بعد ساعات من اتهام نيودلهي لإسلام أباد بأنها وراء الهجوم الانتحاري على مقر للجيش في القسم الهندي من إقليم كشمير، وما استتبعه ذلك من تهديدات هندية بتشكيل خلية للمهاجمين الانتحاريين للقيام بعمليات انتحارية مماثلة ضد باكستان، ترأس رئيس أركان الجيش الجنرال الباكستاني، راحيل شريف، أمس، اجتماعا طارئا لقادة الفيالق العسكرية عقد في القيادة العامة للجيش في ضوء التهديدات العسكرية الهندية بالانتقام من باكستان. وقالت مصادر عسكرية، إن الاجتماع جاء بعد رصد المخابرات العسكرية أيضا تحليقَ طائرات عسكرية دون طيار "درون" فوق أجواء مدن البنجاب الحدودية مع الهند، لا سيما لاهور وسيالكوت. إذ يعتقد الجيش أن الهند ستستخدمها في ضرب المواقع العسكرية الباكستانية في عملية يمكن أن تستخدم فيها قواتها الخاصة "الكوماندوز". موقف خطير أفادت المصادر بأن الجنرال راحيل شريف أعلم قادة الفيالق أن المؤسسة العسكرية تدرك جيدا خطورة الموقف الحالي على الوضع الأمني في المنطقة، وتداعياته على الأمن القومي الباكستاني. وفي بيان صدر عقب الاجتماع، قال رئيس الإعلام العسكري الجنرال عاصم باجوه، "إن قادة الفيالق العسكرية استعرضوا الاستعدادات العملياتية التي اتخذت في ضوء الخطورة الخارجية والداخلية التي تواجهها البلاد، والتي تهدد وحدة أراضي باكستان وسيادتها، كما قرروا الاستمرار في عملية السيف القاطع في مكافحة الإرهاب مهما كانت التضحيات. طائرات درون أوضح خبراء عسكريون أن الهند حصلت من إسرائيل على طائرات درون العسكرية، ولا يستبعدون تنسيقا هنديا إسرائيلي للهجوم على المواقع العسكرية الباكستانية، بعد أن استعادت الأخيرة مرتفعات "كارجل" من الهند، في الحرب التي استمرت بين البلدين خلال مايو- يوليو سنة 1999، مشيرين إلى أن طائرات الدرون العسكرية الإسرائيلية أسهمت في التشويش على كل أجهزة الاتصالات الباكستانية، وقطعت اتصالاتها مع القوات الباكستانية والكشميرية التي كانت تسيطر على مرتفعات كارجل، ثم مكّنت سلاح الجو الهندي من قتل عدد كبير من تلك القوات وإجبارها على الانسحاب تحت ضغوط أميركية قوية، مارسها الرئيس السابق بيل كلنتون الذي كان يخشى أن تتطور الحرب بين البلدين إلى حرب نووية مدمرة للمنطقة والأمن والاستقرار العالمي.