فنان يملأ الشاشة حضورا وتميزا، ويلفت انتباه المشاهد في حركاته وانفعالاته وفي مفرداته الشعبية الدارجة، متسلحا بسمة فنية لا يكاد يملكها غيره من زملاء المهنة تكمن تلك السمة وفقا لعراب المسرح السعودي في استثارة من يقابله في الطرف الآخر، وهي الميزة التي امتاز بها عدد ممن تربعوا على هرم الدراما في العالم العربي أمثال عادل أمام ومحمد صبحي. الحديث هنا عن عبدالإله السناني ذلك الفنان الفريد الذي استطاع أن يوظف اختصاصه "كطبيب نفسي، ومؤلف مسرحي" في جل أدواره وأعماله مدركا متى يكون توقيت الحركة التعبيرية والمقولة التي تلفت الانتباه، ويتسلح بالكثير من الأوراق التي يكشفها عند الحاجة، لكي لا يصاب المشاهد بروح السآمة والملل، ولعل تلك السمات جعلت منه فنان حاضرا في الأعمال الدرامية الرمضانية منذ سنوات، وبات في ظل ما يتميز به مطلبا للكثير من صناع الدراما. يقول عنه عراب المسرح عمر الجاسر: "السناني فنان فريد يمتاز بسمة يتفرد بها عن غيره من الفنانين الآخرين وهي قدرته على الاستفزاز والإثارة الفنية لمن يقابله في الأدوار الفنية، وهذه السمة عادة ما ترتبط بالممثلين الكبار أمثال عادل أمام ومحمد صبحي". وأضاف: "تلك الأدوات الخطيرة في عالم الدراما والسينما والمسرح تمثل حالة استثنائية يصعب أن تتكرر في حشود من الفنانين، وبالتالي فإن السناني يعد مكسبا لأي عمل فني وخاصة في الأعمال الدرامية التي يعيش السناني أجواءها إلى حد الانفصال عن الواقع، وبقليل من الاهتمام في مسلسل (عيال قرية) نجد السناني الذي كان يلعب دور خال القصبي والسدحان بأنه أجاد في هذا الدور إلى حد الخيال الواسع، الذي لا يخرجه عن إطار النص". بدأ السناني في دخول معترك التمثيل من بوابة مسرح جامعة الملك سعود مع رفيق دراسته وعمره ناصر القصبي وشارك في عدد من المسرحيات، وبعد أن تخرج وجد ضالته في جمعية الثقافة والفنون حيث كانت الطريق إلى النجومية، ويعد من القلة الذين يرجع لهم الفضل في إحياء المسرح السعودي في الثمانينات، حيث اهتم كثيرا بالكتابات المتعلقة بالمسرح ويعد أحد المؤسسين لاتحاد المسرحيين العرب، لينال بذلك كثيرا من الجوائز دوليا، غير أن حبه وولاءه للمسرح لم يخطفه من الدراما الكوميدية التي ظل حاضرا فيها بقوة.