انتقى معهد صلحي الوادي للموسيقى في دمشق 51 متسابقاً من بين 200 متقدم من 15 دولة، هي سوريا وإيران وأرمينيا والعراق ولبنان وتونس وتركيا وليبيا ومصر ورومانيا وروسيا والكويت وبريطانيا وأمريكا واليابان لدخول مسابقة عالمية على آلة البيانو للسنة الثالثة على التوالي. وتستهدف المسابقة عازفي البيانو من الشباب السوري والعالمي، ممن هم دون الثامنة عشرة، من مختلف الجنسيات. وتستمر فعالياتها في دار الأسد للثقافة والفنون ستة أيام من (22 27) يوليو الحالي. وقال مدير معاهد الموسيقى العربية في وزارة الثقافة، ومدير معهد صلحي الوادي للموسيقى جوان قرة جولي: إن المسابقة ليست هدفاً في حدِّ ذاتها، بقدر ما هي نتيجة لعمل الطلاب في المعهد. وأضاف أن المعهد يقدم هذه الجائزة سنوياً لفترة محددة، وذلك لكي تأخذ المسابقة مجالها العالمي، ثم قد تصبح كل عامين بعد ذلك. ويشترط برنامج المسابقة، إضافة للمعزوفات العالمية، أن يقدم المتسابق معزوفة يختارها من بلده، كطريقة لتبادل المعارف والخبرات الموسيقية. كما تعد المسابقة فرصة لتعريف العازفين السوريين الموهوبين بالعازفين العالميين وتحقيق التواصل بينهم. تتنوع جوائز المسابقة بين مادية وعينية وورشات عمل في أوروبا. وكجزء من التعاون مع السفارة البولونية، سيتم إرسال الفائز السوري إلى بولونيا لحضور مسابقة شوبان الدولية في أكتوبر 2010. الفائزون بالمسابقة سيقدمون حفل الختام في 27 يوليو في دار الأوبرا السورية، حيث ستعلن لجنة التحكيم النتائج النهائية، وتقدم الجوائز والشهادات. والمسابقة تتم برعاية وزارة الثقافة السورية، وبتنظيم من معهد صلحي الوادي، ودعم من دار الأوبرا السورية. كما تلقى الدعم من السفارة البولونية، ومهرجان شوبان 2010، والمجلس الثقافي البريطاني، وإذاعة أرابيسك، ومعهد جوته، والصندوق العربي للثقافة والفنون، ومؤسسة هيكل الإعلامية، ومعهد ميلودي، وجامعة القلمون، وصالة "آرت هاوس" للفنون. وأشار المدير الفني للمسابقة الدكتور وسيم القطب إلى أن "معهد صلحي الوادي"، إضافة إلى التدريس، أصبح يعمل على بناء القدرات، وتشجيع فعاليات ومهرجانات ثقافية، من خلال الجوائز التي ينظمها، والتي تساهم في سفر الطلاب إلى أوروبا لحضور ورشات العمل، والاحتكاك بموسيقيين من كل بلدان العالم. ولفت الدكتور القطب إلى أن الهدف من تشكيل لجنة تحكيم تضم عازفين خبراء من جنسيات متعددة هو المصداقية، وتعميم المسابقة عالمياً. يذكر أن المسابقة مهداة للأستاذ صلحي الوادي، المولود في بغداد 1934 من أب عراقي وأم أردنية، و انتقل للعيش في سوريا عندما كان طفلاً. ونجح في تحقيق حلمه بتأسيس المعهد العالي للموسيقى والمسرح ودار الأوبرا السورية، والأوركسترا السمفونية الوطنية. تعرض الوادي لجلطة دماغية أثناء قيادته لفرقة الأوركسترا السمفونية السورية في حفل بتاريخ 27 أبريل 2002. وتوفي في 30 سبتمبر 2007 في منزله بدمشق. كما أن الدكتور القطب وُلد في برمنجهام، وتلقى معظم ثقافته الموسيقية من فلاديمير زاتييسكي الذي تمتع بثقافة موسيقية واسعة. وهو حاصل على شهادة الطب، ويمارس مهنة الطب منذ سنوات. مزج ما بين الطب والموسيقى، وحصل على شهادة الماجستير في العلاج بالموسيقى من مركز نوردوف روبنز في لندن. أسس العيادة الأولى للعلاج بالموسيقى للأطفال المصابين بالتوحد، والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لتحسين مهاراتهم. أما لجنة التحكيم، التي يرأسها العازف الدكتور وسيم القطب، فتضم كلاً من ستيفاني هورنيه من ألمانيا، وتوشيكي أوسوي من اليابان، وتاتيانا ساركيسوفا من روسيا، وهوبير سالفاروفسكي من بولونيا. وسيقدم سالفاروفسكي في افتتاح المسلبقة حفلاً موسيقياً الخميس 22 يوليو على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون. على صعيد آخر وفي لفتة مستحقة للعائلة التي قدمت للثقافة السورية أيادي بيضاء لا تُنسى يشهد حفل الختام تكريم أستاذة البيانو السيدة الراحلة سينثيا الوادي، التي وافتها المنية السنة الفائتة.