، فالشعب وولاة أمره لحمة واحدة، وسفينة نجاة واحدة، ومنَّ الله على المملكة قيادة وشعباً بوجود الحرمين الشريفين فيها، وخدمتهم للوافدين إليها، وإنطلاق رسالة الإسلام من أراضي المملكة، مما جعل لقادتها وشعبها خصائص لا تتوفر في غيرها.
وانتشار الطوائف والفرق والجماعات والأحزاب في العديد من الدول العربية والإسلامية، ظاهرة غير صحية، وقد أدى ذلك إلى كثير من الصراع والفتن، وتتنافي مع أسس الإسلام التي تؤكد على أن المسلمين أمة واحدة، وأن التزام الجماعة وبيعة ولي الأمر على الكتاب والسنة والسمع والطاعة له من الواجبات المؤكدة في الإسلام.
وكيفية تعامل أبناء المملكة مع تلك الجماعات والطوائف والأحزاب سؤال في غاية الأهمية، وبخاصة في هذا الوقت الذي أصبح العالم فيه قرية واحدة، وذلك يؤكد على أهمية تحصين أبناء المملكة من التأثر أو الانتماء لأية جماعة أو فرقة طائفية، أو حزبية، مهما كانت، فإن ذلك لا يجوز شرعاً، فانتماء أبناء المملكة يجب أن يكون لربهم ودينهم وولي أمرهم ووطنهم، ولا يجوز بحال من الأحوال أن يسمح لتلك الفرق والطوائف والجماعات والأحزاب أن يكون لها تأثير على شعب المملكة، والتعامل معهم من قبل أبناء المملكة يجب أن ينطلق مما يسير عليه قادتها وولاة الأمر فيها، فهم ينظرون للمسلمين باعتبارهم أمة واحدة، وأن المملكة قبلتهم ومكان حجهم.
من كان منهم على المنهاج الصحيح، وهو ما شرعه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وسار عليه الصحابة الكرام، وسلف الأمة الصالح، يحترمون وتقدر لهم جهودهم ويتعاون معهم فيما يبعدهم عن تأثير الطائفية المقيتة والحزبية التي تستغل الدين لأغراض سياسية، ومن كان منهم على غير ذلك فيكون التعاون معهم فيما لا يتعارض مع الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، ويكون الحوار والبحث معهم في إيضاح الإسلام الحق، والتحذير من الابتعاد عنه، وينصحون بوسائل النصح الصحيحة، ويدعون إلى تصحيح منهجهم والاقتداء بنبيهم -صلى الله عليه وسلم-، وصحابته الكرام: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
والحذر كل الحذر من تأثر أحد من أبناء المملكة أو انتمائه لأي حزب أو جماعة أو طائفة من تلك المنتشرة في المجتمعات الأخرى، أو الولاء لمرجعية أو دولة غير مملكتهم وولاة أمرهم، الذين بايعوهم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، إنني أحذر من ذلك، وأجزم بأن شعب المملكة الحصيف يدرك خطورة الجماعات والأحزاب والطوائف المشار إليها، وما أحدثته في مجتمعاتها من خلاف وتفرق وصراع، وأن أي مبرر لقيامها في مجتمعاتها، وبخاصة عدم تطبيق شرع الله فيها، غير موجود وبفضل الله في المملكة، بل هي السباقة والمبادرة لتطبيق الشريعة، والاحتكام إليها، وتعزيز مكانة العلم والعلماء، وأن الجميع مع ولاة أمرهم جسد واحد.
ونسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأمننا، ويؤيد خادم الحرمين الشريفين وليَّ أمرنا وقائدنا، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وجميع المسؤولين في هذه الدولة المباركة من العلماء والمثقفين والوجهاء، بتأييده، ويبعد عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويحقق لجميع مجتمعات المسلمين الأمن والاستقرار، إنه القادر على ذلك.
د. عبدالله التركي متحدثاً لمحرر (اليوم)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.