في كشمير الهندية قرب مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية التي تحيط بها الجبال تغطيها الثلوج وضعت لافتة تحمل العبارة التالية هنا يزرع اجود انواع الزعفران في العالم. غير ان اللافتة لا تعبر عن حال شابير احمد مالك الذي ترك زراعة الزعفران وتحول لتجارة الذهب في منطقة جبال الهيمالايا. وقال مالك لرويترز اضرت الواردات غير المشروعة من ايران بصناعة الزعفران في كشمير بشدة حتى ان كثيرين منا اضطروا لتغيير اعمالهم. ويعرف زعفران كشمير في النصوص الكشميرية القديمة ببهار العشاق وكان في وقت ما يضاف لجميع الاكلات التي تشتهر بها البلاد. ولم تردع الاسعار الفلكية الطهاة المهرة الذي يحرصون على استخدام الزعفران الكشميري اذ يعتبر الافضل في العالم ويستخدم الزعفران على نطاق موسع في مطابخ دول البحر المتوسط والمطبخين المكسيكي والهندي. والان اضطر الاف من زراع الزعفران في كشمير للتحول لاعمال اخرى لان الواردات الارخص من ايران تقوض تجارتهم. ويقول المزارعون ان سعر الكيلوجرام من الزعفران الايراني 25 الف روبية 548 دولار مقارنة مع 40 الف روبية لنظيره الكشميري. يقول مزارعون ان فارق السعر سببه الجودة العالية وما تحتاجه عمليات الجمع والتجفيف والتعبئة من عمالة مكثفة. ويتساءل محمد يوسف وهو مزارع ايضا من سيشتري الزعفران الكشميرى؟ واضيرت زراعة الزعفران بسبب موجة جفاف غير مسبوقة وتجاهل السلطات للمنطقة نتيجة اعمال العنف الدائرة في المنطقة منذ 14 عاما والتي راح ضحيتها اكثر من 40 الف قتيل. ويقول وزير الزراعة في الولاية عبد العزيز زارجار ان انتاج الزعفران في كشمير انخفض من 17300 كيلوجرام في 1997 الى 3600 كيلوجرام في 2001. وقال جي.ام. بامبوري رئيس رابطة مزارعي الزعفران في كشمير يباع الزعفران الايراني تحت اسم زعفران كشمير. يباع في المدن الهندية الكبرى وفي كشمير ايضا. ويزرع الزعفران في كشمير منذ عصر المغول الذي بدأ في القرن السادس عشر حين تم استقدام شتلات النبات من ايران. زراعة الزعفران عملية معقدة وشاقة تبدأ بنثر البذور على نحو 17 الف هكتار من الاراضي الطينية الجافة في مايو ويونيو وتحصد الزهور في نوفمبر. وفي فصل الخريف البارد يتدفق الرجال والنساء والاطفال من اكثر من 200 قرية في منطقة بامبور جنوب كشمير على الحقول في الصباح الباكر لجمع الزهور يدويا وتجفيفها تحت اشعة الشمس قبل ان تجد طريقها للاسواق في ديسمبر. ويحتاج جمع كيلوجرام واحد من الزعفران لقطف نحو 170 الف زهرة. وتقول السلطات ان كشمير يمكن ان تنتج 30 الف كيلوجرام من الزعفران سنويا رغم العقبات. وتقول حكومة جامو وكشمير انها تخطط لتنفيذ سلسلة من المبادرات للمساعدة في انتاج وتسويق المحصول الذي يعتمد عليه اكثر من مئة الف لكسب قوتهم. والى جانب استخدامه بهارا في الطعام يستخدم الزعفران في العديد من القطاعات مثل صناعة التبغ والادوية وكعلاج طبي.