تشهد منطقة جازان حراكًا ثقافيًا واسعًا يتجسد في بيت الثقافة الذي أصبح حاضنًا للفعاليات الفنية والتراثية والمعرفية، ووجهة رئيسة لعشاق الفنون والإبداع. فقد احتضن مؤخرًا عشرين ركنًا متنوعًا ضمت مواهب في الخط العربي، والفن التشكيلي، والرسم على الجلود، والعروض الاستعراضية، وجلسات الأولين، والدورات التدريبية، والمكتبات القرائية، ومرسم للأطفال، مما جعله مركزًا نابضًا بالحياة الثقافية في المنطقة. خطط وبرامج ثقافية في جولة ميدانية ل«الوطن» داخل بيت الثقافة، أوضحت نسرين علوان، أخصائية الفعاليات، أن هذا التنوع يأتي ضمن برامج وخطط ثقافية تهدف إلى جعل البيت مركزًا يجمع بين التعليم، والترفيه، والتفاعل الثقافي، مشيرة إلى أنه أصبح وجهة مثالية للمهتمين بالمعرفة والثقافة في جازان. وأضافت أن أنشطة بيت الثقافة تسهم في بناء مجتمع معرفي متكامل يعزز القيم الوطنية ويحتفي بالهوية الثقافية، من خلال ورش العمل والمعارض الفنية والعروض المسرحية وورش القراءة والمحاضرات التثقيفية التي تُنظم باستمرار. نتوسع بالمعرفة والتعلم وأوضحت إحدى الفنانات التشكيليات المشاركات أنها تمارس الفن التشكيلي منذ عامين، وبدأت الرسم منذ طفولتها، مشيرة إلى أن كل تجربة فنية تكشف لها أبعادًا جديدة في الإبداع. وأضافت أنها تستخدم البُن في الرسم وصناعة المجسمات الجمالية والخزفيات والميداليات والسلاسل، كما تهوى الرسم بالحرق على الجلود الطبيعية وتلوينها. وأكدت أن المشاركة في فعاليات بيت الثقافة تمنح الفنانين فرصة لعرض أعمالهم والتواصل مع الجمهور وتبادل الخبرات، معتبرة المركز منبرًا حقيقيًا لتوسيع دائرة المعرفة والإبداع. تعزيزًا للثقافة والفنون وفي ركن الخط العربي، تحدثت إحدى المدربات المتخصصات عن دورها في كتابة أسماء الزوار بخطوط النسخ والثلث والديواني، إضافة إلى تقديم ورش تدريبية تعليمية لتعريف الزوار بجماليات الخط العربي. أما ريهام أصغر المشاركات، فأوضحت أنها تشارك ضمن فرقة نجوم الألماسات الاستعراضية التي تستقبل الزوار بعروض ترحيبية وأناشيد فنية. ومن جانب آخر، شاركت إحدى كبيرات السن في فعالية «دلة وجدة»، مقدمة نماذج من التراث الجازاني الأصيل، في مشهد يجمع بين الأصالة والتجديد، ويؤكد الدور المتنامي لبيت الثقافة في تعزيز الفنون والتراث تحت سقف واحد.