قال مصدر من داخل ما يسمى المجلس السياسي في صنعاء، إن الخلافات بين أعضاء المجلس ورئيسه صالح الصماد وصلت إلى طريق مسدود، مشيرا إلى لجوء بعض القيادات الحوثية إلى طهران بطرق سرية، للاستقواء بها في إطار الصراع على السلطة. كشف مصدر من داخل ما يسمى بالمجلس السياسي في صنعاء، أن الخلافات بين أعضاء المجلس وصلت إلى طريق مسدود، مشيرا إلى أن وتيرة الخلافات تصاعدت خلال اليومين الماضيين. وقال المصدر الخاص من داخل مكتب أمين سر المجلس ياسر الحوري، في تصريحات إلى «الوطن»، إن هناك خلافات فعلية منذ وقت طويل بين أعضاء المجلس ورئيسه صالح الصماد، لافتا إلى محاولات كبيرة جرت لتهدئة الأوضاع بين أعضاء المجلس، قادها بعض الوزراء والشخصيات البارزة خلال الفترة الماضية، ولكن لم يتم التوصل إلى أي حلول، حيث إن أعضاء المجلس يطالبون من صالح الصماد ضرورة أخذ آرائهم ومشاركتهم في اتخاذ القرار، إلا أن الصماد يرفض ذلك، ويتخذ القرارات بشكل ارتجالي، دون العودة لأحد. وأوضح المصدر أن صالح الصماد قام خلال الأسبوعين الماضيين، بجولات تعتبر الأولى منذ توليه المنصب، لعدد من المشايخ والمحافظات، بهدف رفع أسهمه، وكسب أنصار له، وهو ما رفضه أعضاء المجلس، خاصة أن الجولات تمت بطريقة سرية ومفاجئة وبغير علم أعضاء المجلس. تراجع نفوذ المؤتمريين قال المصدر إنه بعد مقتل علي عبدالله صالح تراجع نفوذ المؤتمريين في المجلس، كما طالب الأعضاء بحل مكان نائب المجلس الذي لايزال شاغرا، غير أن الصماد لم يهتم بمطالب الأعضاء، مبينا أنه في الاجتماع الأخير للصماد لم يحضر المجلس إلا شخصان فقط، حيث تجاهل الاجتماع جميع المؤتمريين، فضلا عن أعضاء حوثيين، مشيرا إلى أن الأعضاء باتوا يتواصلون هاتفيا مع بعضهم، ويتناقشون حول كيفية خلع الصماد من موقعه، فيما البعض الآخر يخطط للاستحواذ على السلطة. وذكر المصدر أن الأمور في صنعاء باتت متروكه للقيادي الحوثي عبدالكريم الحوثي، والذي يعتبر الحاكم الفعلي لصنعاء، لافتا إلى نشوب خلافات بينه وبين الصماد في الفترة الأخيرة، مما جعل الحوثي يفكر بقوة في القضاء على الصماد وإبعاده من موقعه، خاصة أن هناك شبه إجماع لكثير من القيادات على ذلك. التواصل مع الإيرانيين أشار المصدر إلى أن الصماد يتواصل حاليا بطريقة سرية مع الإيرانيين لدعم موقفه وتمكينه من السلطة بشكل أقوى، وهو الأمر الذي كشفه بعض القيادات الحوثية، خاصة أن مدير مكتب صالح الصماد تربطه علاقة نسب بأحد أعضاء المجلس، وهو الأمر الذي جعل الصماد يستبعده من موقعه، ويعين شخصا آخر مقربا منه في مكانه. وبين المصدر أن هناك حرصا على عدم ظهور تلك الخلافات إلى السطح، وتظاهر بعكس ذلك بينما الحقيقة مختلفة تماما، وهناك تصاعد كبير في الخلافات، وأصبح كل شخص يسعى للانفراد بالسلطة، كما أن هناك قيادات تتواصل بشكل كبير مع القيادات الإيرانية وكسب ود خبراء طهران، دون علم الآخرين وبطرق سرية وخفية. وأشار المصدر إلى أن تلك التحركات تستهدف البحث عن موقع في هرم السلطة، في تصاعد خلافات الصماد مع من حوله، وابتعاد عبدالملك الحوثي عن المشهد، وتواصل الصراعات بين القيادات للانقضاض على السلطة بموافقة إيرانية.
تداعيات الخلافات فشل محاولات تهدئة الخلافات بين أعضاء المجلس الصماد يتجاهل مطالب الأعضاء بالمشاركة في القرارات قيام الصماد بجولات سرية لكسب ود المشايخ التفكير الجدي في إبعاد الصماد عن المجلس تجاهل حضور اجتماعات المجلس من قبل معظم الأعضاء تواصل الصراعات بين القيادات للانقضاض على السلطة