أن يضع الإنسان علاقته الزوجية الأسرية في دائرة الاهمال وعدم المبالاة, وبتصرف يبلغ من السوء أدنى من تصرف المراهقين, فهو يحكم على تلك العلاقة بالانهيار وما جعل الله سبحانه وتعالى العصمة الطلاقية بيد الزوج, إلا لسعة صدره, ورجاحة عقله, ورشد رأيه, وثقل كلمته, وطول صبره, واتساع قلبه وجوارحه ووجدانه, ولكن للأسف فقد بعض الرجال هذه الميزات والخصال الحميدة, فصاروا يحكمون علاقاتهم الزوجية بكثير من العشوائية والتخبط, والتدني الذي يؤدي الى الانحدار حتى تصل الى نقطة الانفصال, فان كانت الزوجة صابرة فذلك من نعم الله على هذه العلاقة البائسة, وإلا فان أكثر النساء يرفضن سير هذه العلاقة الكئيبة, ولا أدري لماذا غفل جمع من المسلمين عن أقوال خير البشرية في مسؤوليات الرجل الأسرية في الحديث الشهير المعروف (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) حديث نطقت به الألسن, ولم تنطق به القلوب, ولم تدركه العقول, حديث عام وتوجيه نبوي كريم, في مدى المسؤوليات المترتبة على كل من الجنسين الزوج والزوجة, ولا ادري ما الذي جعل معدلات الطلاق ترتفع بهذا الشكل المخيف والرهيب, حتى أصبح كثير من الشباب والفتيات يخشون فكرة الزواج وذلك لمعدلات الطلاق المرتفعة, والعجيب انك عندما تجلس وتسامر شخصا متزوجا تجده في غالب الأحيان يشتكي من الزواج, وكيف ترك حياة العزوبية, سبحان الله لا يريد ان يكون مسؤولا, فقد اصابه الملل من تربية ابنائه والانشغال بزوجته, وكأنه يظن ان الزواج عبارة عن متعة ولهو فقط, وهذا غير صحيح, فالحياة الزوجية مودة ورحمة ويترتب عليها من بعد ذلك تكوين أسرة بعد ان يرزقك الله بالأبناء فهذا دور كل زوج وكل أب, والواجبات الزوجية المترتبة على الزوج كثيرة, ولذا فهو مكلف من قبل الشرع برعاية تلك الأسرة فهو الدعامة الأساسية لتلك الأسرة, وهو العائل الوحيد لها, على نفسه يعيشون وعلى همسه يهيمون ودور الرجل قد خذلني خاطري في ذكر ركائزه المهمة, ويجب ألا ننسى مربية الأجيال, ومنشئة الأبطال والمفكرين والعلماء, نعم تلك التي قالوا عنها انها لا تقوى على صنع شيء فاذا هي تصنع رجالا يذودون عن دين الله أمام الخارجين عنه, والفضل في ذلك كله بعد الله يعود الى تلك المرأة الساكنة في بيتها, فهل ما زالت الأم تقدم رسالتها الخالدة الى يوم الدين على أكمل وجه, ام اصابها التخاذل والكسل, فغاب عن الذهن دورها الهام في نشأة مجتمع بأكمله, يقوم على تربيته وتوجيهه تلك المرأة, سبحان الله دورهما مكمل لبعض, فلا يمكن ان يستغني احدهما عن الآخر, ولا يطيق احدهما ان يعيش من دون نصفه الآخر, ففي هذا الأمر تبلغ الصعوبة مبلغها الكبير. وما في الوجدان عجز ان يعبر به اللسان, فهذه حياة كاملة لا تسعفها السطور, ولو حبرنا بها آلاف الصفحات. @@ أحمد بن خالد أحمد العبدالقادر طالب بكلية الشريعة بالاحساء