مشوار وتجربة

يتميز جبر صالح جمعة الدوسري بانه رجل متعدد المواهب، فحين وقف يستمع الى الشعر في احدى مناسبات (العرضة) تعلق قلبه بهذا الفن الجميل وأحس في داخله قدرة تحركه لكتابة القصيدة بمختلف أنواعها. وحين دخل الى المدرسة تفوق على اقرانه ولازمه التفوق منذ بداية مشواره وحتى حصوله على الماجستير.
وحين قرأ في علم الفلك اظهر نبوغا لافتا وكتب عشرات المقالات التي تتناول ظواهره واسباب حدوثها وحين وجد في نفسه ميلا الى تعلم اللغات تفرغ لهذا الهدف واستطاع ان يجيد عدة لغات وان يتكلم ويكتب بها بطلاقة شديدة.
في الخبر - وفي احد المنازل التي تقع في شارع الملك سعود ولد جبر الدوسري: كانت والدته وخالته تعلمان القرآن الكريم، فاحب قراءته وحفظ ما شاء الله له ان يحفظ من آياته وأجاد القراءة والكتابة وتصفح كتب خاله الاكبر منه سنا وازداد شوقه للالتحاق بالمدرسة في مدرسة الخبر الابتدائية، بدأ جبر الدوسري رحلة تعليمه ودخل - مباشرة - الى الصف الثاني بعد ان اكتشفوا تفوقه، ثم نقل بعد وقت قصير الى الصف الثالث بعد ان اكتشفوا اجادته مواد الصف الثاني وحافظ على ترتيب الاول على الصف طوال فترة دراسته بالمرحلة الابتدائية بعد حصوله على الابتدائية صادف في نفسه ميلا كبيرا، الى دراسة اللغة الانجليزية، فالتحق بفصول اللاسلكي الليلية التي فتحتها الدولة وتعلم الانجليزية في ارامكوا التي افتتحت فصولا تعليمية صيفية.
التحق جبر الدوسري بارامكوا ودرس باللغة الانجليزية بها الى ما يعادل المرحلة الثانوية وكان مستوى الدراسة متميزا في المواد العلمية مثل الفيزياء والرياضيات، وبعد حصوله على الثانوية بدأ العمل في ارامكوا وبالتحديد في قسم المحاسبة.
سافر جبر الدوسري للدراسة في امريكا وحصل على بكالوريوس علوم في ادراة الاعمال بدرجة امتياز فائق من جامعة (ينغستاون) بولاية اوهايو ثم حصل من جامعة واشنطن بمدينة سياتل على ماجستير ادارة الاعمال بامتياز وحاز على جائزة افضل طالب في المحاسبة وجائزة احسن طالب مبتعث طيلة اعوام دراسته ودون اسمه في سجل الطلاب المتميزين من امريكا واختير لعضوية العديد من جمعيات التفوق في امريكاو ويجيد جبر الدوسري عددا من اللغات الاجنبية وهي الفارسية والاندونيسية والفلبينية اضافة الى الانجليزية، وله اهتمامات قوية بعلم المقامات العربية، ويهوى علم الفلك وهو عضو في عدد من الجمعيات الفلكية ونشر عددا كبيرا من المقالات المتخصصة في علم الفلك ودراسة احوال الشعوب عن طريق دراسة لغاتها وهو يقرض الشعر العامي الفصيح وله قصائد كثيرة باللغتين العربية والانجليزية.
فعن موضوع اطروحة الماجستير يقول انه اختار موضوع الخطة الخمسية في المملكة العربية السعودية وتتمحور حول البنية التحتية لبناء الطرق والمطارات ومعامل الغاز في ارامكو.
وعن اهتماماته بعلم الفلك يقول انه حصل على مواد في علم الفلك خلال دراسته بامريكا، اضافة الى قراءاته الشخصية المتعمقة في هذا العلم، وهي القراءات التي بدأت منذ فترة بعيدة، من خلال اهتمامه المبكر باحوال الجو والاهلة والفلك.
ويقول ان اهتمامه بعلم الفلك هو اهتمام بالحسابات الفلكية التي تحدد على سبيل المثال اقتراب القمر وبعده في الشمال والجنوب من خط الاستواء وارتفاع النجوم في الافق وحين ظهرت الآلات القابلة للبرمجة استخدمها في هذه الحسابات وهي حسابات ليست ليوم او ليومين ولكنها تمتد بمشيئة الله لسنوات طويلة.
ويرى ان التوقعات الفلكية تكون نتاج بحث دقيق قائم على معادلات علمية معينة وهي تختلف جملة وتفصيلا عن التنجيم، بينما التوقعات الجوية لا تدخل فيها الحسابات بشكل مباشر بل تتم تغذية (الحاسوب) بمعلومات وأرقام بما شهده هذا العام وما شهدته الاعوام السابقة من حالة الجو للحصول على مؤشرات تقترب من الواقع، فتوقعات الاحوال الجوية تقوم على مؤشرات معينة اهمها حركة الرياح، فالرياح الشمالية على سبيل المثال تبدد السحب والرياح الشرقية تجمع السحب، كما تساعد الاقمار الصناعية في تصوير الجو وتحديد حركة السحب والرياح.
ويرى ان طبقة الاوزون بريئة من ارتفاع درجة الحرارة والا لاستمر ارتفاع درجة الحرارة عاما بعد عام والسبب في ارتفاع درجة حرارة الجو في السنوات الاخيرة هو ظاهرة تراكم ثاني اكسيد الكربون التي جاءت من البيوت الزجاجية فانحباس اشعة الشمس داخل الغلاف الجوي للارض بسبب تراكم ثاني اكسيد الكربون بطبقة الجو العليا هو الذي رفع درجة حرارة الارض.
وعن سر اهتمامه باللغات الاجنبية يقول انه حصل على (كورسات) في هذه اللغات خلال دراسته في امريكا. ويرى ان (الكورسات) وحدها لا تكفي اذا لم يصاحبها الاهتمام الشخصي والاستعداد النفسي ثم قراءة الكتب والقصص والمجلات باللغة التي يود ان يتعلمها.
وعن سر تعلقه بالشعر يقول انه يهوى الشعر منذ ان كان عمره لا يزيد على 7 سنوات وسر تعلقه به انه حضر احدى مناسبات (العرضة) فتأثر بلحن وشعر العرضة ورجع الى المنزل وبدأ يكتب قصائد على نفس النظم واثناء دراسته في ارامكو كتب قصيدة وصححها مدرس اللغة العربية الذي ابدى اعجابه الشديد بها رغم وجود بعض الاخطاء النحوية ومن هذه اللحظة بدأ ينظم الشعر في عدد كبير من الاغراض.