أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، أن الله تعالى له نعم عامة وخاصة على المسلمين توجب الشكر والاستقامة، كما أن لله تعالى نعماً خاصة على هذه البلاد منّ بها عليها، ومن أجل هذه النعم أن جمع الله كلمة أهلها على كلمة واحدة وصف واحد، فانتظمت لهم مصالح الدين والدنيا وعمرت بها الديار ودفع بها شر الأشرار، وعظمت الأمة وحفظ الدين وصون الدماء والممتلكات. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن من نعم الله على هذه البلاد هيمنة الشريعة، فهي شريعة العدل والوسطية، مشيرا إلى أن أمة الإسلام أمة وسط، لا غلو ولا تضييع، مبينا أن أمن المملكة له منافعه عليها خاصة وللناس أجمعين، لمكانة الحرمين الشريفين وأخوة الإسلام. عمارة الحرمين قال الحذيفي في خطبة الجمعة أمس: إن من نعم الله على هذه البلاد تتابع المشاريع الخيرة التي تخدم المواطن المسلم ومن يسكن هذه البلاد، وفي مقدمة هذه المشاريع عمارة الحرمين الشريفين التي توجب الشكر، فالشكر منافعه للشاكرين، والتقصير فيه ضرره على الغافلين، وتحدث الحذيفي عن نعمة الشكر التي أنعم الله بها على عباده العامة منها والخاصة، مؤكدا أن شكر النعم يكون باجتماع أمور محبة الله والخضوع له، ومع تيقن القلب أن كل نعمة هي تفضل وإحسان من الله من جميع الوجوه لا يستحقها العبد على الله، وإنما هي منّة وإحسان من الله تعالى. اجتناب النواهي أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، المسلمين بتقوى الله -عز وجل- والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. ولفت في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس إلى النعم التي أنعم الله بها على جميع بني آدم، وقال: من وجوه تكريم بني آدم المستفادة من قوله (ورزقناهم من الطيبات) تخصيصهم بما خصهم الله به من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح، فما من طيب تتعلق به حوائجهم إلا وقد أكرمهم الله به، ويسره لهم غاية التيسير بفضله، ولم يجعله محظورا عليهم، بل قد أنكر على من تعنت وحرم ما أحل اللّه من الطيبات (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق..)، أي مَن هذا الذي يقدُم على تحريم ما أنعم اللّه بها على العباد، ومن ذا الذي يضيق عليهم ما وسَّعه اللّه، ومن وجوه التكريم ما ذكره الله -سبحانه- بقوله (وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، بما خصهم به من المناقب وفضلهم به من الفضائل التي ليست لغيرهم من أنواع المخلوقات. مجموع الأمة أوضح الشيخ غزاوي أن الأمة المحمدية تختصّ بكرامة خاصة فوق التكريم العام الذي يشترك فيه بنو آدم، فقد صح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه قال «أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله تبارك وتعالى» رواه أحمد، أي أنكم معشر الأمة المحمدية الإسلامية تُتمون وتكملون عدد سبعين أمة سبقت قبلكم لا يعلمها إلا الله، وقوله (أنتم) الخطاب للصحابة ومن على منهجهم أو المراد مجموع الأمة، فهم خيرها وأفضلها وأكرمها على الله، وأشرفها لديه، ويظهر هذا التكريم في أعمالهم وأخلاقهم وتوحيدهم ومشاهدهم يوم القيامة ثم منازلهم في الجنة.