حفل "القافلة"

شهد معرض ارامكو بالظهران في الاسبوع الماضي حفل احتفاء اسرة تحرير مجلة (القافلة) بمرور خمسين عاما على صدور عددها الأول، وطوال نصف قرن استطاعت هذه المجلة أن تتفوق على نفسها من خلال ما قدمته من وجبات ثقافية دسمة بأقلام ابرز الكتاب في عالمنا العربي لتبرهن بذلك على ان المطبوعة الثقافية قادرة على الاستمرار إذا توفر لها الدعم المادي المطلوب الى جانب الادارة التي تعي مسؤولية العمل الثقافي واهدافه، فكانت الموضوعات الأدبية والعلمية الجادة من سمات هذه المجلة عبر ما مضى من عمرها الذي نأمل ان يكون مديدا بإذن الله.
وإذا كانت الدوريات الثقافية في عالمنا العربي قد تعثرت في الصدور حتى احتجبت، بما فيها التابعة لجهات حكومية معنية بالثقافة، فما ذلك لقلة في المادة الأدبية او العلمية، ولكن لظروف مادية بحتة، وهذا ما يفسر استمرار (القافلة) التي كانت تصل الى قرائها دون مقابل، وليس هذا سبب حرص المثقفين على اقتنائها، بل السبب يكمن في المستوى الذي تظهر به في مادتها التحريرية وطباعتها الأنيقة، مما لا يتوافر في أي مطبوعة ثقافية أخرى.
وقد احسنت ادارة العلاقات العامة بأرامكو السعودية، عندما كرمت رؤساء التحرير السابقين لهذه المجلة، وهذه لمسة وفاء نتمنى ألا تغيب عن بال مؤسساتنا الثقافية لأن هذا النوع من التكريم لا يرضي المكرمين فقط، ولكنه في الوقت نفسه يحفز العاملين، ويحرضهم على المزيد من تطوير الأداء والإبداع، بعد أن يدركوا أن جهودهم لن تذهب سدى، فيتحولون من مجرد موظفين الى صانعين للنجاح، ومشاركين في قطف ثماره.
القراء الذين ينتظرون صدور (القافلة) بثوبها الجديد يرجون الا يغيب عن اذهان مسؤولي العهد الجديد في (القافلة) احياء فكرة إصدار كتاب (القافلة) السنوي، الذي يضم مختارات مما نشر في اعدادها خلال عام، وقد كانت هذه تجربة ناجحة لم يقدر لها الاستمرار رغم أهميتها الثقافية، وهي أهمية تدركها دون شك جهة الاختصاص في ارامكو السعودية، ولعل استمرار صدور دورية (عالم أرامكو) خير دليل على ذلك ، فهذه الدورية تقدم للقارىء الأجنبي تعريفا وافيا للحضارة العربية والاسلامية, وفق منظور ثقافي متطور.
وكلمة أخيرة لا بد منها وهي الإشادة بالمستوى الذي ظهر به حفل (القافلة) من حيث التنظيم الجميل والايقاع المتناسق لفقرات الحفل الذي اختتم بالفيلم ذي الابعاد الثلاثية الذي كان محل استحسان الجميع.
والى مزيد من التطوير لتزداد (القافلة) جمالا على جمالها.