وجهت الرئاسة السودانية بفتح معسكرات التدريب لقوات الدفاع الشعبي وتعبئة المواطنين لمواجهة معارضيها. ووصف نائب الرئيس حسبو محمد عبدالرحمن أن اتفاق "نداء السودان" الذي وقعته المعارضة السياسية مع المتمردين الذين يحملون السلاح بأنه "خيانة للسودان". وكان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي قد وقع أول من أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، نيابة عن أحزاب المعارضة، اتفاقا مع الجبهة الثورية المتمردة التي تضم تحالف حركات دارفور مع الحركة الشعبية قطاع الشمال في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الأربعاء بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأطلق على الاتفاق اسم "نداء السودان". وكانت قوات الدفاع الشعبي التي تضم المتشددين الذين يؤيدون حكومة الرئيس البشير قد لعبت دورا كبيرا خلال الحرب الأهلية التي كانت دائرة بين الحكومة السودانية والجنوبيين قبل انفصال دولة الجنوب. من جهة أخرى، كشفت الأممالمتحدة أمس أن القتال بين قوات جيش جنوب السودان وقوات المتمردين التي يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار قد تجددت عقب انتهاء موسم الخريف، مشيرة إلى أن الجانبين يخوضان قتالا منذ أكثر من أسبوع في منطقة نائية شمال البلاد في أسوأ اشتباكات منذ انحسار موسم الأمطار في الأسابيع الأخيرة. وقتل في الصراع في جنوب السودان، الذي أعلن استقلاله عن السودان عام 2011، أكثر من عشرة آلاف شخص ونزح مليون شخص من ديارهم وأدى الصراع إلى نقص حاد في الغذاء.ويخشى دبلوماسيون غربيون يشعرون بخيبة أمل من عدم إحراز تقدم في المحادثات بين حكومة الجنوب والمتمردين، من أن يكون انتهاء موسم الأمطار نذيرا بوقوع مزيد من القتال. وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بدافع الحرص على منع أحدث دولة في العالم من الانزلاق إلى الفوضى، عقوبات على الجانبين للانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار. وتم توقيع الاتفاق المبدئي في يناير الماضي. وقال المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، جو كونتريراس إن الأممالمتحدة تلقت تقارير عن اشتباكات مستمرة في مقاطعة فنجاك بولاية جونقلي. وقال "القتال مستمر منذ أكثر من أسبوع هناك". وقدم فريق مراقبة من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "إيجاد" ينتشر في المنطقة لمراقبة وقف إطلاق النار، تقريرا موجزا إلى الأممالمتحدة بشأن الاشتباكات في فنجاك.