جرى اتصال هاتفي أمس بين الرئيسين الفلسطيني ياسر عرفات والمصري حسني مبارك حول الجهود المبذولة لانقاذ عملية السلام، حسبما أعلن المستشار الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة. وقال لفرانس برس إنهما تبادلا الرأي حول الاوضاع الجارية في الاراضي الفلسطينية في ظل استمرار تصعيد العدوان ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري واتفقا على استمرار الاتصالات والتشاور من اجل المصلحة الوطنية والقومية وحفاظا على استمرار الجهود والاتصالات للحفاظ على عملية السلام وتطبيق خارطة الطريق. وجاء الاتصال بعد استقبال مبارك لوزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم على هامش قمة مجتمع الاعلام المنعقدة في جنيف. وهذا اللقاء هو الاول بين مبارك ومسؤول اسرائيلي كبير منذ اللقاء في اغسطس 2002 بين مبارك وشيمون بيريز الذي كان آنذاك وزيرا للخارجية. وطالب وزير الخارجية المصري احمد ماهر اسرائيل بان تبرهن عن التزامها بعملية السلام واكد ان مصر ترفض في الوقت الراهن عودة سفيرها الى تل ابيب. وقال ماهر ان مبارك اكد لشالوم ان الكلام لا يكفي وان ممارسات اسرائيل لا تساعد على استئناف المسيرة السلمية. واكد ماهر ان الرئيس المصري اعاد التأكيد على ضرورة استجابة اسرائيل للجهود المبذولة لتحقيق تقدم على طريق انهاء العنف وتنفيذ خارطة الطريق مضيفا: لكن للاسف لا يوجد اي تحرك اسرائيلى جاد وفعال يؤكد رغبتها فى التجاوب مع ما ابدته الاطراف العربية من حسن النوايا. وطلب الوزير الاسرائيلي من المصريين ان يعيدوا سفيرهم الى تل ابيب فرد ماهر بالقول سيكون مجرد احلام وكلام غير ذي مضمون اذا لم تسبقه ترجمة عملية في مواقف اسرائيل ازاء السلام. واكد وزير الخارجية المصري ان هناك حوارا وسفارة تعمل وقد اوضح الرئيس مبارك مرارا ان عودة السفير المصري مرهونة باقامة اجواء مواتية للسلام وان يكون مفيدا لدعم حوار وجهود تظهر فيها اسرائيل حسن نواياها. وكانت مصر استدعت سفيرها في اسرائيل في نوفمبر 2000 احتجاجا على القمع الذي تمارسه القوات الاسرائيلية ضد الانتفاضة. في هذه الأثناء، اعلن شالوم ان رئيس الوزراء ارييل شارون مستعد للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع في اقرب وقت ممكن لكنه يرفض اي شروط مسبقة فلسطينية حول الجدار الفاصل. وقال شالوم في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في ختام لقاء بينهما: لا يمكننا ان نقبل بشروط مسبقة تتعلق بالسياج الامني. وقال شعث ان الفلسطينيين يريدون ان يكون الجدار الفاصل على جدول اعمال اللقاء ولا يريدون لقاء من اجل اللقاء وأن المسألة تتعلق بالمصداقية، مذكرا ان لقاءات عدة من هذا النوع عقدت في السابق ولم تعط اي نتيجة.