إلى رجل التعليم الأول بالمنطقة الشرقية الدكتور: جاسم بن صالح الدوسري تحية وتقديرا سأبعث برسالتي اليك رغما عن كل مشاغلك ومشاغلي ورغما عن أوراقنا التي لا تنتهي.. رغما عن وقت مدرستي ورغما عن اجتماعاتك ولقاءاتك ورغما عن هموم التعليم التي تحملها معك في حلك وترحالك ورغما عن هموم الرياضيات والكيمياء التي تتصادم في ذهني. سيدي: طلبى سهل .. سهل جدا: أريد مكانا أتعلم فيه. أرأيت كم هو سهل ولكن قبل أن تجيب دعني احكي لك ما نحن فيه من حال. يحكى ان أحدى البنايات في منطقة العقربية بالخبر قد تم استئجارها منذ أكثر من 15 سنة .. كانت عمارة مكونة من اربع شقق أي ان كل شقة مصممة لتسع بضعة اشخاص يعيشون مكرمين فيها لينعموا بهواء قابل للشهيق والزفير. وفجأة وبعد فكرة من شخص يغفر الله له , انقلبت هذه البناية الى مدرسة تضم أكثر من 1300ادمي يبدأون فيها وينتهون من مرحلة الثانوية انهم مجموعات بين تلك الجدران الضيقة متراصين فيها تراصهم في الصلاة. ثم قف يا سيدي وتخيل مساحة 25 مترا تسمى فصلا وهى ليست بفصل فقد بناها يغفر الله له لتكون مستودعا لالعاب الاطفال فأصبحت تضم كاتب هذه السطور و31 آخرين معه هل تصدق ؟ آسف نعم فالقضية عامة اعانكم الله. ولكن قبل أن يصيح الهاتف بجانبك أو تنهال عليك الاوراق ثانية دعني اكمل الحكاية على شكل نقاط: مدرسنا في الفصل عاجز عن الوصول إلى الطلاب بالصفوف الخلفية. عندما يريد المعلم أن يكتب على السبورة يمشي بمحاذاة الحائط إلى ان يصل اليها. وتذكر انها مؤجرة منذ اكثر من 15 سنة وقد سقطت اجزاء من السقف في وقت لم يكن أحد في الفصل وانقذتنا القدرة الالهية ولكن بقينا في هذه البناية وحاشا أتمنى ان يصاب احد لكي يتحقق لنا الخروج من هذه المدرسة. سيدي انا لا أسألك ان تبحث لي عن جامعة أو كلية تقبلني بعد التخرج من هذه الثانوية فهذا هم دعه لي ولكن أسألك بالله أن تمنحني مكانا أتعلم فيه , مكانا يمنحني القدرة على التعامل مع أوراقي وكتبي وليس مكانا ابحث لي فيه عن مكان. ختاما .. بما أنني استطعت أن أوقف هذه الدائرة من المشاغل التي من حولك ولمدة قصيرة اسمح لي أن أسألك شيئا قد لا يفعله مسؤول غيرك ولكنك تفعله وتمارسه , ان تزورني في مدرستي نعم تزورني بثانوية الروضة بالعقربية بالخبر وأنا على يقين أنك ستأتي لترى ما نحن فيه واقعا . * ابنك محمد عبد الرحمن الملا من مدرسة الروضة الثانوية