تحوي المدينة الصناعية في الأحساء عشرات المصانع المنتجة، التي تستثمر عشرات الملايين من الريالات، وتقع المدينة بالقرب من مدينة العيون، التي تجاور أيضاً مصنع شركة الأسمنت، غير ان هذه الجيرة لم تفد العيون شيئاً، سوى انتشار الدخان الكثيف المنبعث من هذه المصانع، والذي يغطي سماء المدينة، لينشر أمراض الصدر والربو والحساسية بين الأهالي، كما يدعي أهالي المدينة وتؤكده إحصائيات مراكز الرعاية الصحية الأولية في المدينة. في هذا الاستطلاع يستعرض عدد من أهالي العيون مأساتهم مع هذه المصانع، وكذلك يقدمون قائمة بمطالبهم التعويضية لهذه المصانع. مساهمة معدومة يتحدث احمد القناص، بصفته رئيس مجلس إدارة نادي العيون، فيقول: رغم ضخامة الاستثمارات الموجودة في المدينة الصناعية، والسنوات الطويلة التي مرت على تأسيسها، والتي تجاوزت 20 عاما، إلا أن المصانع الموجودة فيها لم تقدم لنادي العيون أي دعم يذكر، سواءً في الجانب الرياضي أو الثقافي أو الاجتماعي، فعلى سبيل المثال كنا نتمنى ان تساهم إحدى الشركات في زراعة ملعب النادي، كونه واجهة رياضية في المدينة، أو في المساهمة ببناء مقر للنادي، ودعمها للنادي يعود بالنفع على العمال في المصانع، مثل إنشاء ملاعب مثل السلة والكريكت والبيسبول لعمالتها، وان تضع شعار المدينة الصناعية.. ويشيد القناص بمساهمة شركة الاسمنت التي زودت النادي ببعض الاحتياجات الخاصة. وحين يتحدث القناص بصفته أحد سكان المدينة، فيقول: بحكم موقع المدينة الصناعية، ووقوعها على شارع رئيسي يؤدي إلى شاطئ العقير، فإن مصانعها وكذلك شركة الإسمنت لم يقدما أي شيء يذكر للعيون أو الطريق، من حيث تحسين وضعه، سوى روائح المدينة الصناعية الكريهة، وغبار شركة الإسمنت، الذي يغطي سماء العيون. ويتمنى القناص وضع طريقة مناسبة لتلافي هذه المشكلة قريبا. تطوير العيون يسكن توفيق الشدي قرية القطار، إحدى قرى مدينة العيون يقول: دور المدينة الصناعية في تطوير العيون لا يذكر.. ويتمنى ان تعمل المدينة الصناعية وشركة الإسمنت على ان يكون لهما دور في تطوير المدينة، من خلال المساهمة في المشاريع السياحية والترفيهية المجانية. كما يتمنى الشدي ان تكون للمصانع مساهمة فاعلة في توظيف أبناء العيون العاطلين عن العمل، وهم كثرة. ويذكر ان من أسباب تكاثر أمراض الربو والأمراض الصدرية الأخرى في العيون قربها من المصانع، التي تنشر الروائح الكريهة والغبار والكيماويات، التي تتسلل إلى منازلنا.. مطالباً وزير الصناعة بمعالجة الأمر. ويذكر ان حركة السيارات الصغيرة والشاحنات الكبيرة ازدادت على مدخل العيون.. داعياً المصانع إلى المساهمة في إنشاء جسر للسيارات، للتخفيف من ضغط السيارات على مستخدمي الطريق. مشروع تشجير ويؤكد صلاح الثواب ان التلوث المنبعث من شركة الإسمنت والروائح الكريهة جدا التي تنطلق من المدينة الصناعية أمر خطير، ويجب الاهتمام بالأمر، ووضعه تحت الدراسة.. يقول: نحن متضررون منذ سنوات طويلة. ويتمنى الثواب ان تعوض المصانع مدينة العيون بالمساهمة في مشروع ضخم للتشجير لتحسين الوضع البيئي في المدينة. ويذكر خالد الثنيان ان الأهالي في العيون لم يستفيدوا مطلقاً من وجود المدينة الصناعية بالقرب من مدينتهم، سوى الدخان المنبعث من المصانع، الذي تسبب في ضرر بالغ للمنازل والمزارع. وعود لا تنفذ ويشير زكريا السليم إلى الوعود المتكررة التي حصل الأهالي عليها، لحل مشكلة الدخان المنبعث من المصانع، حيث قيل لهم قبل 5 سنوات ان هناك مبلغ 30 مليون ريال رصدت لمعالجة المشكلة، إلا ان المشكلة لم تحل. ويبدي عارف العلي مخاوف كبيرة على الأجيال القادمة، التي ستعيش في هذا الجو الملوث، يقول: هم يستنشقون العودام والدخان السام في كل مكان، سواءً في الشارع أو داخل المنازل، لذا لا يستبعد ان تنتشر بينهم أمراض الصدر وحتى سرطان الجلد. عدد المصابين ويدعو كل من عبدالله الكليب وصالح الرحيمان ومحمد الحربي إلى زيارة لمركز الرعاية الصحية الأولية بمدينة العيون للوقوف على عدد المصابين بالحساسية وأمراض الصدر، ليتم على ضوء ذلك تقدير حجم المشكلة، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب. قناة ري تخرج من المدينة الصناعية لتصب في العيون