سيطر مقاتلون معارضون على اجزاء من مستودعات ضخمة للاسلحة تابعة لقوات النظام السوري قرب بلدة مهين في محافظة حمص، بعد معارك مستمرة منذ اكثر من اسبوعين، واستولوا على كميات من الاسلحة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الاربعاء. من جهته، نفى مصدر امني سوري سيطرة المقاتلين على أجزاء من المستودعات التي تعد الاكبر في سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة مدعومون بمقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام (المرتبطتان بتنظيم القاعدة) ومقاتلو الكتيبة الخضراء التي تعرف باسم (كتيبة الاستشهاديين)، ومقاتلو كتيبة مغاوير بابا عمرو وكتائب مقاتلة، على مبان ومخازن في مستودعات الاسلحة التابعة للقوات النظام قرب بلدة مهين في ريف حمص». واشار الى ان المقاتلين «استولوا على كميات كبيرة من الاسلحة من المستودعات التي تتألف من نحو 30 مبنى ومخزنا»، وتقع الى الجنوب من مهين في الريف الجنوبي الشرقي لحمص. واضاف عبد الرحمن إن «ثمة معلومات ان قوات النظام عمدت قبل اسابيع الى افراغ بعض المستودعات ونقل الاسلحة الى اماكن اخرى». ويحاول المقاتلون منذ اكثر من اسبوعين السيطرة على هذه المستودعات، في معارك ادت الى مقتل المئات من الطرفين، بحسب المرصد. من جهته، قال مصدر امني سوري ان «المعارك تدور في مهين والمناطق المحيطة بها منذ اسبوعين ولغاية الان من اجل القضاء على تواجد المسلحين فيها ولم يتم حتى الان الاستيلاء على مخازن الاسلحة». واشار المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه ان «المسلحين يتكبدون خسائر فادحة». واوضح عبد الرحمن ان «ما لا يقل عن 50 شخصا قتلوا في المعارك التي دارت الثلاثاء حتى فجر الأربعاء، بينهم 21 مقاتلا سوريا، اضافة الى مقاتلين غير سوريين». كما قتل «20 عنصرا على الاقل من قوات النظام». واشار الى ان معارك عنيفة اندلعت بعد منتصف الليل «اثر تفجير رجل من جبهة النصرة عربة مدرعة مفخخة داخل مستودعات الاسلحة»، وان قوات النظام استخدمت سلاح الطيران وصواريخ «ارض ارض» في محاولة صد هجوم المقاتلين. يأتي هذا بعد اسابيع من سيطرة مقاتلين معارضين وجهاديين على قاعدة عسكرية تعرف باسم «اللواء 66» في شرق محافظة حماة، واستحواذهم على كميات من الاسلحة والذخيرة. ويشكو المقاتلون من ضعف تسليحهم وعدم ايفاء الدول الداعمة للمعارضة بوعودها لتزويدهم بالسلاح النوعي لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية، لا سيما سلاح الطيران الذي يعد نقطة تفوقها الابرز. اشتباكات حلب وفي حلب، قال المرصد ان مقاتلين معارضين جهاديين من الدولة الاسلامية وجبهة النصرة اشتبكوا مع قوات النظام في محيط المحطة الحرارية التي تغذي مدينة حلب بالكهرباء. واشار الى «مقتل ما لا يقل عن عشرة جنود من النظام ومصرع مقاتلين من الدولة الاسلامية وجبهة النصرة»، متحدثا عن «مخاوف من انفجار في المحطة» الواقعة الى الشرق من حلب، ما قد يؤدي الى «انقطاع كامل» في التيار الكهربائي عن ثاني كبرى المدن السورية. انفجار دمشق وفي العاصمة دمشق قتل ثمانية اشخاص بينهم امرأتين وجرح العشرات أمس، بانفجار عبوة ناسفة، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). وقالت الوكالة «استشهد ثمانية مواطنين بينهم امرأتين واصيب آخرون بجروح خطيرة الأربعاء من جراء تفجير ارهابي بعبوة ناسفة في ساحة الحجاز في دمشق»، مشيرة الى ان التفجير وقع على مدخل مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي. ونقلت الوكالة عن مصدر في مستشفى دمشق «انه وصل الى المشفى جثامين ثمانية شهداء و50 جريحا بينهم أطفال ونساء»، مشيرة الى ان من الجرحى «عددا من العمال كانوا يقومون بأعمال صيانة للمبنى». وذكر المرصد السوري ان سبعة قتلوا واصيب 20 على الاقل في الهجوم. ونقلت تقارير متضاربة عن نشطاء ان سبب الانفجار عبوة ناسفة او قذيفة هاون. وشهدت العاصمة منذ بدء الثورة منتصف مارس 2011، سلسلة من التفجيرات الدامية بسيارات مفخخة بعضها يقودها انتحاريون. كما تتعرض احياء العاصمة في شكل يومي لسقوط قذائف الهاون، في هجمات يتهم نظام الرئيس بشار الاسد مقاتلي المعارضة بالوقوف خلفها انطلاقا من معاقل لهم في محيط دمشق. روسيا تتدخل سياسيا، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الاربعاء ان روسيا مستعدة لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن المعارضة، قبل مؤتمر السلام حول سوريا المرتقب المزمع عقده في جنيف في موعد لم يحدد بعد. وقال بوغدانوف، حسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية للانباء، ان «اقتراحنا باجراء اتصالات غير رسمية في موسكو في اطار الاعداد ل»جنيف-2» مهم، لخلق اجواء ملائمة واتاحة مناقشة المشاكل القائمة». وسبق ان اعلنت مجموعات معارضة سورية انها ستتجه الى موسكو بحسب بوغدانوف. وتابع بوغدانوف الذي تحدث من جنيف ان هذه المشاورات بين ممثلي المعارضة والنظام لا ينبغي «بالضرورة ان تؤدي الى نوع من الاتفاق». وفي سياق متصل، استبعد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري، مقره لندن، أن يكون لمؤتمر «جنيف 2 « أي تأثير على الأوضاع بالداخل السوري «إذا ما عقد». وقال عبد الرحمن: «المعارضة السورية المسلحة الفاعلة لا تعترف بتمثيل حقيقي لها من قبل أي كيان سياسي معارض». وأضاف: «الكتائب الفاعلة على الأرض في سورية هم كتائب إسلامية في أغلبيتها الساحقة، ومصطلح الجيش الحر مصطلح إعلامي يطلق على كل من يقاتل النظام السوري ولا يعبر عن تنظيم موحد». وتساءل:»هل شاهدنا يوما أي مسؤول بهذا الجيش الحر يصدر قرارا ويتم تنفيذه على الأرض؟». وفيما يتعلق باستعادة المقاتلين الأكراد لمناطقهم التي كان قد سيطر عليها مقاتلون جهاديون وعلى رأسهم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ، أعرب عبد الرحمن عن ثقته في ما يؤكده الأكراد من تمسكهم بوحدة سوريا. وأكد عدم سيطرة الوحدات الكردية حتى الان على كامل المناطق الكردية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه السيطرة غير الكاملة مهددة في أي لحظة بقدرة الجهاديين على محاصرتهم، خاصة مع عدم وجود نقاط تواصل جغرافي بين المناطق الكردية في الحسكة ومدين عفرين بحلب. اخفاء الكيماوي من جهة أخرى، نقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية الأربعاء عن مصادر مطلعة على ملف الأسلحة الكيماوية السورية، أن هناك تقارير استخباراتية تشير إلى قيام نظام بشار الأسد بإخفاء بعض من الأسلحة الكيماوية عن منظمة حظر الكيماوي التي تعمل على تدمير هذه الترسانة بحسب اتفاق دولي. وقال مسؤول من الإدارة الأمريكية للشبكة، مفضلا عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع: «هناك معلومات قد تهز ثقتنا بتجاوب النظام السوري حول ملف نزع الكيماوي. وأوضح المسؤول أن «هناك عددا من الأمور التي قام بها النظام السوري مؤخرا تشير إلى أنه لا ينوي التخلي عن الأسلحة الكيماوية بشكل كامل». وأكد مسؤولون أن هذه المعلومات لم يتم التأكد منها بشكل كامل حيث لا تزال فرق من وكالة الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع إلى جانب البيت الأبيض تتحرى دقة هذه الإخباريات. ولم يكشف المسؤولون طريقة الحصول على هذه المعلومات الاستخباراتية بشكل محدد، إلا أنه من المعلوم أن غالبية هذه التقارير تأتي من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية واعتراض مكالمات هاتفية بين مسؤولين عسكريين تابعين لجيش النظام.