بعد أن أفتى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بجواز الحج إلى المراقد المقدسة هذا العام، أعلنت السلطات العراقية دخول مليون إيراني إلى الأراضي العراقية لأداء ما تسمى "زيارة عرفة" عند مرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء. ويتم "الحج على الطريقة الإيرانية" الذي يدل على مساعي طهران لشق صف المسلمين بالعمل على تبديل قبلتهم وفرض أماكن حج بديلة عن تلك التي فرضها الله، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها السلطات المحلية في كربلاء للحفاظ على أمن الزائرين. وأكدت وزارة الداخلية العراقية على لسان المتحدث باسمها العميد سعد معن، دخول مليون إيراني عبر منفذ زرباطية الحدودي شرق محافظة واسط لأداء ما يعرف باسم "زيارة عرفة" في محافظة كربلاء، عند مرقد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وأخيه العباس. وأعلن قائمقام مدينة بدرة العراقية الحدودية مع إيران جعفر عبد الجبار محمد، دخول مئات الآلاف من الإيرانيين عبر منفذ زرباطية لزيارة العتبات المقدسة في العراق خلال عيد الأضحى. واتخذت إدارة المنفذ الحدودي الإجراءات اللازمة لتأمين دخول الإيرانيين بانسابية، لتجنب تكرار الفوضى التي صاحبت دخول مليون ونصف المليون إيراني معظمهم دون تأشيرات في زيارة أربعينية الإمام الحسين، التي صادفت شهر نوفمبر من العام الماضي. يأتي ذلك في وقت أعلنت منظمة الحج والزيارة في إيران، عن بدء العمل من أجل إدخال مليوني زائر من إيران إلى العراق خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين التي ستصادف نوفمبر المقبل، وافتتاح قنصليات عراقية مؤقتة في مدن إيرانية لمنح تأشيرات دخول إلى الأراضي العراقية. وتسعى السلطات الإيرانية أيضا إلى السيطرة اقتصاديا على أماكن مقدسة في العراق، حيث تهيمن شركات إيرانية على المرافق السياحية والمزارات الدينية العراقية وسط صمت من حكومة بغداد. من جانبه تحدث متابعون أن بعض الإيرانيين يستقرون في تلك المناطق خصوصا التي تضم المزارات الشيعية وهو نوع من التحويل الديموغرافي فيما يضطر بعضهم لعدم العودة هربا من حكومة طهران التي تضيق على شعبها. يشار إلى أن إيران رفضت إرسال حجاجها إلى السعودية هذا العام، على خلفية أزمة دبلوماسية مع السعودية، في ظل مساعي طهران لتسييس الركن الخامس من أركان الإسلام. تسعى السلطات الإيرانية أيضًا إلى السيطرة الاقتصادية على الأماكن المقدسة في العراق، حيث تهيمن شركات إيرانية على المرافق السياحية لتكون واجهة هذا النظام الذي تدر عليه أموالاً طائلة تنافس أموال النفط.
وكانت السلطات الإيرانية أعلنت مطلع مايو الماضي أن مواطنيها لن يؤدوا مناسك الحج هذا العام، بسبب ما وصفته ب"القيود" التي تفرضها السعودية عليهم.. لكن وزارة الحج والعمرة السعودية حملت منظمة الحج والزيارة الإيرانية مسؤولية عدم قدرة الإيرانيين على أداء الحج لهذا العام.
وقالت الوزارة في بيان إن الوفد الإيراني المفاوض حول أداء الإيرانيين لفريضة الحج قد "رفض التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات الحجاج الإيرانيين لهذا العام"، وغادر البلاد.
وأكدت الوزارة "رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين"، مضيفة أنّها قدمت حلولاً لجميع نقاط الخلاف مع إيران، ومنها إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية، وكذلك الموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم.