في اللحظة التي كانت طائرة خادم الحرمين الشريفين تلامس أرض الوطن حيا الملك مواطنيه بإصدار 13 أمرا ملكيا غايتها توفير أسباب الحياة الكريمة للمواطنين على عدة محاور، كان الشباب الأبرز حضورا فيها بأوامر تصب في خدمتهم بشكل مباشر، والبقية توزعت لتشمل الموظفين الحكوميين ومستحقي الضمان الاجتماعي وسجناء الحق العام والديون، في خطوة حيوية من المتوقع أن يتبعها سلسلة إجراءات نوعية تمضي إلى تنمية جذرية مرتكزها المواطن، وتعميق الرخاء الاقتصادي، وتغذية الهيكلة الحكومية، وتتبع مسارات الإصلاح في جميع الاتجاهات. وتوجهت 5 أوامر ملكية إلى الشباب والفتيات، لمعالجة مشكلة البطالة وتنمية الإنسان السعودي تعليما بالابتعاث وتدريبا، فأقر أحدها دعم البنك السعودي للتسليف لتلبية طلبات القروض الاجتماعية، وتمويل المنشآت الصغيرة وأصحاب الحرف والمهن من المواطنين، في حين جاء أمر آخر بضم الدارسين لعدد من التخصصات خارج المملكة على حسابهم الخاص إلى برنامج الابتعاث الخارجي والذين يصل عددهم إلى عشرة آلاف في الدول كافة. ووجه أمر ملكي بتشكيل لجنة عليا لحل مشكلة تزايد أعداد خريجي الجامعات المعدين للتدريس في ظل محدودية فرص العمل الحكومي، كما أقر أمر للملك إعانة مالية مؤقتة للشباب الباحث عن العمل كحل عاجل، وطالت الأوامر التي عنيت بالشباب حتى أنديتهم الرياضية والأدبية فأمرت لهم بدعم من ملايين الريالات. ومواصلة لدعم مستحقي الضمان الاجتماعي، الذين وصفهم الملك بأنهم "أمانة في الأعناق"، جاء أمر ملكي بثمانية محاور لتحقيق الاكتفاء لهم، وكان أولها رفع الحد الأعلى لعدد الأفراد في الأسرة التي يشملها الضمان الاجتماعي من 8 أفراد إلى 15 فردا. وواجه الملك مشكلة السكن بأمرين ملكيين، أقر الأول دعم رأس مال صندوق التنمية العقارية ب 40 مليار ريال وإعفاء جميع المتوفين من أقساط الصندوق للأغراض السكنية، إضافة إلى إعفاء جميع المقترضين من قسطين لمدة عامين. في حين أقر الأمر الثاني دعم ميزانية الهيئة العامة للإسكان ب15 مليار ريال، ودعوتها إلى الإسراع في ترسية مشاريع الإسكان. وللموظفين الحكوميين، ولمواجهة ارتفاع الأسعار أقر أمر ملكي تثبيت بدل غلاء المعيشة بنسبة 15 %، ضمن الراتب الأساسي لهم، إضافة إلى لائحة بمسمى "الحقوق والمزايا المالية". وشمل أمر ملكي سجناء الحق العام بالعفو عنهم، وتسديد ديون المسجونين مما يعني استفادة نحو 20 ألفا بحسب معلومات تحصلت عليها "الوطن". في حين جاء أمر آخر لدعم الجمعيات المهنية المتخصصة ب10 ملايين ريال. ولأهمية الأجهزة الرقابية في تعزيز قدراتها على الرقابة والتحقيق والادعاء العام، جاء أمر ملكي ليدعمها ب1200 وظيفة توزعت على أربعة أجهزة حكومية رقابية. وتحدث الملك إلى شعبه عبر التلفزيون السعودي فور وصوله المطار قائلا: "إخواني وأبنائي المستقبلين أشكركم وآسف لأني ما تمكنت من السلام عليكم.. مع تحياتي لكم فردا فردا، وكذلك الشعب السعودي الوفي الحبيب إلى قلبي من رجال ونساء وأطفال أشكرهم وأتمنى لهم التوفيق والصحة وأطلب من المولى عز وجل أن يؤتيهم إن شاء الله الصحة والعافية في أبدانهم وفي أقوالهم وفي أعمالهم، وشكراً لكم". وكان في مقدمة مستقبلي خادم الحرمين لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وعدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين.