في ابتكار فريد من نوعه يجمع بين الطبيعة والتقنية، تمكّن المخترع السعودي عبدالله البراهيم، من تطوير نظام توليد كهرباء، يعتمد على الفروق الحرارية الطبيعية بين حرارة سطح جبل القارة في الأحساء، وبرودة كهوفه الداخلية، ليحوّل هذا المعلم الجيولوجي العريق إلى نموذج طبيعي للطاقة المتجددة المستدامة. فرق درجات الحرارة أبان البراهيم أن الابتكار يستند إلى مبدأ توليد الكهرباء بالاعتماد على فرق درجات الحرارة (Thermoelectric Generation)، حيث تُثبَّت وحدات كهروحرارية (TEG) بين سطح الجبل الساخن الذي تصل حرارته صيفًا إلى نحو 45–50 درجة مئوية، وبين كهوفه الباردة التي لا تتجاوز 20 درجة مئوية، مما يولّد فرقًا حراريًا يزيد على 25 درجة مئوية — كافٍ لإنتاج تيار كهربائي مستمر وتضخيمه دون أي حركة أو وقود أو انبعاثات. حلقة حرارية أشار إلى استخدام النظام وحدة حلقة حرارية (Loop Heat Pipe – LHP) تنقل الحرارة من سطح الجبل إلى المكثف داخل الكهف، ما يضمن استقرار التبريد في وحدات التوليد الكهروحرارية وزيادة كفاءتها، كما يمكن تعزيز النظام بعدسات فرينل الشمسية المركزة لرفع الحرارة في الأعلى وتوسيع فرق الدرجات الحرارية الى 180 درجة مئوية، لتوليد كهرباء تكفي لتشغيل أنظمة إضاءة أو شحن بطاريات أو أجهزة استشعار بيئية داخل الكهوف، ويُعد الاختراع نموذجًا فريدًا للطاقة النظيفة في البيئات الصحراوية، حيث تمتزج فيه الاستفادة من التضاريس الطبيعية بالحلول الذكية في إدارة الطاقة الحرارية، لافتًا إلى أن هذا الابتكار، يضيف بصمة جديدة في مسار التحول نحو الطاقة المتجددة، مؤكدًا أن البيئة السعودية بما تحويه من تضاريس فريدة، قادرة على إلهام حلول تقنية عالمية تجمع بين العلم والطبيعة. للطاقة المستدامة قال البراهيم: إن الفكرة جاءت من خلال الربط بين خبرته العملية والملاحظة الميدانية لطبيعة جبل القارة، الذي يحافظ على برودة كهوفه حتى في أشد أيام الصيف حرارة، فاستلهم من ذلك نموذجًا لتوليد الكهرباء النظيفة من الطبيعة نفسها، مضيفًا: إننا في الأحساء، نمتلك ثروة طبيعية غير مستغلة، يمكن أن تتحول إلى مختبر للطاقة المستدامة، فالجبل هنا ليس مجرد معلم سياحي، بل مصدر طاقة بيئية متجددة مستوحاة من أرضه وصخوره ونسيمه البارد.