كشفت المذيعة في قناة "سي إن إن تورك"، هاندي فرات، والتي وجه الرئيس التركي، عبر برنامجها رسالته الأولى لشعبه أثناء المحاولة الانقلابية، بعضا من كواليس ما قبل المكالمة الشهيرة. وقالت فرات، في مقابلة مع القناة، الاثنين 18 يوليو/تموز، إنها لدى سماعها بالتحركات الانقلابية اتصلت بالرئيس عبر تطبيق "بيرسكوب" للهواتف الذكية، من أجل مقابلة في برنامجها، مشيرة إلى أن الرئيس استجاب على الفور، كعادته. وأضافت أخبرت مديري أني تواصلت مع الرئيس، وأنه بخير، فقال: "اطلبي منه مقابلة مباشرة على الهواء، فقلت: سأسأله". ومضت فرات قائلة "استجاب الرئيس على الفور، وأنا في مكان البث حيث كنت أقدم تغطية مباشرة، ولم أترك مكاني، ومن دون ترتيب للنواحي الفنية". وتابعت "لم يكن لديّ سكايب، وحين سألني الرئيس هل لديك سكايب؟ قلت: لا، لكن يوجد (تطبيق) "فيس تايم"، فقال: ليكن". وقالت فرات "أخبرت الزملاء في الكونترول أن الرئيس جاهز، واتصل بنا على الفور على تطبيق "فيس تايم". وأوضحت أن غرفة الأخبار قريبة جداً من المجمع الرئاسي، لذا كانوا يشعرون بالذعر كلما ألقت الطائرات بقنابلها، مشيرة إلى أنها كانت قلقة جداً، وأنها كانت تتصل خلال الاستراحة مع مصادر إخبارية، بينهم مسؤولون رئاسيون. وقالت إن الرئيس التركي كان في تلك اللحظة في مرمريس، وتحدثت إلى اثنين من مساعديه التنفيذيين، فقال أحدهم وهو حسان دوغان إن "الرئيس سيدلي ببيان للصحافة"، فنقلته كخبرٍ عاجل، لكن بعد مرور ساعة لم يكن هناك من بيان، مضيفةً أنهم لم يكونوا يعلمون بأن مروحيتين أطلقتا النار على الفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس. وتابعت أنها اتصلت بدوغان مرة أخرى، و قالت له إن "هناك الكثير من المزاعم عن أن الرئيس لم يدلِ ببيان" وسألته إن كانوا بخير أم لا، فأجابها بأنهم قد أدلوا ببيان عبر برنامج بيرسكوب، فقالت هند له "لكن ما من أحد على علم به، فلتدلوا ببيان آخر لسي إن إن ترك". وأوضحت أنه في وقت إجراء ذلك الاتصال كان الرئيس ومن معه خارج الفندق بسبب الهجمات عليه، لذا لم يكن هناك كاميرا أو معدات بث أو سيارة تابعة للتلفزيون، لذا عرضت عليهم إجراءه عبر الهاتف، فسأل الرئيس أردوغان ثم عاد فسألها إن كان لديها برنامج سكايب أم لا، فقالت له "دعنا نجريه عبر برنامج فيس تايم" فاتصلوا بها حالاً عبره فشاهدت الرئيس على الشاشة، وصاحت بالمحررين من الأستديو حيث تجلس تخبرهم بأن الرئيس على الهاتف وعليهم الإسراع. وقالت "هند" إن يديها كانتا ترتجفان، إذ كانت منفعلة وقلقة جداً على الوضع في بلادها، وقامت بإطفاء المايكروفون الخاص بها لجعل صوت أردوغان مسموعاً وبدأ اللقاء. وأوضحت أنها تلقت الكثير من الرسائل النصية من أناس من دول أخرى خاصة من السعودية وقطر ومصر، وأن رجل أعمال سعودي عرض 250 ألف دولار لشراء هاتفها. وتمت تسمية هاتفها ب"هاتف الحرية"على موقع تويتر، وأن عدداً كبيراً من السياسيين من مختلف الأحزاب السياسية اتصلوا بها. وكان الرئيس التركي قد ظهر في وقت متأخر من مساء الجمعة، بعد قليل من بدء التحركات الانقلابية في تركيا، على الهواء مباشرة مع المذيعة هاندي فرات عبر بث قناة "سي إن إن تورك"، وقناة "خبر"، أكد فيها وجود مساع انقلابية، وطالب الجماهير بالنزول إلى الشارع، وهو ما حدث بالفعل وأسفر لاحقا عن إحباط الانقلاب. كما أجرت صحيفة بليد الألمانية حوارا مطولا مع الصحفية أبرزت فيه كواليس اللقاء وكيف تم ترتيب الأمر.