عزيزي رئيس التحرير في حي الثقبةبالخبر وعلى شارع الرياض تقاطع الشارع السابع عشر تجد ذلك الصرح العلمي الكبير والذي خرج ومازال يخرج العديد من افواج الطالبات في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة لانه مجمع مدارس للبنات بالاضافة للروضة. ولكن اذا اردت البحث عن هذا المبنى لتصل اليه فلن يشفع لك سوى ذكاؤك او فطرتك حيث ان اليافطة التي كان مكتوبا عليها اسم المدرسة قد تعرضت للاذى منذ سنوات وهي قديمة بالاصل وكذلك لن تجد الراية التي يجب ان تخفق على سطح المدرسة وسط كل دائرة حكومية حسب التعليمات والقوانين وهي العلم السعودي. ولا تندهش كثيرا عندما تنظر الى اسوار المدرسة لتجد حديد التسليح الخرساني الموجود قد تكشف وتاكل من الصدا وتكسرت الخرسانة المغلفة له واصبح قاب قوسين او ادنى من السقوط. ولابد ان تكون البناية من الداخل مثل خارجها تحتاج الى صيانة الجدران والارضيات بعد ان تمت صيانة بعض المرافق الصحية كل ذلك لم يثن عزم المعلمات العاملات في المدرسة المتوسطة الثالثة والمدرسة الابتدائية الثامنة من القيام بواجبهن فكان لابد من الاشارة الى ذلك في هذا المقام وهذا اقل شيء يمكن تقديمه لاولاد المربيات الفاضلات اللواتي حملن على عاتقهن كل المسؤولية من شرف وامانة التعليم لتوصيل هذه الرسالة الى بناتهن الطالبات ولم تكن التربية والتعليم بالنسبة لهن معاشا ينتظر في آخر الشهر او وظيفة المعاش للباحثين عنها للتسلية. فبالاضافة الى المسؤولية الكبرى في البيت كربات بيوت وهموم ومشاكل كل اسرة تراهن لا يقصرن في اعطاء كل حصة من الدروس حقها وزيادة فتعود الطالبة الى البيت تبحث عن الوقت كي تقوم بحل الواجبات والتحضير للحصة القادمة لانها تعرف بان المعلمة سوف تقوم بعمل امتحان مفاجئ اذا لم تكن قد ابلغت عن امتحان قبل يوم ونبهت الطالبات وبذلك تبقى الطالبة حاضرة الذهن في الحصة وعلى صلة بكل ما اخذته من دروس وهذا ما يجعلها مرتاحة الفكر والضمير عند قدوم الامتحانات الفصلية بالاضافة الى التأسيس السليم من مدرسات الصفوف الدنيا وهذا واضح كل الوضوح على مستوى بناتنا مقارنة بمدارس اخرى حكومية او خاصة. ولم يتوقف العطاء عند هذا الحد حيث يقمن بعمل مسابقات لتشجيع الطالبات على المشاركة الفاعلة داخل المدرسة وربما يقمن بشراء الهدايا التشجيعية للفائزات على نفقتهن الخاصة وهناك الهدايا التشجيعية للمتفوقات منهن ولم تنس الادارة والمعلمات دور الاسرة فيبادرن الى عقد اجتماعات دورية لمجالس الامهات لمتابعة امور الطالبات مع والدة الطالبة. ان ذلك لم يأت من فراغ، فالضمير الحي والتربية السليمة للمعلمة قبل ان تكون معلمة في بيت اهلها ووقوف الزوج الى جانب زوجته في هذا الجهد البدني والذهني قد جعل منهن مربيات فاضلات مؤتمنات على رسالة التعليم. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا نجد الفرق شاسعا في مدارس الاولاد عما تحدثنا عنه في هذا الصرح؟ ولماذا تجد الطالب ينتهي من واجباته في اقل من ساعة ولماذا تختزل اوراق الكتاب عند الطلاب من المدرسين الى اقل من عدد اصابع اليدين ويتم حذف الكثير من الدروس؟ ولماذا لا تكون هناك امتحانات دورية غير الشهرية والفصلية؟ ولماذا يكون مدرس اللغة الانجليزية في احدى المدارس لا يعرف اللغة العربية لانه اجنبي وهو يؤسس في المتوسط؟ ولماذا.. ولماذا؟ كل هذه الاسئلة كان لا يمكن طرحها قبل ان تكون وزارة التربية والتعليم لان القرارات تؤخذ من جانبين والان على الوزارة ان تبحث لتكافئ وتعاقب ويكون لكل مجتهد نصيب في تعليم البنات وتعليم الاولاد. وتحية اجلال واعتزاز من كل اسرة لها طالبة في المدرسة الابتدائية الثامنة بالثقبة التي تؤسس الجيل المتعلم وتحية مثلها الى المدرسة المتوسطة الثالثة التي تعلم وتدرب في السن الحرج لبناتنا لتصل بهن مع الاسرة الى بر الامان وتحية الى المربيات الفاضلات اللواتي انهين الخدمة من هذه المدارس وسلمن القيادة الى من هن على قدر المسؤولية والعطاء وخاصة مديرة المدرسة الابتدائية الثامنة المربية الفاضلة رمز العطاء والتفاني هيفاء المزعل التي سلمت الراية لزميلة لها مع بداية هذا العام الدراسي لادارة المدرسة بعد عطاء وجهد مميزين يشهد به الجميع في المدرسة وخارجها من اولياء الامور للطالبات. هكذا نريد مدارسنا للطلاب والطالبات على السواء ليكونوا فخرا وعزا لاهلهم ووطنهم. والله ولي التوفيق. @@ عاطف عبدالكريم العمري - الخبر