مشروعات مبتكرة وإبداعية للشباب

نجح برنامج «مبادر» الذي أطلقته لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض مساء الاثنين في جولته الأولى بمسابقة «مبادر» للمشاريع الناشئة في خلق بيئة خصبة لتفجير طاقات شباب وشابات الأعمال وتشجيعهم على طرح أفكار مشروعاتهم بكل جرأة وحماس أمام حشد من الشباب والمهتمين، وفي حضور المسؤولين في لجنة شباب الأعمال، وأكد الشباب والشابات بذلك توجّههم نحو ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال، وستحصل المشاريع الفائزة في نهاية المرحلة الثالثة والأخيرة من المسابقة على جوائز مالية قدرها 200 ألف ريال، مع حزمة من المنافع العينية كالاستشارات المالية والإدارية والتسويقية والتدريب.
وفي فكرة مبتكرة غير تقليدية وفي أجواء مشجّعة انطلقت الجولة الأولى من المرحلة الأولى لمسابقة مبادر، حيث استمعت لجنة الحكام، المكوّنة من أربعة محكّمين بينهم امرأة، في قاعتين منفصلتين، إلى 14 متسابقاً أغلبهم 10 من الشباب، والأربعة الآخرون من الشابات، إلى أفكار المشروعات الناشئة، وأدار المسابقة الأستاذ علي العثيم عضو لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض ورئيس البرنامج، حيث أتاح لكل متسابق وفقاً لشروط المسابقة عرض الفكرة الأساسية لمشروعه خلال دقيقة واحدة، بعدها يجري نقاش واستفسارات من قبل المحكّمين مع المتسابق حول تفاصيل المشروع وجدواه وعائده وإمكانية تطبيقه.
مسابقة المشاريع الناشئة «مبادر» هي إحدى فعاليات برنامج مبادر الذي تهدف غرفة الرياض من خلال لجنة شباب الأعمال إلى دعم مفهوم ريادة الأعمال، ويعمل على الترويج لروح الابتكار والانطلاق نحو مجتمع المعرفة القائم على فكر الإبداع وريادة الأعمال.
وبدا أن أغلب المشروعات المعروضة مسايرة ومتسقة لروح الشباب ومنسجمة مع طابع العصر، حيث اعتمدت على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، كمشروعات تستثمر تقنية الاتصالات الحديثة كأسلوب للعرض والتسويق للمنتجات التي تطرحها مشروعات الشباب، فقد طرح أحدهم فكرة تأسيس موقع إلكتروني يقدّم خدمة للحجاج القادمين إلى مكة المكرمة من العالم الإسلامي الناطقين بالعربية، تتضمن قواعد بيانات وخرائط لمكة ومعلومات كافية عن الفنادق والمطاعم والأسواق، تتسع لتشمل المدينة المنورة كمرحلة لاحقة.
كما طرح شاب آخر فكرة تقديم خدمات لتصوير المناسبات المختلفة كحفلات الزواج والتخرّج من خلال موقع إلكتروني وتتميّز الخدمة باحترافية عالية وتكلفة منخفضة، وكانت فكرة المشروع الوحيد التي تتضمن فكرة ابتكار وليس فكرة اختراع هي لمشروع تصميم جهاز إشعار لاسلكي متعدد الوظائف المدنية والعسكرية يساعد في تحديد موقع الطالبات وسيارات الأجرة والزبائن، كما يستخدم كإنذار مبكر كاشف لسرقات السيارات، وقال صاحب الفكرة إنه يحتاج لشركة منتجة.
وكان من المشروعات الطريفة والجادة في الوقت نفسه مشروع موقع إلكتروني طرحه أحد الشباب يعمل كأداة للحد من الفساد الإداري في الجهات الحكومية والخاصة، وقال صاحبه إنه بدأ العمل بالموقع بصورة تجريبية حيث تلقى نحو ألف شكوى خلال 4 أشهر، وجرى التواصل مع الجهات المعنية بالشكاوى، أما بالنسبة لمبادرات الشابات والفتيات فقد كانت تتسم بالطابع النسائي الذي يتجه للاهتمام بتقديم أطباق سعودية لجميع أنواع الأطعمة بنكهة منزلية، مع خدمة التوصيل للعملاء، كما عرضت إحدى المتسابقات فكرة مشروع موقع إلكتروني للتكافل الاجتماعي، وتمكين القادرين من المحسنين من معرفة المحتاجين والتواصل السريع بينهما، موضحة أن العائد من المشروع يتمثل فقط في ناتج الإعلانات والدعاية من خلال الموقع، فيما طرحت مبادرة ثالثة فكرة تأسيس نادٍ رياضي نسائي لممارسة أنشطة رياضية وذهنية مثل القراءة.
وحرص علي العثيم خلال إدارته لعرض أفكار مشروعات الشباب على إتاحة الفرصة المتكافئة للجميع من خلال الوقت المحدّد لعرض الفكرة، واتبع المرونة في منح بضع ثوانٍ إضافية للمتسابق الذي يحتاج لإيضاح فكرته بعد انتهاء الدقيقة المخصصة له.