تخرجن وكلهن امل في جمع ثمار تعبهن بعد كل تلك السنين الطويلة التي قضينها في التعليم بكل مراحله وما ان اكملن التحصيل العالي حتى وقفت في وجوههن امور كثيرة تعيق عملهن بما تعلمن وفشلت محاولاتهن بالبحث عن عمل ولو كان بسيطا يستطعن منه كسب الخبرة على الاقل وكم من معوقات واحباطات وجدنها من اجل منعهن من تحقيق ما يصبون اليه وهو العمل الشريف في مكان مناسب وبراتب جيد وبعد وفاة الحلم الجميل اصبحن مرغمات على التوقف عند هذه النقطة الا وهي التخرج والجلوس بالبيت شئن ذلك ام ابين لكن هل كل الخريجات عاطلات عن العمل ام ماذا؟؟ عبرت (ذكريات عبدالله القاسم): انا حزينة على سنوات عمري التي انقضت وانا أكابد المصاعب من اجل النجاح ومن ثم العمل بما تعلمت ونفع بنات وطني بتدريسهن وتعليمهن ما اكتسبته من خلال تعليمي الجامعي بكل ماهو مفيد ونافع، لكن ما حصل بعد تخرجي كان عكس ما خططت له خلال تلك السنين فانا لم اكن اتصور انني وبعد التعب سوف اكون ممن يطلق عليهن مسمى العاطلات عن العمل. عبرت (شمة محمد): البحث عن وظيفة هو جل ما تفكر به الخريجات بعد التخرج سواء من المرحلة الجامعية او من المرحلة الثانوية ولقد بحثت عن عمل في اماكن كثيرة مدارس خاصة وغيرها لكن كل محاولاتي باءت بالفشل ولقد لاحظت ان الموضوع الوحيد الذي يتكرر معي دائما وفي كل مجلس هو موضوع البحث عن عمل!! يتكرر في كل وقت وفي كل مناسبة حتى في الافراح والحفلات النسائية وان كان له معنى فلن يكون تفسيرا بسيطا للعطالة الكبيرة التي تعانيها الخريجات سواء كن من خريجات السنة او من خريجات الاعوام السابقة. تقول (مزنة علي الحريصي): تخرجت وكلي امل في انني بعد التخرج سوف اعمل مدرسة او مراقبة حتى في مدرسة حكومية لكن الواقع صدمني بالجلوس عاطلة عن العمل او حتى الدراسة اكثر من ذلك ان الخريجات بعد التخرج اخذن بعض الدورات في الحاسب الآلي استطعن بها ايجاد عمل في احدى الشركات الخاصة وغيرها ولكن لعدم مقدرتي على دفع مبالغ لمثل تلك الدورات اقضي الآن وبعد مضي سنين طويلة من عمري في التعليم العالي بالبيت عاطلة وكل ما افعله هو متابعة البرامج التلفزيونية ولقد حفظت كل محطة فضائية ما برنامجها الاسبوعي وليس فقط اليومي وهذا كله من الفراغ الذي اعانيه بعد التخرج. قالت (ام سالم) ابنتاي تخرجتا العام الماضي وهما للآن لم تجدا وظيفة تساعدهما على كسب رزقهما من اجل مساعدة والدهما المتقاعد منذ سنين ما زالتا تبحثان عن عمل وكلهما امل وتفاؤل لكن للأسف كل محاولاتهما تبوء دائما بالفشل وتحطم كل احلامهما في تحقيق ما تصبوان اليه من وظيفة تأتي لهما بكسب حلال يسد مستلزماتهما واحتياجاتهما الضرورية. واضافت ان كثيرات من الخريجات اليوم ليس لهن عمل بعد التخرج سوى اضاعة الوقت بمشاهدة التلفاز والمحطات الفضائية الخالية من الحياء والادب او التجمعات في البيوت من اجل اقامة حفلة ساهرة بمناسبة وغير مناسبة لكن ابنتي ولله الحمد تقضيان وقتهما بحضور المحاضرات الدينية والثقافية في الأماكن الخاصة مثل المجمع النسائي او مدارس تحفيظ القرآن الكريم وهذا ولله الحمد عوض لهما عن تضييع وقتهما بما لايفيد. عبرت (نورة يعقوب الدوسري): بصراحة لقد مللت من هذا الموضوع الذي يتكرر معي كل يوم فما ان تقابلني صديقة حتى تسألني عن مشاريعي بعد التخرج لكن الآن أنا سوف اسألكم متى سوف تنتهي معاناة البحث عن عمل؟؟ فهذا الحديث ليس جديدا وهو مشكلة فئة كبيرة من البنات وهي مشكلة ليست حديثة اليوم بل من سنين طويلة فكم من خريجة تخرجت العام وقبل العام ومازالت للآن من غير عمل. اضافت: اتمنى من الله ان تنتهي مأساتنا بالبحث عن عمل بعد التخرج ونحصل على ما نستحق بالحصول على عمل جيد وبراتب محترم بعد سنوات طويلة قضيناها بالسهر على الكتب والمذاكرة من اجل حفظ معلومات كثيرة انتهينا بعدها بوضع الكتب على الرفوف وتكبير الوسادات لنوم طويل. تقول (هدية العتيبي): بعد تخرجي عملت بنصيحة احدى صديقاتي بان آخذ دورات تدريبية في الحاسب الآلي ومن ثم ابحث عن وظيفة لأن جميع الشركات الخاصة او حتى المدارس الأهلية تطالب المتقدم او الباحث عن وظيفة بشهادة تؤكد معرفته بعلم الحاسب الآلي وانه يجيد العمل عليه لأن العمل عليه اضمن واسرع وأكفأ من جميع النواحي لذلك عملت بنصيحتها والتحقت بأحد المعاهد الخاصة لتعليم الحاسب الآلي ومازلت للأن ادرس وعندما انتهى سوف ابحث عن وظيفة مناسبة تناسب ميولي ومؤهلاتي الجامعية وكلي امل بالحصول على وظيفة انفع بها نفسي وعائلتي الصغيرة. عبرت (ن. القحطاني): الحال بالنسبة لي صعب فانا خريجة جامعية جديدة ولقد وجدت وظيفة بعد عناء طويل بالبحث لكن معوقاتها كثيرة وتحتاج لجهد كبير المشكلة لا تكمن بالعمل فقط فانا مدرسة في مدرسة اهلية لكن المشكلة ان الراتب غير مجز لكل الجهد الذي تبذله المعلمة ومع ذلك هي مطالبة بتوفير وسائل توضيحية للطالبات وامور اخرى تشجيعية لهن مثل الهدايا واللعب الصغيرة وهذا كله من نفقتها الخاصة وبراتب قليل ومصاريف يومية ماذا سيبقى لي وهل هذا يستحق التعب اليومي والارهاق النفسي؟. (حبيبة محمد العسيري): لقد حققت بعد التخرج أمورا كثيرة نافعة وجيدة لي ولغيري فلقد استغللت مقدرتي على التدريس بتدريس الطالبات الضعيفات في بعض المواد مقابل مبلغ من المال مثل المدرس الخصوصي لكن بشكل صغير من اجل كسب الخبرة ليس اكثر وفي وقت الفراغ احرص على حضور المحاضرات الثقافية التي تقام بين حين وآخر ولا افكر في الجلوس لمشاهدة التلفاز من اجل الا يوثر سلبيا على افكاري وعاداتي الحسنة فالمحطات الفضائية لا يأتي من ورائها الا خراب البيوت وتعويد البنت على قلة الحياء و البعد عن الدين ومجاراة رفقاء السوء.