أظهرت حسابات بعض الأكاديميات صورا لإجابات طالباتهن تم تصويرها بعد تصحيح الأوراق مصحوبة ببعض عبارات السخرية، إحدى الأكاديميات بدرجة أستاذ مساعد بكلية الآداب بجامعة الطائف لم تكتف بحرمان طالبتها التي ضبطتها في حالة غش بحرمانها من المادة، بل تجاوزت إلى التشهير بها وتصوير ورقة إجابتها وهاتفها النقال الذي كان يظهر جزءا من الكتاب، وقامت بنشرها عبر حسابها على (سناب شات) دون أن تخفي اسم الطالبة المتورطة في الغش، وفي نفس الكلية أظهرت حسابات أكاديمية أخرى صورا لإجابات طالباتها بعد التصحيح مصحوبة بعبارات ساخرة. وقال مراقبون إن تصوير أوراق الطلاب والطالبات والتغريد بها أو وضعها كقصة يشاهدها كل المتابعين من الأخطاء التي يقع فيها بعض الأكاديميين والأكاديميات، وأيضا المعلمين والمعلمات، وهي تفقد الثقة بين الطالب وأستاذه وتدخل في إطار الجرائم المعلوماتية. حالات فردية أكد مستشار مدير جامعة الطائف المتحدث الرسمي للجامعة صالح بن محمد الثبيتي، حرص إدارة الجامعة على توفير الضمانات اللازمة لحقوق الطلاب وحمايتها من أي تجاوز أو انتهاك، والتعامل مع الحالات الفردية التي تقع فيها مخالفات للأنظمة والأخلاقيات المهنية، مشددا على أن وقوع بعض التجاوزات لا يغير من حقيقية التزام أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بشكل عام بأخلاقيات وشرف المهنة، نظرا لمحدودية عدد المخالفات والتجاوزات المرصودة. وأوضح أن إدارة الجامعة تتحقق حاليا من ما أثير عن نشر إحدى الأكاديميات إجابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والسخرية منها، مشددا على اتخاذ الإجراءات النظامية في حال ثبوت ارتكاب هذه المخالفة. ملف شخصي بين رئيس لجنة حقوق الطلبة بجامعة الطائف الدكتور ناصر القثامي، أن الفقرة 12 من ميثاق حقوق الطالب وواجباته بالجامعة تنص على: «المحافظة على سرية المعلومات والخصوصية التامة لكل ما يتعلق بالطلبة، وعدم السماح بالاطلاع أو استخدام المعلومات الشخصية، والسجل الأكاديمي، والملف الشخصي وكشف الدرجات الخاص بهم». واعتبر الدكتور القثامي أن خروج عضو هيئة التدريس عن هذا الإطار، والوقوع في مخالفة الكشف عن إجابات الطالب أو إظهار أخطائه أو درجاته على سبيل السخرية أو التسلية، يعد انتهاكا لحق من حقوقه الأكاديمية المنصوص عليها في لائحة حقوق الطلبة الأكاديمية. وشدد على أنه يحق للطالب أو الطالبة التظلم من أية ممارسات غير مهنية لدى لجنة حماية حقوق الطلبة، المرتبطة مباشرة بمدير الجامعة، ولها صلاحيات واسعة في المساءلة حول كل ما يمس حقوق الطلبة. ودعا أي طالب أو طالبة تضرر من مثل هذه الممارسات أو غيرها إلى التقدم للجنة، للنظر في شكواه وفق الإجراءات النظامية، لضمان حقوقهم من أي تجاوز أو انتهاك أو إخلال. وأوضح أنه يمكن للطلاب التواصل مع لجنة حماية حقوق الطلبة عبر رابط صفحتها على موقع الجامعة، وتقديم شكوى عبر نموذج يقوم الطالب بتعبئته، ثم يرسل إلى اللجنة إلكترونيا. وأكد القثامي أنه سيتم التواصل مع كل طالب يتقدم بشكوى إلكترونية، واتخاذ كل الوسائل الحقوقية والنظامية للحماية بعد التأكد والتثبت من شكواه، وذلك في ضوء اللوائح المنظمة للعمل. جرائم معلوماتية قالت المحامية بيان زهران، إن المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية نصت على أن يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمئة ألف ريال، أو بإحدى العقوبتين، كل شخص يرتكب الجرائم المعلوماتية، منها المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها. وكذلك التشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة، حيث إن تصوير أوراق إجابات الطلاب ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي على نحو يقصد به الإساءة اليهم هو بمثابة انتهاك لخصوصية الطلاب، وأيضا يترتب عليه إلحاق الضرر والإساءة إليهم خاصة متى ثبت القصد الجنائي لمن قام بالنشر، وقد يقول قائل إنه من حق المعلم نشر درجات الطلاب لإعلامهم بها، وهنا يعتبر فعلا مباحا، وهو فعل يختلف عن الفعل الآخر وهو نشر أسئلة الاختبار وإجابات الطالب بهدف السخرية والتشهير.