رضخ جون هوارد رئيس الوزراء الاسترالى امس الى ضغط المعارضة واعترف بأن وزارة الدفاع علمت بالمعاملة السيئة للمسجونين العراقيين منذ أكتوبر الماضى. ويأتى هذا الاعتراف بعد أن طالب حزب العمل المعارض باستدعاء الضابط الاسترالى الذى كشف عن أنه نقل معلومات عن التعذيب الى كانبرا فى أكتوبر الماضى للمثول أمام البرلمان الاسترالى للادلاء بشهادته. وكان هوارد قد انكر اكثر من مرة علم حكومته بجرائم التعذيب وقال ان المعلومات التى تلقتها وزارة الدفاع من هذا الضابط لم تبلغ للحكومة وأن الاخيرة لم تعلم بموضوع التعذيب الا الشهر الماضى عندما نشرت الصور على الملأ. وأضاف رئيس الوزراء الاسترالى مبررا أن وزارة الدفاع ليس لزاما عليها أن تنقل المعلومات الى الحكومة لانه لم يكن هناك أستراليون متورطون فى تلك المسألة. وعلى صعيد آخر اعترف هوارد بأنه قلق مما أظهرته استطلاعات الرأى العام الاخيرة من أن معظم الاستراليين يرون أن الحرب لم تكن مبررة والقى بالمسئولية فى ذلك على الاخبار السلبية التى تخرج من العراق مثل تصاعد أعمال العنف وفضيحة التعذيب. لكن وزارة الدفاع الاسترالية اصرت امس في بيان لها على ان جنودها الذين خدموا بالعراق لم يكونوا على علم بسوء معاملة نزلاء سجن أبو غريب. وسئل نحو 300 جندي كانوا على صلة بالمساجين عن مدى معرفتهم بأسلوب معاملة الاسرى العراقيين والوقت الذي علموا فيه بتقارير سوء معاملتهم داخل السجون على أيدي جنود أمريكيين. وأوضح البيان ان قوات الدفاع الاسترالية علمت بمزاعم سوء معاملة المساجين في شهر يناير الماضي لكن لم تعلم بحجم التعذيب الذي تعرض له الاسرى سوى بعد عرض صور التعذيب بالصحف في شهر أبريل وهذا يتعارض مع ما اعترف به رئيس الوزراء الذي قال انهم علموا بها في شهر اكتوبر أي قبل يناير وابريل. واتهم حزب العمال المعارض الحكومة الاسترالية بالكذب بشأن موعد علمها بالانتهاكات التي ارتكبت في السجون العراقية. وعندما سئل رئيس الوزراء الاسبوع الماضي عن أنه كان ينبغي أن يجري إبلاغه بالانتهاكات قبل ذلك قال هوارد ان مرتكبيها لم يكونوا جنودا أستراليين. وقال هوارد: هل يمكنني ان أقول فقط ان الجنود الاستراليين لم يتورطوا في تلك الانتهاكات؟ وأضاف: لم نحتجز أحدا بالسجون كما اننا لم نشارك في الاستجوابات التي أجريت ولم نكن شهودا عليها.