لحظات ترقب، يسبقها زفير انتظار، وأنين ألم وتاريخ يقف مكتوف اليدين "لا حول له ولا قوة" جماهير باتت تائهة في زمن كثرت فيه العواصف التي هزت الكيان الاتحادي، وجعلته يتقدم خطوة للأمام ولكنه سرعان مايعود خطوات إلى الخلف. ترتجف الأيادي بالدعوات من جماهير هذا التسعيني الوقور الذي عانى الأمرين من أقرب الناس له لتبتهل أملاً في سداد ديونه حتى يتمكن من معاودة الكرة مرة أخرى في بطولته المفضلة والتي سطر فيها أجمل الملاحم، وصنع تاريخا تليداً ومجيداً أبدياً خالداً في سماء أكبر قارات الدنيا، ارتعدت لحضوره فرائص المنافسين وبات شموخه رمزاً للمحبين. اقترن باسمه "الاتحاد" فكان لاسمه نصيب من فعله، ولكن عوامل التعرية بفعل الزمن أخذت مآخذها منه فلم يعد له من نصيبه اسم بفعل تصارع أعضاء شرفه وتحزب رجالاته، فصبر وقاوم حتى خر على ركبتيه أملاً في أن يلفت انتباه رجاله الذين اشتغلوا في "جلد الآخر" بسوط الكيان وتقديم مصلحة "الذات" على مصلحة الاتحاد، حتى أنهكت قوى كبير آسيا فبات يرزح تحت رحمة القدر، في لحظة "رمادية" اللون لا وضوح فيها لمستقبل أبيض بل هي لحظات الاقتراب من اللون الداكن نحو المجهول. ابتعد من بيدهم صنع القرار في هذا الكيان ولم يكن ابتعادهم كفا لشرهم بل على العكس اتخذ من هذا الابتعاد منبرا يعلو منبر الاتحاد لتوجيه سهام الألم والجرح والتدمير لقواعد هذا البنيان المتين وهذا الصرح العتيد ، فبات يتكئ على مدرجه الكبير "مدرج الذهب" هذا المدرج الذي احتضن الكيان واحتضنه الكيان في تآلف منقطع النظير فكلاهما يساند الآخر ويعينه على تقلبات الزمن وجحود المقربين. هكذا حل الاتحاد هكذا حال من روض القارة الصفراء بأسرها وتوج بلقبها مرتين، قد يشهد التاريخ انسحاب الاتحاد من دوري أبطال آسيا بسبب ديون المتراكمة التي خلفتها إدارات " القائمة السوداء " التي جرت للعميد ويلات الديون ، وجحيم التخبط ، ولهيب الصراعات حتى احترقت الساحة الاتحادية بمن فيها من صناع القرار الاتحادي. فهل يعود رجال الاتحاد لصحراء الفرقة فيمطرونها بسحب التآلف والتوافق من أجل الاتحاد لعل وعسى أن تصيب واقعاً جميلاً فتغدقه مطراً ينفض غبار البعد ليملأه ربيعاً وفيراً تسعد له أنظار المدرج الاتحادي الكبير.