جميعنا مررنا بأيام سيئة وأشخاص قاسوا قلوبنا، وأحلام لم تتحقق، ومشروعات انهارت، وأمنيات بقيت حبيسة صدورنا. لا أظن أن هناك شخصًا على هذه الأرض لم يتألم، ولا أحد مضت حياته كما أرادها تمامًا؛ بل هي أيام بين مدٍّ وجزر، يومٌ يضحك لنا وآخر يثقل أرواحنا. ومع هذه الصراعات النفسية نحتاج أحيانًا أن نحكي ما بداخلنا، أن نُفرغ بعضًا من وجعنا لنخفف عن قلوبنا.. وهذا أمر طبيعي، لكن المشكلة تبدأ عندما نختار الشخص الخاطئ لشكوانا. بينما فؤادك يغلي، قد تلمح في عينيه لا مبالاة بوجعك، أو تخبر أحدهم بهمّك مرةً واحدة فتصبح نظرته لك دائمًا مشفقة، وكأنك ضعيف أمامه للأبد. لماذا نختار البشر لشكوانا؟ لا أحد يستطيع أن يشعر بألمك كما تشعره أنت.. جرحك لا يسكن قلب غيرك، حتى لو حاول أن يتفهمه. هناك شكوى واحدة لن تندم عليها أبدًا: أن ترفع همّك إلى خالقك. هو وحده الذي يعلم ضعفك وحزنك، وهو القادر على جبرك ونصرك، ولا أمل يُرجى إلا منه. احذر أن تكون محبتهم لك شفقة، وكن صبورًا، فكلنا مررنا بأيامٍ لم نعلم كيف تجاوزناها إلا بفضل الله. حين يخذلك الناس، لا تنكسر.. بل تذكّر أن باب السماء لا يُغلق، وأن الله أرحم بك من نفس.