تتنوع جبهات المواجهة التي تخوضها حكومتنا الرشيدة لمواجهة المتربصين بها في هذا الوقت وما أكثرهم، وبقدر هذا التنوع تتنوع أساليب الهجوم وأساليب الدفاع، وكذلك أساليب الرد وأساليب العلاج. فهناك جبهات الحرب على أرض الواقع وعلى حدود وطننا الغالي يقودها جنودنا البواسل، وهنا جبهات مواجهة الإرهاب والخوارج المارقين، وهناك جبهات الفكر الأجير والعملاء المندسين، وجبهات التخفي وراء المصالح والتستر خلف الشعارات الزائفة، وجبهات العدوان الديني والعرقي والطائفي، وكذلك أيضاً جبهات الإفساد التي تستهدف شبابنا من خلال تدمير عقولهم بالمخدرات وتلويث عقيدتهم بالشبه والانحرافات، وتستهدف إغراقهم في عالم اللهو والأجهزة التي تقتل ثمرة وقتهم وعملهم، وترمي بهم في عالم من الفوضى وانعدام المسؤولية. جبهات وجبهات وجبهات، تواجهها حكومتنا الرشيدة، ونحن ننعم بعيش رغيد وأمن وارف..!! أفلا نكون صفا واحدا يقظا وسندا لحكومتنا أيدها الله بالدعاء والوعي وصدق الانتماء حفاظا على ديننا ووطننا، ألا نكون سندا لهم بعد الله فننبذ أسباب الفرقة والتباغض والانقسامات، "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، إن أول أمارات الفشل التقسم والتحزب والتفرق، وأول بشارات النجاح التعاون والاعتصام بحبل الله، "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، فإذا لم نكن اليوم وفي هذه الظروف الطاحنة صفا واحدا يدا بيد في وجه كل عدو ومتربص، فمتى نكون؟ إن أشد ما يدعو إلى الدهشة والتعجب هو من يدندن على التحزبية والتفرق والتباين والتشرذم بقصد أو بدونه، في الوقت الذي يتحالف فيه أعداؤنا على ما بينهم من الاختلافات أصلا من أجل تمزيقنا وتشتيت شملنا والسعي بكل السبل والطرق الملتوية والحروب المباشرة وغير المباشرة، والفتن المستترة والمعلنة، وعقد التحالفات والصفقات القذرة من أجل النيل من حكومة الحرمين الشريفين وشبابها وحضارتها ومنجزاتها... وإني لأرجو من الله خيرا ... وألا نكون ممن "استبان النصح في ضحى الغد".