فيما كان أقرانها منشغلين باللعب واللهو، كانت "عهد" ذات العشر السنوات مشغولة بترتيب بضاعتها المزجاة على قارعة الرصيف عند كورنيش الدمام، حيث تصل كل نهاية أسبوع لمساعدة والدتها في بيع الحلوى والعصير وبعض الألعاب، وشيء من المستلزمات البسيطة لمعدات التنزه، لكن طفولتها تجعلها تختلس بعضا من وقت العمل، لممارسة اللهو البريء في غفلة أو تغافل والدتها التي تغض الطرف عن لهو البنت. "عهد تتعبني كثيرا، تريد اللعب، ولا تركز جيدا أثناء البيع، لذلك لا أعتمد عليها سوى في ترتيب بضاعتي ونقلها".. هكذا تتحدث أم عهد، مرجعة استعانتها بطفلتها إلى حاجتها لمساعدتها في العمل. وتضيف أم عهد أن ابنتها شغوفة بركوب قطار الكورنيش وهو ما كان يخيفها سابقا، قبل أن تجدها في أحد الأيام تلوح بيدها وهي تركب القطار بمفردها. وليست عهد حالة استثنائية بين أقرانها، حيث تشهد البسطات في كورنيش الدمام أو حتى في الأسواق الشعبية مشاركة كثير من الأطفال في بيع البضائع رغم عدم نظامية ذلك، بحسب الناطق الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان الذي بيّن أن الأمانة تحارب تلك الظواهر السلبية، ومنها استخدام الأطفال في البيع عبر دورياتها المنتشرة.