كبير الصابرين

تبكي الجياد.. إذا ترجل فارس
ومن الصهيل.. توجع وعذاب
أرأيت دمع الخيل؟! كم من عبرة
في الروح.. لم تعلم بها الأهداب
هكذا قال الشاعر السفير غازي القصيبي في رثائه فقيد الوطن الأمير أحمد بن سلمان.
ما أروعك يا سلمان..
وما أجل الحزن حين تتحجر الدموع في المآقي..
تبكي فلذة الكبد.. وتنعى فورة الشباب حين تغيض فجأة.. ولسان الصابرين يردد في خشوع لارادة الله بقلب عامر بالايمان بقضائه وقدره : "إنا لله وإنا إليه راجعون".
@@@
بالأمس القريب..
كان سلمان الايمان.. سلمان الشموخ يتلقى تعازي الوطن في فقيد الوطن الراحل فهد بن سلمان..
وبالأمس.. كان الإيمان ايضا يقف على قدمين يتلقى التعازي في فقيده الآخر.. احمد ابن سلمان.. فارق التوقيت بين رحيل الشقيقين لم يكن سوى موعد مع القدر..
حتى في الموت يكون لقاء الأحبة..
وحتى في الحياة يكون حجم الدرس كبيرا لنا نحن المحزونين بفقد رجلين كانا مثالا لكل المعاني السامية والقيم النبيلة والعطاء الانساني الذي شمل الجميع صغارا وكبارا.
@@@
"اللهم إنا لا نسألك رد القضاء.. إنما نسألك اللطف فيه".
ربما تكون هذه العبارة اختصارا لكل الكلمات التي تتوقف على أطراف الألسنة..
وربما كانت ترجمة لكل المشاعر التي تختزنها القلوب التي تحيط بالقلب الكبير سلمان بن عبدالعزيز.
هل هي مصادفة ان يرحل الشقيقان في نفس الشهر "يوليو".. فهد في 25 العام الماضي واحمد في 22 من هذا العام؟
هل هي مصادفة ان يتلقى كبير الصابرين نبأ رحيل فلذتي كبده الواحد تلو الآخر.. وهو بالخارج.
اللهم لا راد لقضائك ولا معقب عليه.
.. بالايمان ودع الوطن فهد...
.. وبنفس الايمان يودع الوطن أحمد...
وبالاحتساب عند الله.. كان كبير الصابرين شامخا.. يتلقى العزاء الذي نتلقاه نحن ايضا معه.. ويشاركه فيه الوطن كله.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
اليوم