وضع مايكل بريجينت المحلل السياسي وضابط المخابرات السابق في الجيش الأميركي، خريطة توضح الفوضى الكبيرة التي عمت على دولتي العراقوسوريا بعد تقسيمها ما بين «داعش»، و«القاعدة»، والجيش السوري الحر، ونظام الأسد، وحكومة بغداد، وحكومة إقليم كردستان، والقبائل السنية، والميليشيات المدعومة من إيران، ومختلف الجهات الفاعلة الأخرى، مؤكدًا أن تلك الخريطة تظهر أن إيران لا تريد هزيمة «داعش». وأبان بريجينت أن خريطته تظهر الخطوط ذات الأولوية والخطوط الثانوية بالنسبة للجبهة الدفاعية لإيران، والأكراد، ونظام الأسد، مفيدًا بأنها تبين أيضا المناطق الأكثر حيوية بالنسبة لأهداف جميع أطراف الحرب. وأشار إلى أن إيران تحتاج إلى استمرار وجود خطر «داعش»، مفيدًا بأن القوة التي ستهزم «داعش» في الشرق الأوسط تحتاج إلى الأسلحة، والمستشارين، والدعم الجوي الأميركي، وما هو أهم من كل هذا، إجراءات أميركية قوية لإضعاف إيران. وأبان بريجينت فحوى خريطته، مشيرًا إلى أن الخط الأحمر المتصل بالخريطة يمثل الخطوط الدفاعية ذات الأولوية؛ فيما يمثل الخط الأحمر المتقطع الخطوط الدفاعية الثانوية؛ والخط الدائري باللون الأحمر يمثل مناطق الصراع الاستراتيجية؛ بينما يمثل الخط الدائري باللون الأسود مركز عمل «داعش»؛ والمناطق المظللة بالأسود تمثل الأراضي التي تسيطر عليها «داعش»؛ والمناطق المظللة بالأخضر تمثل مناطق نفوذ إيران. وأضاف أن هذه الدوائر السوداء تتواجد وسط العراقوسوريا على الخريطة لسبب واحد، هو أن الجهات العسكرية في المنطقة ليست راغبة في تحدي «داعش» في تلك المناطق، فيما تريد إيران الحفاظ على السيطرة على وكلائها في بغدادودمشق، وتريد حكومة إقليم كردستان الدفاع عن أراضيها في شمال العراق، كما أن الأكراد أكثر قلقًا بشأن الدفاع عن كركوك من هجوم محتمل من الحكومة العراقية والميليشيات المتحالفة معها، مما يدور حول إخراج «داعش» من الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. وأكد بريجينت أن تنظيم «داعش» قد جرت هزيمته في كل مكان تمت فيه مقاومة المجموعة على أرض الواقع تقريبًا، مضيفًا أن خريطته تروي قصة، وهي أن «داعش» قادرة على الحفاظ على الأراضي بسبب عدم وجود مقاومة لها، وحين تتعرض للمقاومة فإنها تفقد الأرض سواءً في العراق أو سوريا. وأضاف أن مجال الجماعة الجهادية يقع وراء الخطوط الدفاعية ذات الأولوية بالنسبة لإيران وحكومة إقليم كردستان، مما يوضح أنه ليس لدى إيران نية لهزيمة «داعش»، إذ إنها في حقيقة الأمر مستفيدة من الحفاظ على «داعش» على قيد الحياة، إذ إنه طوال استمر وجود هذه المجموعة، فإن إيران ستتمكن من الاستمرار في ادعاء أن حلفائها في كلا الدولتين هم الشيء الوحيد الذي يمنع استيلاء الجهاديين على كل من سورياوالعراق، وهي الحجة التي تبدو وكأنها تعمل بنجاح حتى الآن. وقال بريجينت إن إيران تحتاج لاستمرار وجود تهديد «داعش» والجماعات الجهادية السنية في سورياوالعراق من أجل زيادة نفوذها في كلتا الدولتين، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة في العراق تصير منطقية بمجرد أن يكون من الواضح للجميع أن إيران وحلفاءها لا يرون أن هناك حاجة لدفع خطوطهم الحمراء بشكل أعمق في المناطق السنية، مفيدًا بأنه على سبيل المثال، تم تعزيز الرمادي، والتي تقع بجانب بغداد، بنحو 3000 جندي فقط عندما تحركت «داعش» للسيطرة على البلدة في أواخر أبريل، مبينًا أنه جرى تعزيز دفاع المدينة بهذا الشكل الضئيل لأنها مؤلفة من السنة في المقام الأول، وتقع على طول محور السنة الذي يصعب الدفاع عنه، ويشمل الفلوجة وأبو غريب. وأكد بريجينت أن الإيرانيين وشركاءهم من الميليشيات في العراق ليسوا على استعداد للقتال والموت من أجل مكان يقع وراء خط دفاعهم ذي الأولوية، وهذا سبب آخر في أن إيران قد لا تكون في الواقع ملتزمة بهزيمة «داعش». من جانب آخر، كشفت مصادر دبلوماسية غربية بحسب الحياة أن إدارة الرئيس باراك أوباما استمعت إلى مقترحات من الجانبين التركي والعربي لإقامة مناطق عازلة وتوفير غطاء جوي للقوات التي يتم تدريبها وتجهيزها بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) استعدادا للتدخل في سوريا. وأوضح المصدر أن الإدارة الأميركية مستعدة لدعم حلفائها في حال تقديمهم خطة بشقيها العسكري والسياسي بحيث تتعاطى مع «تنحي الأسد» مع الحفاظ على بنية المؤسسات السورية وضمان حقوق وحماية الأقليات، ووضع حل سياسي يمنع حرب ميليشياوية طويلة في سوريا، كما هو الحال في ليبيا. وتتزامن مطالب واشنطن مع تحولات على الأرض في سوريا وتقدم للمعارضة العسكرية في شمال غربي البلاد وحشر النظام أكثر حول دمشق وقرب اللاذقية معقل النظام. رابط الخبر بصحيفة الوئام: خريطة تكشف عدم رغبة إيران في هزيمة «داعش» وواشنطن أعطونا خطة متكاملة لما بعد الأسد