في 5 شوال 1319 للهجرة، الموافق 15 يناير 1920 تمكن، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية من استعادة الرياض عاصمة أسلافه مؤسسي الدولة السعودية الثانية، والعودة بأسرته إليها. وبعد استرداد الرياض واصل الملك عبدالعزيز كفاحه لمدة زادت على 30 عامًا، من أجل لمّ شتات مملكته، حتى تمكن من توحيدها وضم جهاتها الأربع. وفي السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351 للهجرة الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932 صدر أمر ملكي بالإعلان عن توحيد الدولة وتسميتها باسم «الملكة العربية السعودية» اعتبارًا من يوم الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351للهجرة، الموافق 23 سبتمبر 1932. ونحن نحتفل اليوم بالذكرى ال95 لتوحيد بلادنا وجمع أقطارها، يجب أن نركز على القيمة السامية لهذه المناسبة؟ ولماذا نحتفل؟، إذ يجب أن يعرف كل مواطن أن ما نحن فيه اليوم من عز ونعمة إنما هو امتداد لمراحل إنجاز الملوك السابقين -يرحمهم الله، وصولاً لهذا العهد الزاهر الذي تستمر فيه عجلة النهضة والبناء بوتيرة متسارعة، فالمملكة اليوم ليست هي العام الماضي، فنحن في رحلة تطوير وتحديث متسارعة لا تهدأ، ولا تزال أهداف القيادة بعيدة ومحلقة. وحتى نستشعر قيمة هذا اليوم لنتخيل أن الملك عبدالعزيز لم يوحد شتات نواحي المملكة، ويضمها تحت قيادة واحدة، كيف سنعيش على أرض ذات تكتلات متصارعة متنافسة؟ وكيف سنأمن على أنفسنا وبيوتنا وأبنائنا؟ إن قيمة الأمن الذي نعيشه اليوم إنما هي نتيجة لتوحيد المملكة، وبدونها لا يمكن العيش. إن اليوم الوطني لبلادنا هو عيد ميلاد الوطن، وكما يفرح الناس بأعياد ميلادهم، ويحتفلون بها، ويستشعرون أين كانوا وأين صاروا، فكذلك الاحتفال باليوم الوطني يجب أن ترافقه مشاعر التأمل في: أين كنا وأين وصلنا، وهذا يقتضي أن تكون هذه المناسبة فرصة وطنيّة لتجديد الانتماء الوطني، والشعور بالعز والافتخار لما تقوم به المملكة العربيّة السعودية من خطوات بنّاءة لرفع مستوى المواطن السعودي. إنّ اليوم الوطني السعودي هو فرصة للتعرّف على تاريخ المملكة، ومراحل نشأتها التي كانت وسط ظروف صعبة، وقدرة الأبطال الشجعان على توحيد البلاد وبناء الدّولة الحديثة. إن هذا اليوم يأتي تخليدًا لذكرى القائد المؤسس عبدالعزيز آل سعود -يرحمه اللّه- الذي سخّر حياته كاملةً من أجل بناء دولة عظيمة تقف لها الدول العالمية احترامًا وتبجيلاً، وهو ما صار واقعًا ملموسًا لكل سعودي.