تحمل مباراة الافتتاح في أي دوري قيمة رمزية كبيرة، فهي بمثابة انطلاقة رسمية للموسم الجديد، وفرصة لتقديم البطل السابق للجماهير في أول ظهور له بعد تتويجه، وفي أوروبا، وتحديدًا في الدوريين الإنجليزي والألماني، جرت العادة أن تكون المباراة الافتتاحية من نصيب حامل اللقب، بينما لا يتبنى الدوري السعودي هذا النهج حتى الآن. الدوري الإنجليزي الممتاز في إنجلترا، يُسلّط الضوء دائمًا على البطل في انطلاقة الموسم، فحامل لقب البريميرليغ غالبًا ما يخوض أول مواجهة في الجدول، وهو ما يُضفي طابعًا احتفاليًا على الجولة الأولى، هذه العادة تمنح الجماهير فرصة لرؤية بطلهم في بداية الموسم، وتزيد من القيمة التسويقية للمسابقة التي تُعتبر الأكثر متابعة في العالم. الدوري الألماني «البوندسليغا» الأمر أكثر وضوحاً في ألمانيا، حيث يُمنح البطل شرف افتتاح الموسم دائماً على ملعبه، في مباراة تُقام عادة يوم الجمعة مساءً، وتحوّلت هذه العادة إلى تقليد ثابت يجعل الجماهير تعيش أجواء احتفالية مع بطل النسخة الماضية، ما يرفع من مكانة الدوري على المستوى الجماهيري والإعلامي. الدوري السعودي.. مسار مختلف في المقابل، لا يلتزم دوري روشن السعودي بهذا التقليد. فحامل اللقب لا يلعب بالضرورة المباراة الأولى، إذ تُوزّع اللقاءات في الجولة الافتتاحية بحسب اعتبارات لجنة المسابقات، هذا الاختيار يجعل انطلاقة الدوري أقل رمزية مقارنةً بالدوريات الأوروبية الكبرى، رغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الدوري السعودي حالياً بعد استقطاب النجوم العالميين. لماذا لا يُطبَّق هذا التقليد؟ قد يكون السبب في ذلك مرونة جدول المباريات ورغبة المنظمين في تحقيق توازن بين الفرق من حيث التوقيت والجماهيرية، إضافة إلى الاعتبارات اللوجستية المرتبطة بالملاعب والبث التلفزيون، لكن في الوقت نفسه، يرى كثيرون أن اعتماد مباراة الافتتاح لحامل اللقب سيضيف قيمة تسويقية وإعلامية أكبر للدوري السعودي، وسينسجم مع المعايير المتبعة في أبرز الدوريات العالمية. خلاصة بينما تُفتتح المواسم في إنجلتراوألمانيا بمباراة لحامل اللقب كجزء من التقاليد الكروية، لا يزال الدوري السعودي يختلف في هذا الجانب، ومع الزخم العالمي الذي يعيشه حاليًا، قد يكون الوقت مناسبًا لتبني هذا النهج وإضفاء طابع احتفالي يليق ببطل المسابقة، ويواكب الصورة الجديدة لكرة القدم السعودية.