تتزايد الاهمية السياحية والاقتصادية للبحر الميت فى غور الاردن يوما بعد يوم بعد ان ادركت جهات الاختصاص الاردنية المزايا العديدة للبحر من حيث الموقع وخاصية المياه والمعادن التي يحتوي عليها. ويرتبط تاريخ البحر الميت منذ الاف السنين بقصة النبي لوط عليه السلام التي وردت فى اكثر من موقع فى القرآن الكريم والكتب السماوية مع قومه الذين خالفوا اوامره الى ان امره الله تعالى بمغادرة المكان ليلا مع نفر من اهله باستثناء امراته التي خانته دينيا لتلقى مع بقية القوم العقاب الالهي الذي قلب عليهم الارض عاليها سافلها وحول مياه البحر الى اجاج لامكان للحياة فيها. ومن هنا جاءت تسمية البحر الميت في العهد القديم بحيرة لوط للربط بينه وبين قوم النبي لوط عليه السلام كما اطلقت عليه صفة الميت لانعدام امكانية الحياة في مياهه. وحمل هذا البحر عبر التاريخ اسماء عديدة منها بحر الملح وبحيرة الزفت وبحيرة زغر حيث كانت مدينة زغر تقع على حافته الجنوبية. وتذكر الكتب السماوية وكتب التاريخ ان مياه البحر الميت تخفي في جوفها المدن الخمس التي حل بها غضب الله وهي سدوم وعمورة وزغر وادمة وصموئيل. وتعتبر شواطىء البحر الميت اكثر بقعة انخفاضا على الارض اذ تنخفض عن المقياس العالمي المعروف لسطح البحر حوالي 400 متر / وقال مدير الاعلام والترويج السياحي بوزارة السياحة الاردنية محمد ابو سماقة ان عوامل موت البحر الميت هي ذاتها التي اطلقت على شواطئه حياة اخرى نابضة باشكال النشاط والحركة السياحية والعلاجية وجعلت منه متنفسا ومكانا جميلا للاستجمام يقصده السياح وطالبو الاستشفاء بالمياه المعدنية من جميع انحاء العالم. ويمتد البحر الميت الذي يشكل احد العوامل الطبيعية الفاصلة بين الضفتين / الغربية فلسطين والشرقية الاردن / مسافة 52 كيلومترا وبعرض يتراوح بين كيلو مترين و17 كيلو مترا وتصل المساحة الكلية لسطحه الى حوالي الف كيلو متر مربع. ويشكل نهر الاردن المورد الرئيسي لمياهه الى جانب جداول صغيرة تصل مياهها المتجمعة من الامطار اليه عبر سلسلة الجبال العالية المحيطة به مثل الحسا ومواب والزرقاء وماعين ووادي بن حماد. ويرجع المؤرخون تاريخ تكوين البحر الميت الى ماقبل 47 مليون عام وذكره رحالة ومؤرخون قدماء فى كتبهم مثل الادريسي والدمشقي والاصطخري. ويمكن الوصول الى البحر الميت عبر عدة طرق اهمها الطريق الرئيسي الواصل بين الضفتين والمعروف ب(اتوستراد القدس) الى ان تصل الى منطقة الغور ثم تنحرف يسارا باتجاه البحر. ولمياه البحر الميت وطينه قدرة علاجية حصلت على شهرة عالمية يقصدها الناس من كل انحاء العالم. وقال ابو سماقة ان القدرة العلاجية لاتقتصر على المياه والطين البركاني الاسود وانما هي موزعة على عوامل اخرى مثل الطقس والطبيعة الفيزيائية واشعة الشمس والجو النفسي. واضاف: ان انخفاض البحر الشديد عن سطح البحر يجعل درجة الحرارة على شواطئه مرتفعة ويزيد من معدل الرطوبة. وتتركز نسبة كبيرة من املاح الكالسيوم والمغنيسيوم والسيليكون في مياه البحر الميت وطينه البركاني مما يجعلها مفيدة فى علاج امراض جلدية عديدة مثل الصدفية والبهاق والفطريات وداء السمك وحب الشباب وقشور الجلد والالتهابات المزمنة وامراض المفاصل. وتكسب شدة ملوحة مياه البحر الميت خاصية اضافية للسباحة جعلتها اسهل مكان للسباحة على وجه الارض اذ يطفو الشخص على سطحها حتى لو لم يكن يجيد السباحة. ويشكل البخار المتصاعد من الماء حاجزا فوق الطبقات الدنيا فى الجو الامر الذي يحول دون وصول الاشعة فوق البنفسجية الى اجسام المستحمين ويحميهم من احتراق الجلد. واستقطب موقع البحر الميت فى السنوات الاخيرة العديد من المشاريع الاستثمارية المجدية فى مقدمتها الفنادق الراقية والمنتجعات السياحية ذات الطابع العالمي وهناك الكثير من هذه المشاريع التي تنتظر التنفيذ. وهناك مشاريع اردنية/عربية/عالمية مشتركة لاستغلال الثروات المعدنية التي تحتوي عليها مياه البحر الميت علما بان اسرائيل استنزفت او كادت تستنزف هذه الثروات التي بدات تستغلها منذ عشرات السنين.