لا شك أن عائلة رئيس الوزراء توني بلير تشعر بالغبطة والسرور لمغادرة بريطانيا خلال فترة الأعياد وعطلة نهاية السنة بعد عدة أسابيع عصيبة عاشتها شيري بلير، زوجة رئيس الحكومة ، التي وجدت نفسها وسط فضيحة إعلامية تدخلت في حياتها الشخصية وعملها كمحامية. شيري وتوني والأولاد الأربعة قرروا الابتعاد عن العاصمة البريطانية لندن .. ومثلما حصل في العام الماضي اختارت عائلة بلير منتجع شرم الشيخ لقضاء العطلة والهروب من الصحف الصفراء في بريطانيا.. رغم أن رحلتهم السابقة إلى المنتجع المصري الشهير سببت أيضا أضرارا بسمعة رئيس الوزراء البريطاني. حيث كشفت مصادر أن بلير والعائلة حلوا ضيوفا على حساب دافع الضرائب المصري، الأمر الذي أثار تساؤلات في الشارعين المصري والبريطاني عن سبب الحفاوة وكلفتها الزائدة. وقال مصدر من مكتب رئيس وزراء بريطانيا إن تكاليف رحلة السنة ستدفعها العائلة كاملة. ورغم ذلك، فقد بقيت التساؤلات حول رحلة عائلة بلير إلى مصر. ويزعم البعض أن اختيار شرم الشيخ للمرة الثانية ليس بمحض الصدفة. وحسب مصادر بريطانية فإن العطلة في مصر تصيد عصفورين بحجر واحد: أول هذين العصفورين سياسي إذ تزعم المصادر البريطانية أن بلير باختياره مصر من جديد يهدف إلى تشجيع الدول العربية المعتدلة في وقت شديد الحساسية وقبل ربع الساعة الأخير من شن الحرب على العراق. ويدلل أصحاب هذا الرأي بمقال كتبه بلير نفسه ونشر في العديد من الصحف منها الأهرام المصرية، ناشد فيه المجتمع الدولي مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين لتطبيق خطة (خريطة الطريق). ولكن هناك رأيا آخر يدعي أن السبب الأساسي لخروج عائلة بلير من بريطانيا في هذا الوقت بالذات للهرب من الإشاعات التي تلاحق شيري. في مطلع شهر ديسمبر الماضي نشرت صحف بريطانية تقارير عن أن شيري بلير وكلت الأسترالي بيتر فوستر، وهو سجين سابق أدين بالنصب والاحتيال، بمهمة شراء بيتين فاخرين في منطقة بريستول . العلاقة بين شيري وبيتر بدأت عن طريق كارول كابلين التي تربطها علاقات وثيقة مع عائلة بلير كونها (المرشدة ) لشيري بخصوص أنماط الحياة. وحصلت عائلة بلير على تخفيض بقيمة 70 ألف جنيه إسترليني في إطار عقد شراء البيتين.. وحسب فوستر، فإن شيري بلير التي تعتبر محامية ناجحة، قدمت له استشارة قضائية بخصوص قرار الطرد والإبعاد الذي كانت قد أصدرته السلطات البريطانية بحقه. وفي سياق فضائح (المحتال) فوستر فقد قالت صحيفة (صنداي إكسبرس)، أن فوستر عرض على جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) تزويده بأسرار عن شيري بلير زوجة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر في الخامس عشر من شهر ديسمبر الماضي أن فوستر التقى بأحد عملاء الموساد في حفلة أقيمت في العاصمة البريطانية لندن بعد فترة وجيزة من تصريح أدلت به شيري بلير وأبدت فيه تعاطفها مع المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي وتسبب في إزعاج الحكومة الإسرائيلية. وقالت شيري بلير حينها (طالما أن الشبان الفلسطينيين لا يملكون أي أمل سوى تفجير أنفسهم، فليس هناك من مجال لإحراز تقدم). لكن القصة الأكثر إثارة التي تم الكشف عنها مؤخرا هي أن شيري بلير كانت تستحم بالمياه المالحة مع كارول كابلين صديقتها ومستشارتها في موضوع أساليب الحياة . وهدف هذا الاستحمام الخاص هو إخراج (السموم) من جسم شيري ومساعدتها لتحرير وإخراج طاقتها ... الصحافة البريطانية لم تستطع أن تدرك كيف نجحت كارول في إقناع محامية مشهورة وأم لأربعة أولاد وزوجة رئيس وزراء بالجلوس على أرضية المسبح وهي محاطة بكرات من البلور (مليئة بالطاقة)، حسب توصية كارول وأمها سيلفيا. كابلين ذات الأربعين عاما لديها ماض متقلب ومثير للشكوك. صديقتها لوري آن ريتشاردسون قالت إنه في سنوات الثمانينات كانت هي وكارول أعضاء في فرقة موسيقية تدعى "Shock" أي الصدمة. وكانت المهمة الرئيسة لكارول وصديقتها هو القيام بعروض بانتظار ظهور الفرقة الموسيقية. والآن وبعد مرور 20 عاما، تقول لوري إن صديقتي كارول فتاة مدهشة ... تريد مساعدة الناس فقط، أنا متأكدة من ذلك. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيقوم الشعب المصري بدفع تكاليف حمامات شيري الغريبة ؟